لعل الظروف الطارئة التي حلت على منطقتنا والعالم جراء العدوان على غزة، تفرض علينا المضي بتنفيذ رؤى التحديث الثلاث التي تعتبر كالجدران العازلة التي تتصدى لكافة التحديات والتداعيات والمخططات التي تحاك ضدنا وتلوذ بقلعتنا وتحصنها من اطماع من يريدون بها شرا، فلماذا علينا المضي بها ؟ وماذا سيحدث في حال لم ننفذها ؟.
تنفيذ «رؤى التحديث الثلاث» السياسية والاقتصادية والادارية ليس ترفا او حلم بل ضرورة تتطلبها وتفرضها علينا المرحلة المقبلة التي بدأت تتخذ منحنيات صعبة وجب على الجميع الاستعداد لها واتخاذ التدابير لضمان مواجهة التحديات والتداعيات والمخططات التي تحاك ضدنا، وهذا لن يكون الا بتوفر بيئة سياسية واقتصادية وادارية نموذجية ومميزة تعزز وتساهم بالحفاظ على الاستقرار والمكتسبات والبناء عليها.
الاردن استطاع التصدي لكافة المخططات والتحديات التي تعرض لها السنوات الماضية بالاسقرار والتلاحم والوحدة الوطنية،ولهذا هو اليوم يسعى وبشراكة الجميع الى تحصين هذا الاستقرار برؤى تحديث لها القدرة على تعظيم الانجاز والحفاظ على المكتسبات التنموية ودفع عجلة الاقتصاد الى النمو والتشغيل والقضاء على الواسطة والمحسوبية والبيرقراطية، فبدأ مشروع التحديث بمشاركة الخبرات الاردنية التي وضعوها بعين وحس الوطنية فقط.
الظروف الحالية والتداعيات والتحديات السابقة والحالية تؤكد بما لايحتمل الشك ان التراجع عن تنفيذ رؤى التحديث امر له انعكاسات خطيرة في المستقبل، ولهذا يجب علينا ان لا نتراخى بتنفيذها او التعلل بما يدور حولنا فنتكاسل فكل ما جاء برؤى التحديث الثلاث يهدف لخدمة المواطنين واستقرارهم السياسي والاقتصادي وضمان معيشة مميزة وتقديم أفضل الخدمات لهم وتخفيف البطالة وزيادة معدلات النمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات وتقليص المديونية والاكتفاء الذاتي من كل شيء وتنويع مصادر الطاقة ورفع تنافسيتنا بمختلف المؤشرات، والقضاء على الواسطة وتحقيق العدالة.
اليوم علينا ان لانتجاهل او نسهو عن تنفيذها «فالوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك » مستغلين بتنفيذها مالدينا من استقرار مالي ونقدي وسياسي واجتماعي،لننطلق بعدها اقوياء بمواجهة كل هذه التحديات والتصدي لها من مصدر قوة لا ضعف لا سمح الله، فقوة الاردن واستقراره قوة لصمود شعبنا في فلسطين، ولهذا يعتبر تنفيذ رؤى التحديث واجبا مقدسا على الجميع لأجل تأمين قلعتنا من المتسللين الذين يهدفون لاضعافها واستسلامها أمام مخططاتهم الخبيثة الرامية لتصفية القضية الفلسطينية وتهويد مقدساتها.
خلاصة القول، تنفيذ رؤى التحديث واولها الانتخابات النيابية المقبلة ضرورة ملحة لارجعة عنها ومهما كانت الظروف،فالانتخابات اول حصن منيع نبنيه حول قلعتنا لصد الغزاة والمتامرين عليها،ومن ثم الاستمرار في تنفيذ رؤى التحديث الادارية والاقتصادية حتى اخر اولوية منها، فالاردن جندي والحندي لايعود الى الوراء الا اذا اعلن استسلامه والاردن لم ولن يستسلم