لا يمكن الحديث عن الحدث المأساوي في قطاع غزة مع استمرار الحرب العدوانية التي يقودها منذ أكثر من ثلاثة أشهر جيش الحرب، الكابنيت اليهودي الصهيوني المتطرف، حرب الإبادة الجماعية والمجاعات والتهجير التي دمرت وابادت سكان قطاع غزة، يشهد عليها صمت وعجز المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
هذا الحال تتابعه وتترقب نتائجه الولايات المتحدة الأمريكية، وعدي دول أوروبا التي دخلت دعم الحرب بحجة انهاء حركة المقاومة الفلسطينية، حركة حماس والفصائل الفلسطينية.. كل ذلك خلاصات عديدة، تحملها الإدارة الأميركية، وستكون بين مباحثات الوزير بلينكن مع تل أبيب وحكومة الحرب الإسرائيلية الصهيونية.
*ليلة بلينكن في تل أبيب!
ليلة بلينكن في تل أبيب، هذه الجولة، مختلفة إذ القيت في وجهه تقارير إسرائيلية، محورها أن المرحلة الثالثة من الحرب "ستكون على جدول أعمال لقاءاته غدا الثلاثاء، مع مسؤولين إسرائيليين في حكومة الحرب، التي تريد إطالة أمد حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، ودمج كل ذلك مع سياسة عنصرية ترنو بجدية عدوانية نحو ملف التهجير وتصفية القضية الفلسطينية وإدماج الحرب مع الاقتحامات اليومية لمدن ومخيمات الضفة الغربية المحتلة والقدس، مع استشراء خطر المستعمرات.
قد تختلف نتائج الزيارة الرابعة لوزير الخارجية الأميركي، منذ بدء الحرب ضد قطاع غزة، مع بيانات وزارة الدفاع الإسرائيلي العنصرية، عن دخول الحرب ضد حماس-تحديدا- بغزة المرحلة الثالثة، وكأن مسارات الحرب العدوانية وضعت محددات غير الدمار الشامل والإبادة الجماعية ومنع المساعدات الإنسانية والإغاثية، وهدم المستشفيات، وتشتيت سكان غزة بين شمالها ووسطها وجنوبها.
*عن أي محور تتحدث دولة الاحتلال؟
ما يثير الريبة من مواجهة وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، اليوم الإثنين، للعالم والمجتمع الدولي، الإعلان عن إنتقال الجيش الإسرائيلي النازي، إلى مرحلة جديدة من القتال ستشهد - بحسب الادعاء-خفضا في مستوى العمليات العسكرية، جاء ذلك في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، قال فيها غالانت أن مفهوم الدفاع بالنسبة لإسرائيل تغير بعد هجوم السابع من أكتوبر، تشرين الأول الماضي"، وصرح أن إسرائيل تحارب [محورا، وليس عدوًا واحدًا]، معتبرها أن "إيران تعمل على إنشاء قوة عسكرية حول إسرائيل بهدف استخدامها ضدنا".
.. هنا لا يفهم عن أي محور تتحدث دولة الاحتلال جيشها العدواني، فبعد الحوار مع وول ستريت جورنال، تلقى بلينكن بيان لنتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي، خلاصته: الحرب لم تقترب من نهايتها في غزة والحدود الشمالية وستستمرّ لأشهر طويلة، الهدف-منها- ليس فقط تدمير حماس، ولكنه يشمل أيضًا العمل على ردع الأعداء المحتملين والجهات التي تدعمها طهران، ومن بينهم حزب الله، ومن أجل ذلك، يطرح سفاح الحرب ووزير جيشه؛ مواصلة إدارة الحرب لأشهر أخرى، وأن هناك حاجة إلى هامش مناورة دولي ونحن نعمل على الحفاظ عليه"، ما جعل ملف الانتقال إلى "المرحلة الثالثة" من الحرب، أبرز الملفات التي قد تنهي جولة بلينكن، تخلص نحو المزيد من التعنت الصهيوني وفشل الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة والإقليم.
