منذ بدء الحرب على غزة ورئيس الديوان الملكي الهاشمي وعلى مدار الساعة في أوقات الدوام وحتى في عطلة نهاية الأسبوع يستقبل الوفود المؤيدة للملك؛ من أبناء العشائر ومختلف الفعاليات الشعبية من كل محافظات المملكة؛ مدن وقرى وبوادي ومخيمات، وكلها تبدي وتؤكد الوقوف مع سيد البلاد في جهوده الرامية لوقف الحرب والعدوان الإسرائيلي على الأشقاء في غزة والضفة الغربية.
وفي كل لقاء يتحدث كبار وممثلو هذه الوفود ويؤكدون على المضي قدما مع الملك، والوقوف خلفه سياسيا،،، وكقائد أعلى للقوات المسلحة وفي كل قراراته، بينما ينقل رئيس الديوان الهاشمي للوفود تحيات الملك ويشرح مواقفه وموقف الأردن الذي لن يقبل أية حلول أو تسويات على حساب أراضيه، كما لا يقبل الإعتداءات الإسرائيلية على الأشقاء في فلسطين، ولا محاولات تفريغ قطاع غزة وتهجير مواطنيه أو تهجير مواطني مدن الضفة الغربية بالتضييق عليهم ومصادرة أراضيهم.
وهنا لا بد من الإضاءة على أهمية هذه الوقفة الشعبية والتفاعل الشعبي والإلتفاف حول القيادة في هذه الظروف الصعبة على المستوى الوطني والإقليمي.
أولا، فيجب أن نذكر بأن الأردنيين من شتى الأصول والمنابت يدركون بأن الحفاظ على الأمن الداخلي في البلاد هو رأس المال الذي يعني لنا الكثير؛ فأن تسافر مع أسرتك بسيارتك من العقبة إلى الرمثا آمنا لا يوقفك أحد سوى الدوريات الخارجية، وأن تنام في بيتك آمنا مؤمنا على أسرتك، وأن تصلك يوميا خدمات المياه والكهرباء والخدمات البلدية، وأن تجد مؤسساتك تعمل وتقدم لك خدمات التعليم والصحة، وأن تجد أسواقك مفتوحة تقدم لك السلع والمواد الغذائية بأشكالها، وأن تستطيع ممارسة حياتك اليومية بحرية يصونها القانون، فهذا يعني الكثير.
خلف ما جاء أعلاه أجهزة أمنية تعمل... وقانون يسري ومؤسسات تعمل،،، وملك يراقب سلامة الأداء ويكفل إستمرار كل ذلك، ولا يقبل غير ذلك أيضا.
من جهة أخرى وللأسف فهنالك قوى تحاول شمالا وشمال شرقا إغراق البلاد بالمخدرات مستهدفة الشباب وأمننا القومي (لأن صحة الشباب الجسدية والعقلية أمر يتعلق بالأمن القومي لأي دولة)، وأيضا ومن ذات الحدود المذكورة هنالك ميليشيات عسكرية تحاول التغلغل للبلاد باسم تحرير فلسطين وباطن الأمور تهدف التواجد سياسيا وعسكريا في حمانا وهذا خطير جدا، بينما هنالك حرب تتوسع وتلقي بظلالها علينا سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا، وقد تتوسع أكثر، وقد تمس الأسعار والأمن الغذائي وغيرها.
كان الملك الصلب والمتزن وما زال السد المنيع ضد صفقة القرن، وهو عنصر الإتزان وصمامه في المملكة وفي الإقليم على حد سواء، فالحكم الهاشمي معروف بالوسطية والاعتدال في بقعة جغرافية حدودها ملتهبة، ففي أوج الربيع العربي قاوم الملك المتزن والحكيم مصالح قوى عظمى ورفض إقحام الأردن بالدخول إلى سوريا عسكريا، في وقت كنا نقاوم فيه الإرهاب وندفع ثمن موقفنا إقتصاديا ومورس علينا التضييق بأشكاله، بينما لم ترق قطرة دم واحدة في تظاهرات الربيع العربي على المستوى الوطني، لا بل قوبل المتظاهرون بالماء والعصير.
الأردنيون يدركون بأن هذا الحمى هو قلعة الصمود التي تدفع ثمن مواقفها ومنعتها على قلة مواردها وشحها المائي، وتستقبل الأشقاء العرب من المضطهدين والناجين بأرواحهم واللاجئين، وتقتسم مع الجميع رغيف الخبز والماء والموارد والخدمات والثروات القومية دون أي تمييز.
أمام ما جاء سابقا، فالوفود والفعاليات الشعبية التي تؤم الديوان الهاشمي يوميا، ومن شمال ووسط وجنوب المملكة لها أهمية كبيرة جدا، إذ تؤكد على أمرين:
١- نحن مع الملك بمواقفه السياسية بشأن حرب غزة ووقفته مع الأشقاء... وأيضا وفي ذات الوقت فنحن مع إصلاحات الملك السياسية والاقتصادية والادارية محليا،،،
٢- نحن الشعب الجيش ومع الملك كقائد أعلى للقوات المسلحة الأردنية الباسلة الجيش العربي، ومع القائد بكل خياراته،،،
أما عن ما وراء الحدث وإنعكاسات ذلك، فنؤكد بأن الاعلام العالمي ووكالات الأنباء العالمية ترصد، والسفارات ترصد، ومؤسسات المجتمع الدولي ترصد، وحتى أجهزة المخابرات والاستخبارات العالمية ترصد، ونحن نتعامل مع مجتمع دولي ضعيف ومسيطر عليه صهيونيا (ماليا وإعلاميا وبالإبتزاز)، وأن علينا مؤازرة مواقف القيادة
وإسنادها ونظهر بموقف الشعب الجيش، أولا لكي لا يكون أمننا وإستقرارنا ثمنا لإستقرار الكيان الصهيوني، ثانيا لكي لا تكون أراضينا جزءا من حل غير عادل للقضية الفلسطينية، ثالثا لكي نبقى السند القوي للأشقاء في فلسطين.
جدير بالذكر بأننا وللأسف نتعامل مع مجتمع دولي شبه فاسد وضعيف ويقف بصف القوي، ولا يقف مع من يقع أو يسقط من دول، لا بل يتجنبه، فالسودان واليمن وسوريا ولبنان وليبيا وحتى دولا في إفريقيا وأمريكيا الجنوبية عانت أو ما زالت تعاني، والمجتمع الدولي لم يقف معها.
يجب أن نبقى أقوياء بوحدتنا الوطنية ولحمتنا وتماسكنا وإلتفافنا حول قيادتنا.