مدار الساعة - أشادت جماعة عمان لحوارات المستقبل بمواقف الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيرتش لمواقفه الحازمة والواضحة في إدانة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والمطالبة بوقف هذا العدوان جاء ذلك في رسالة بعثت بها الجماعة للأمين العام للأمم المتحدة عبر الأطر الرسمية.
واستهلت الجماعة رسالتها: بالتعبير عن مدى الاعتزاز بالمواقف الإنسانية الجريئة الحرة والتي عكست مقدار التزام الأمين العام الإنساني وانحيازه للحق، ورفضه للباطل الذي أصبح سائداً لدى قوى الشر والظلام في عصرنا الراهن.
وأضافت الجماعة في رسالتها: إن ما تبعناه من هجمة شرسة من مندوب إسرائيل وأركان حكومته تجاهكم، إنما يعبر عن مدى عنجهية هذا الكيان وعبثيته، وما يتصف به من عدوانية ضد الإنسانية، واستقواء على كافة القوانين والعهود والمواثيق التي ترتكز عليها الشرعية الدولية.
وقالت الجماعة في رسالتها: إن ما صرحتم به في أكثر من مناسبة خلال الأشهر الماضية التي اندلع فيها العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة، كان بدون أدنى شك يصدر من مسؤول أممي يأبى على نفسه إلا أن يشجب حرب الإبادة الإنسانية، التي تشنها إسرائيل، على المدنيين العزّل في قطاع غزة، وأساليب التعذيب الإنساني والتجويع وإكراه الناس على ترك منازلهم، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ، دون أن يرف للجاني رمش، وفوق ذلك العدائية المطلقة لكل مكونات الحياة في قطاع غزة، من خلال استهداف البنى التحتية والحصار الظالم الغاشم، واستهداف المستشفيات والمراكز الصحية وطواقمها العاملة، حتى أنه لم يستثني الطواقم الأممية العاملة في منظمات الإغاثة الإنسانية التي كانت تسابق الوقت لإنقاذ الأرواح والتخفيف من المعاناة الممتدة.
وقالت الجماعة في رسالتها للأمين العام لهيئة الأمم المتحدة: سيسجل التاريخ لكم هذه المواقف الإنسانية العظيمة التي تحديتم بها قوى الشر والظلام غير آبهين للتهديدات والتصريحات العبثية وعريتم أكاذيبهم وادعاءاتهم الزائفة، ولا يزال في أذهان الجميع ما صرحتم به حول قتل الأطفال في غزة وبأنها أصبحت مقبرة للأطفال، وإن مواقفكم هذه أظهرت للعالم أن الأمم المتحدة لا تقبل على نفسها الانصياع لمناصرة قوى الشر تحت أي ضغط أو تهديد، فالأمم المتحدة وجدت لإحقاق الحق ونصرة المظلوم وتحجيم قوى الشر والظلم في العالم، حفاظاً على الأرواح والموروث الإنساني العظيم.
وأضافت الجماعة: لا زالت الحرب الدائرة في قطاع غزة تلتهم الأرواح كالنار في الهشيم، ولا زال التعنت لدى القوة القائمة بالاحتلال قائماً، ضاربا بعرض الحائط كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية، ولا زال يجد من يدعم توجهاته العدوانية، ويجد من يتعاطف معه من أصحاب العقلية الاستعمارية، وهذا مؤلم جداً وهو يحدث في عصر النهضة الحضارية والإنسانية. إن ما يجري في غزة يعد بامتياز عارٌ على البشرية سيسطره التاريخ في جدارية الحضارة، كندبة في وجهها.
وختمت جماعة عمان لحوارات المستقبل رسالتها بالقول: إننا نطالب من خلال منظمتكم صاحبة الولاية الأممية أخذ زمام المبادرة لحسم هذه الحرب المجرمة والحد من آثارها المدمرة وإيقافها، ووقف شلال الدماء وإزهاق الأرواح وتدمير الممتلكات لشعب فلسطين الذي عانى الأمريّن من ظلم وحصار ممتد لسنوات مضت ولا زال، ومن محتل غاصب لا رحمة ولا إنسانية عنده، فالوقت بات يداهمنا جميعاً، وعلينا أن لا نقف مكتوفي الأيدي متفرجين بل علينا الإسراع في العمل سوياً لإنجاز ما يمليه علينا ضميرنا الإنساني تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل الذي صار يشعر بأنه وحيداً يصارع عدواً يمتلك القوة الضاربة والإمكانات العسكرية الفتاكة، فإلى متى سيبقى صابراً، وإلى متى سيبقى العالم يقف متفرجاً إزاء ما يحدث.