يمر الوطن بلحظات عصيبة كشفت عن تناغم أبنائه وتلاحمهم مع مواقف قيادته الهاشمية الحكيمة ، وتجسد هذا بما لمسناه من الأحداث المؤلمة والحزينة التي تمر بها غزة هاشم حيث كان تحرك القيادة سريعاً لإنقاذ الأبرياء من آلة الحرب والدمار، وتجلى الموقف الأردني واضحاً في أبهى صوره بأن ترجم مواقفه إلى أفعال حقيقية تمثلت بتحرك رسمي منسجم مع نبض الشارع الأردني وبدبلوماسية رصينة وبناءة ومؤثرة طالبت بالوقف الفوري لإطلاق النار وتوفير الممرات الآمنة، وحماية المستشفيات والمساجد والمدارس من القصف الغاشم، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والمستلزمات الطبية ودعم وإسناد المستشفى الميداني الأردني بتوجيهات ملكية وجهود جبارة من سلاح الجو الملكي كل هذا ما كان له أن يتم لولا النهج القويم الذي اختطه الأردن لنفسه ، وتأتي جهود جلالته لدعم صمود أهلنا وإفشال المخططات الإسرائيلية لتهجيرهم من أرضهم وبلادهم العزيزة على قلوبنا جميعا.
وهذا يدفعنا للالتفاف حول قيادتنا الهاشمية ووحدة الصف والوقوف في خندق الوطن والقضية الفلسطينية، ويعد هذا مبدأ راسخاً وعقيدة ثابتة ونهجاً هاشمياً لا يقبل المساواة ولا التنازل مهما كلف الثمن.
سيبقى الأردن حصناً منيعاً وسنداً قوياً لنصرة أهلنا في غزة العزة والشموخ، ورافعاً لواء الحق ومدافعاً عن قضايا أمته وهذه رسالته منذ انطلاق الثورة العربية الكبرى ولن يتخلى عن مواقفه القومية وقضيته الفلسطينية
وإني لمشتاق إلى غزة وإن خانني بعد التّفرق كتماني
سقى الله أرضاً لو ظفرتُ بتربها كحلت به من شدّة الشوق أجفاني