*خطة المرحلة الثالثة من الحرب على غزة
تناقلت وسائل وصحف ومنصات الإعلام اليهودي الصهيوني، عدة تسريبات وتقارير عسكرية وأمنية حول المرحلة الجديدة من الحرب على غزة، يمكن تلخيصها:
*اولا:
مداهمات على (بؤر الإرهاب) بناءً على معلومات استخباراتية وضرورات عملياتية، وفقا لاعتبارات الجيش".
*ثانيا:
جيش الاحتلال يستمر في السيطرة على مناطق واسعة على طول قطاع غزة والعمل فيها، فيما سيتم تقليص القوات في مناطق أخرى، بهدف، "تقليل عدد الضحايا في صفوف قوات الاحتلال.
*ثالثا:
إسرائيل تصر على إبعاد حزب الله إلى شمالي الليطاني. الخطة تضع تفضيلا دبلوماسيًا، وإذا لم ينجح ففي بالوسائل العسكرية.، الخطة تقول:"في كل الحالات علينا التوصل إلى تسوية سياسية ما مع حزب الله لأننا لن نستطيع تدميره بالكامل".
*رابعا:
خلق لغة مشتركة بين المستويين العسكري والسياسي، بهدف تنوية المرحلة: "لا كي يعتقد سكان غلاف غزة أنه عند نقطة ما قد يحدث شيء معين"، القوات الإسرائيلية ستتحول من "مرحلة المناورة المكثفة في الحرب" إلى "أنواع مختلفة من العمليات الخاصة".
*خامسا:
القيام بمداهمات موضعية مثل تلك التي شهدتها مناطق بيت لاهيا والشجاعية والدرج والتفاح في الأيام الأخيرة، ولا يستبعد الجيش العودة لاحقًا إلى قتال على نطاق أوسع، مثل ما كان عليه الحال في المرحلة الثانية التي اعتمدت على استخدام قوة كبيرة من حيث حجم الوحدات العسكرية وقوة النيران والقصف المكثّف".
*سادسا:
تواصل "الفرقة 98 "في جيش الحرب العنصري، عملياتها في جنوب القطاع بالاعتماد على استخدام النيران المكثفة، خاصة في خانيونس،والخطة تقوم من خلال المداهمات العدوانية، وتحريك القوات، والحيلولة دون كشفها أو إبقائها في مكان ثابت يسهّل استهدافها، لاستكشاف "وجود مواقع كثيرة لتصنيع الأسلحة في مخيمات وسط القطاع، بعضها تحت الأرض، وتصل إليها القوات وتعمل على تدميرها".
*سابعا:
دولة الاحتلال الإسرائيلي، لم تقرر بعد ما ستفعله - بحسب تسريبات المرحلة الثالثة من الحرب على غزة-في رفح ومحور فيلادلفيا، وأن "التعامل مع هذه المنطقة يتطلب تنسيقًا مع "مصر والولايات المتحدة" لحساسيتها وهذه المنطقة تحمل إشكالية كبيرة وسيتوجب التعامل معها لأنها ستحدد استمرارية العملية العسكرية في جنوب القطاع".
برغم نفي مصر وجود أي شكل من أشكال التعاون مع دولة الاحتلال فيما يتعلق بمحور صلاح الدين – فيلادلفيا، ما يجعل المرحلة الثالثة من الحرب على غزة مجرد تسويف سياسي أمني يربك الإدارة الأميركية.
.. بين العواصم التي شملتها جولة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، كان يدخل في مشاورات وحوارات متباينة منها طبيعة ما وصلت آلية كارثة الحرب العدوانية على قطاع غزة، ومواقف المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي من الوقائع والاشارات التي جعلت غزة ساحة دمار ومجازر إبادة جماعية، مع تعنت في قرار إيقاف الحرب بشكل شامل ومحاولة انقاذ الوضع بشكل نهائي.
.. في حالة دبلوماسية بلينكن، تبدو حكومة دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، غير معنية بالضغط الحاسم على تل أبيب، وبالتالي، تتلاعب دولة الاحتلال بمصير قطاع غزة وكل فلسطين المحتلة، الأمر الذي يثقل ملفات الإدارة الأميركية، والمجتمع الدولي نحو المزيد من مخاوف استمرار الحرب، والتصعيد الإقليمي القادم، وفق المؤشرات التي سمع تفاصيلها بلينكن.. والمجتمع الدولي.. كأن العالم ينتظر المرحلة الأسوأ.