أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الولايات المتحدة و إسرائيل : هل تنجح استراتيجية الردع في غزة؟


العقيد المتقاعد محسن الشوبكي
خبير استراتيجي وأمني

الولايات المتحدة و إسرائيل : هل تنجح استراتيجية الردع في غزة؟

العقيد المتقاعد محسن الشوبكي
العقيد المتقاعد محسن الشوبكي
خبير استراتيجي وأمني
مدار الساعة ـ
في ظل حرب الابادة على غزة ، تقف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل حليفها الاستراتيجي الوحيد في المنطقة ، وتسعى لتطبيق استراتيجية الردع لمنع تمدد الحرب على غزة ، لكن هل تنجح في تحقيق أهدافها ؟ وما هي العوامل التي تؤثر على نجاح الاستراتيجية أو فشلها ؟ وما هي السيناريوهات المحتملة في حال حدوث تصعيد أو تهدئة ؟ سيتم استعراض المحاور الرئيسية للاستراتيجية ، والتحديات التي تواجهها .
_ اتخذت الولايات المتحدة موقفا معلنا ، بدعم الكيان اللامحدود في حرب الابادة على غزة ، باعتبار أن إسرائيل الحليف والشريك الاستراتيجي الوحيد في المنطقة ، ويذكر هنا أن احدى أهم القضايا المشتركة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في امريكا هو دعم إسرائيل بشكل مطلق وتنافسي بينهما.
_ سخرت امريكا كامل قدراتها المختلفة لدعم الكيان ، وتبنت استراتيجية ردع لضمان امن واستقرار اسرائيل ، ضمن المحاور التالية:
- [ ] نشاط دبلوماسي مكثف شمل مختلف دول العالم لنقل وجهة النظر الاسرائيلية والمطالبة بدعمها ، واستخدام حق النقض ( الفيتو) اكثر من مرة لصالح إسرائيل ، وكذلك توجيه رسائل ردع سرية لبعض الدول المحتملة المعنية بالتصعيد كايران مثلا .
- [ ] فتح جسر جوي وبحري لإمداد إسرائيل بمختلف أنواع الأسلحة والذخائر المتطورة لرفع قدرات الجيش الاسرائيلي واستمراره بالحرب على غزة ، يضاف لذلك تقديم خدمات لوجيستية عسكرية واستخباراتية لدعم الجانب العملياتي .
- [ ] ارسال حاملات طائرات وقطع بحرية إلى البحر الابيض المتوسط ، وتشكيل تحالف دولي في البحر الأحمر لمواجهة تهديدات الحوثيين ضد السفن المتوجهة إلى الكيان .
_ هناك عدة عوامل تؤثر على استراتيجية الردع الامريكية ، منها استمرار الوضع الانساني والكارثي وحرب الابادة الشاملة في غزة ومدى تأثيرها على الرأي العام العالمي ، اضافة إلى مدى القدرة العسكرية والاستخباراتية الامريكية لمواجهة اية هجمات محتملة ، وكذلك الاولويات الامريكية في المنطقة وتوافقها مع مصالح حلفائها مثل عملية السلام وحل الدولتين وهو ما ترفضه إسرائيل ، واخيرا استعداد ايران للتفاوض او التصعيد استجابة للضغوط الامريكية .
_ نجاح استراتيجية الردع ( منع تمدد الحرب خارج حدود غزة وإبقاء الحرب داخلها ، منع الهجمات على القواعد الامريكية في العراق وسوريا ، منع الهجمات على الكيان ) فشلت ، لكونها لم تتمكن من وقف هجمات المقاومة في غزة ، وكذلك هجمات حزب الله والمليشيات العراقية والحوثيين ، واستمرار قضية النازحين داخل اسرائيل القادمين من المستوطنات مع الحدود اللبنانية او غلاف غزة .
_ بالمجمل ، فإن هذه الاستراتيجية تركز على التعامل حاليا مع عمليات محدودة مع ضمان عدم التصعيد ، ولكن في ضوء عدم قدرة امريكا على توقع ردود فعل اي تنظيم، فانه تبرز عدة تساؤلات منها ؛ ماذا لو تمت مهاجمة الاسطول الامريكي في البحر الأحمر والأبيض او القواعد الامريكية او وصول صواريخ للمدن الاسرائيلية ، وإيقاع خسائر كبيرة في صفوف الامريكيين والاسرائيليين ، كيف سيكون الرد الامريكي ؟ .
_ في ضوء ما سبق ، يمكن القول ان الاستراتيجية لم تحقق النتائج المرجوة ، وتواجه تحديات ومخاطر كبيرة في حال استمرار الحرب او تصعيدها ، ويبدو ان الولايات المتحدة لا تزال تتبع سياسة متحيزة لصالح اسرائيل ، وتتجاهل الحقوق والمطالب الشرعية للشعب الفلسطيني ، وهذا لا يخدم المصالح الامريكية ولا الاستقرار في المنطقة ، وقد يزيد من التوتر والعنف والتطرف .
مدار الساعة ـ