مدار الساعة - جددت شخصيات قيادية إسرائيلية امس الخميس تهديداتها المتواصلة بشن عدوان جديد على غزة؛ وذلك مع استمرار التوتر على الحدود منذ نحو أربعة أشهر، حيث استشهد مساء الاربعاء ثلاثة عناصر تابعين للجناح العسكري لحركة حماس (كتائب الشهيد عز الدين القسام) بقصف مدفعي اسرائيلي.
ونقل على لسان وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان في حديث للإذاعة العبرية العامة، قوله إن: "عملية عسكرية في القطاع باتت أقرب من أي وقت مضى، وأن هكذا عملية لن تقل ضراوتها عن الحرب الأخيرة عام 2014".
إلى ذلك، قال رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق "عاموس يدلين" إن تهديد كتائب القسام أن الدم يقابل بالدم "لا يبشر بخير".
وأضاف يدلين، الذي يرأس معهد دراسات "الأمن القومي" الإسرائيلي، أن "الأمور على جبهة غزة قد تتدهور بشكل أسرع من المتوقع"، على حد تعبيره.
وذكر أنه "لا مناص في نهاية المطاف من الذهاب نحو عملية عسكرية جديدة على غرار (الجرف الصامد2) بالنظر إلى تآكل قوة الردع".
وأشار إلى أن "الأمور قد تتدحرج للحرب حال حصول حركة حماس على إنجاز عسكري لا يمكن لإسرائيل السكوت عليه".
وكشفت مصادر فلسطينية مطلعة عن اتصال جرى بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ووزير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل المتواجد في واشنطن حاليًا.
وذكرت المصادر أن الاتصال الهاتفي شهد بحث التطورات الساخنة التي شهدها الميدان في غزة خلال الساعات الأخيرة.
كما أجرى المسئولون المصريون اتصالات مكثفة مع قادة الفصائل الفلسطينية للتهدئة فى غزة ومنع أي عدوان مضاد من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، جيث قال مصدر فلسطيني مطلع إن مصر أجرت اتصالات مكثفة على مدار الساعات القليلة الماضية لمنع أى تصعيد عسكرى بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي فى غزة.
وأكد المصدر على تفاصيل التحركات المصرية -الخميس، أن هناك اتصالات مكثفة منذ منتصف ليل الأربعاء من المسئولين المصريين وقادة الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي لمنع اندلاع حرب جديدة في قطاع غزة.
من جهتها، قالت مصادر مطّلعة في حماس إن لقاءً مهمًا جرى امس بين (هنية) ومنسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف في مدينة غزة بحث خلاله التصعيد الإسرآئيلي الاخير.
وشيعت جماهير قطاع غزة جثامين الشهداء الثلاثة "محمد توفيق العرعير واحمد منير البسوس وعبادة أسعد فروانة" من مسجد العمري في غزة بمشاركة قادة حماس (اسماعيل هنية وخليل الحية والقائد العام فتحي حماد وقادة الفصائل الفلسطينية كافة).
وتوعدت كتائب القسام بالرد على جرائم الاحتلال، بعد استهداف نقطة للمقاومة واستشهاد ثلاثة من أفرادها في الشجاعية.
واعلن جيش الاحتلال في بيان مساء الاربعاء انه ردا على اطلاق نار من القطاع باتجاه جنود اسرائيليين، استهدفت المدفعية الاسرائيلية "سبعة مواقع عسكرية لحماس".
وكان الجيش الاسرائيلي ذكر في بيان ان جنديا اسرائيليا اصيب بجروح متوسطة في حادثة اطلاق النار ونقل الى المستشفى.
من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحماس فتحي حماد (وزير الداخلية السابق) أن القسام "غير عاجزة عن توجيه الضربة تلو الضربة للاحتلال؛ وقال: "خذوها عهدًا على حماس وعلى القسام، سننتقم، الاحتلال ظن أننا هرولنا لنستجدي التهدئة، لكنه هو الذي هرول، فمرة إلى مصر ومرة إلى ميلادينوف (منسق الأمم المتحدة لعملية التسوية في الشرق الأوسط)"مؤكداً ان الردع بالردع والقصف بالقصف والدم بالدم، ونحن ننتظر النصر القادم او الشهادة ".
واعلنت كتائب عز الدين القسام امس حالة "الاستنفار القصوى" في صفوفها بعد استشهاد ثلاثة من عناصرها.
وقالت كتائب القسام في بيان صحافي انها "تعلن عن رفع درجة الجهوزية للدرجة القصوى، واستنفار جميعِ جنودها وقواتها العاملة في كل مكان (...) بعدما أقدمت قوات الغدر الصهيونية على قصف نقطة لمجاهدي قوة حماة الثغور مساء الأربعاء".
واضافت "ليعلم العدو بأنه سيدفع الثمن غاليا من دمائه جراء هذه الجرائم التي يرتكبها يومياً بحق شعبنا ومجاهدينا".
ودعت كتائب القسام في بيانها "جميع فصائل المقاومة من خلال الغرفة المشتركة التي نحن جزء منها إلى رفع الجهوزية والاستنفار للدرجة القصوى".
واعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية خلال مؤتمرها الصحفي الذي عقد في غزة ان معادلة (القصف بالقصف) مستمرة، وأكدت أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تنتهك وتخترق اتفاق 2014 الذي وقع في القاهرة برعاية مصرية، قائلة: "نحن ملتزمون ما التزم الاحتلال به، وهو مسؤول عن أي اختراق له".
وأكدت على حق الشعب الفلسطينيا في الدفاع عن نفسه في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
وحسب الجيش الإسرائيلي تم وقف جميع الأعمال على السياج الحدودي بسبب تهديدات حماس وجناحها العسكري بتنفيذ هجمات انتقامية بعد استشهاد عناصرها الثلاثة.
وخاضت دولة الاحتلال وحماس ثلاث حروب منذ 2008. الراي