أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات برلمانيات جامعات وفيات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

زيارة الملك لـ أمريكا.. وعندما كسر وصفي التل القلم

مدار الساعة,أسرار أردنية,مواقع التواصل الاجتماعي
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - بقلم: المحامي بشير المومني

كان الأردن يمرّ في أصعب لحظاته التاريخية وبلغت الأزمة مستويات غير مسبوقة وكان حجم الاختراق من قبل الأنظمة المحيطة قد بلغ مداه وبيعت الضمائر تحت بند الشعارات وانتهكت كل الحرمات تحت غطاء الثورة وكان قبيضة السفارات يقفون على قارعة الطريق بلا خجل ولا وجل وتتحرك اقلامهم المسمومة في كل اتجاه ولكن كالعادة كان وصفي هو وصفي ..

يصل الشهيد والرئيس والزعيم الوطني رحمه الله تعالى إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون وملامح الغضب بادية في محياه ويأمر باستدعاء أحد السياسيين والكتاب المرموقين المؤثرين في الراي العام وكعادة وصفي أيضاً فهو صاحب ورقة وقلم وملف ويعرف تماما أبعاد ما يكتب وارتباطات الكاتب فوصفي رحمه الله كان أكثر ما يكره الدجل والتهريج والإشاعات والتحريض على الدولة الأردنية والملك ودائما ينطلق من المعلومة ولديه تقديرات ذاتية للموقف تختلف عن غيره ..

أتي بالكاتب المذكور بين يدي الشهيد الأردني البطل ولم يدعه وصفي للجلوس بل طلب قلم رصاص تحديدا وبدأ كلامه مع الرجل بكل حزم .. (بدك تكتب لمصر بتروح على مصر.. بدك تكتب لسوريا بتروح على سوريا .. بدك تكتب للأمريكان بتروح على الأمريكان.. لكن طالما انت موجود بالأردن بدك تكتب للأردن أو قسما بالله العظيم انت وغيرك اللي بكتب لغير الأردن غير أطول عيونه الثنتين بهالقلم .. ) وكسر وصفي رحمه الله القلم بيده وتناثر منه الرصاص .. المعنى واضح والرسالة وصلت للجميع وتم ضبط الموقف الإعلامي ..

أمضيت الليلة الماضية أحاول الوصول لمصدر الخبر المنشور على بعض الصفحات الإخبارية الذي يتحدث عن زيارة جلالة الملك للولايات المتحدة الأمريكية ومعرفة من قام بصياغته وتوزيعه وقد اتصلت وتواصلت مع كل الجهات الممكنة في الاردن إلا أن أحدا لم يعرف من وكيف ولماذا وحتى هذا الصباح لا اسمع سوى عبارات الإنكار تحت بند ( لا أعرف .. ملناش دخل .. الخ).

الخبر أو التصريح ولا أدري بما اصفه لا يعدو كونه حالة من التهريج الإعلامي القميء الذي أساء بكل معنى الكلمة للملك وللاردن وللاردنيين ولكل من لديه ذرة شرف وطني وغيرة على الاردن بكل مكوناته وأركانه بما فيه ركن العرش وهو يضع علامات استفهام عميقة حول ما يحصل ..

التهريج والانفلات الإعلامي وصل مستويات غير مسبوقة تاركا الشارع الأردني مكشوفا أمام سيل من الاشاعات المنحطة والانتقادات الأكثر انحطاطا دون وازع أو رادع من ضمير أو حرص على وطن أو حتى الخوف من العقوبة أو عواقب الفعل ..

تصريح مملوء بالكلام السخيف الممجوج الذي لا يليق ولا يتصف بحكمة ولا وزن للحروف والفواصل والنقط يدفعنا للتساؤل عن مدى حرفية من صاغه على فرض أن مصدره رسمي أو مأذون له على الأقل وبجميع الأحوال فهو يهدر تاريخا من المواقف السياسية الثابتة لمؤسسة العرش ومن الواضح أنه جاء ردا على بعض الكتاب والصالونات السياسية التي أصبحت عبئا على الاردن لا مصدرا لتوليفات النخب التي تنعكس على ثرثرات الدهماء في مواقع التواصل الاجتماعي ..

لم يتطرق الأحمق الذي صاغ البيان إلى أن الزيارة الملكية مجدولة منذ أكثر من ثلاثة أشهر ولم يتحدث أيضا على أنها تشتمل على جدول أعمال مضغوط ومن النوع الممتد أفقيا وعاموديا بالداخل الامريكي تتخلله إجازة الملك السنوية كما في كل عام ولم يرد في البيان أو التصريح أن جلالته يعاود اللقاءات الدورية مع النخب السياسية والاقتصادية والإعلامية المؤثرة في عاصمة صنع القرار العالمي ولم يأت المتحدث لا حدثه الله على أهمية هذه اللقاءات ومدى تأثيرها على كل أردني وان جلالته كان ولا يزال يحاول تشكيل لوبي أردني يدعم حقوق الأردن في تصفيات الوضع النهائي للمنطقة ككل أو على الأقل تجنيب الأردن الآثار السلبية لتفاهمات الاقليم بين الدول العظمى ..

عندما يكون محيط الملك عبئاً عليه فنحن أمام كارثة وطنية تستحق التوقف وعندما يبدأ رجل الشارع العادي بالتعاطي مع الملك كحالة اسطورية وليس كإنسان له زوجة وأبناء ويحق له أن يأخذ استراحة محارب لأيام ولا يستطيع رجل الشارع العادي أن يرى أن دولته هي مؤسسات لا تزال فاعلة وتقوم بعمليات الدهم مثلا وتفكيك منظومة الفساد في قضية الدخان وتحيلها للمحاكم ولا حاجة ليقطع الملك جدول اعماله وزيارته وحتى استجمامه ليكون مطالبا بمعالجة بركة البيبسي وبحث مقدار كلف معالجة العقول الآسنة بسبب شرذمة من الكتاب وقبيضة السفارات نكون بحاجة لقلم وصفي ونثر الرصاص ومن أراد أن يكتب لاردوغان فليذهب إلى تركيا ومن أراد أن يكتب للأسد فليذهب إلى سوريا..

مدار الساعة ـ