مدار الساعة - انطلقت من رحاب الجامعة الأردنية اليوم فعاليات الحملة الوطنية الأضخم في الأردن "فلسطين بوصلتنا وتاجها القدس الشريف" تحت عنوان "دور الأردن والهاشميين في الدفاع عن القضية الفلسطينية"، بمشاركة 40 جامعة حكومية وخاصة وكلية مجتمع وافتتحها مندوبا عن رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز، العين مفلح الرحيمي مساعد رئيس مجلس الأعيان.
وتأتي الحملة، التي تنطلق من جميع الجامعات الحكومية والخاصة وكليات المجتمع ومركزها الرئيس الجامعة الأردنية بتنظيم من جمعية فرسان التغيير للتنمية السياسية وتطوير المجتمع المدني، لبيان الجهود الأردنية السياسية والدبلوماسية المستمرة، التي يقودها جلالة الملك ويعضده فيها ولي العهد الأمير الحسين، تجاه الأشقاء الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية للمستشفى الميداني الأردني في غزة التي نفذتها القوات المسلحة الأردنية بتوجيهات ملكية سامية.
وعقب إعلان فعاليات الحملة، ألقى رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات كلمة قال فيها إن الحملة الوطنية التي ينفذها فرسان التغيير تأتي اليوم وفلسطين تقاوم ظلمًا جارفًا، وحقدًا بشريًّا يصاحبه القتل والتدمير، حدًّا لم يعد معه الموت يسدّ ظمأ المحتلّ الغاصب، رغم كلّ هذا القتل والتجويع والدمار.
وأضاف عبيدات بأن الهاشميين وقفوا دفاعًا عن فلسطين وأهلها وأهل غزة في كلّ مكان، وقالوا للعالم بأنّ فلسطين وأهلها لهم الحقّ، كلّ الحقّ، ليعيشوا على أرضهم وفي بيوتهم، وإنّنا في الأردنّ ما تركناهم وحدهم، ولن نتركهم اليوم ينزفون.
وقد تميّز الهاشميّون والأردنيّون عن غيرهم وفقا لعبيدات؛ إذ أرسلوا طائرات المساعدات إلى غزة بإنزالات جويّة لم تخلُ من المخاطرة، كما لم يمنع هذا كلّه سموّ وليّ العهد من أن يذهب بنفسه إلى هناك، ولا أن تشارك الأميرة سلمى زملاء السلاح في الإنزالات أيضًا.
ولفت عبيدات إلى أن جلالة الملك أمر ببناء مزيد من المستشفيات في غزّة، في الوقت الذي كانت تتعرّض فيه للقصف والدمار، بينما سال دم أبناء القوات المسلحة العاملين في المستشفيات على ثرى غزّة، أولئك الذين ما توانوا عن تقديم العلاج والعناية لكلّ محتاج.
أمّا حكاية جيشنا العربيّ في فلسطين، فيقول عبيدات إنّها حكاية نسمعها على لسان كلّ فلسطينيّ يعيش على أرضها، فأرواحهم ما زالت ترفرف حول المكان والزمان الفلسطينيّ؛ إذ لا تخلو قرية أو سهل من قبر لجنديّ أردنيّ قضى دفاعًا عن فلسطين وأهلها، وإن كلّ منصف في هذه الأمّة يذكر بطولات جنود الأردنّ في اللطرون وباب الواد والحيّ اليهوديّ، هناك، حيث وقف حابس المجالي وعبد الله التل ومحمود الموسى وغيرهم وقفة الرجال الرجال، ودحروا المحتلّين عن القدس وسواها من الأماكن.
وأكد عبيدات أن الأردنّ كان ولا يزال حاميًا ومدافعًا عن فلسطين، وقد دفع الأردنيّون والهاشميّون الغالي والنفيس، وسالت دماؤهم على أرض فلسطين بلا منّةٍ ولا رياء، واستقبلوا وتقاسموا لقمة العيش مع إخوتهم الفلسطينيّين، ملتحمين في نسيجٍ عروبيٍّ أصيلٍ، هويّتهم جميعًا أردنية راسخة، دون أن ينسوا أرض فلسطين وعروبتها؛ حيث لا فرق بين أردنيّ ولد في السلط أو الكرك، وذاك الذي ولد في نابلس أو الخليل؛ فكلّهم أردنيّون حتّى النخاع، عيونهم وقلوبهم لا تبتعد عن فلسطين وقدسها، فهي البوصلة والدرب والدليل.
أما مساعد رئيس مجلس الأعيان العين مفلح الرحيمي، فاستهل مداخلته موجهًا التحية للقائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم ولجلالة الملكة وسمو ولي العهد، على ما بذلوه للذود عن الحمى الأردنية والقضية الفلسطينية على حدٍّ سواء.
وقال الرحيمي إن الحملة التي يطلقها فرسان التغيير رسالة قوية والتفاتة نبيهة منهم ترسخ بالفعل لا بالقول أن بوصلة الأردنيين والهاشميين هي فلسطين وتاجها القدس الشريف.
وقدم الرحيمي إيجازا تاريخيا حول وقوف الأردن شعبا وقيادة مع القضية الفلسطينية، منذ ما اصطُلح على تسميته المؤتمر الصهيوني، مرورا بمواقف الشريف الحسين ودور الملك المؤسس عبد الله الأول، ومن ثم انطلاقة الثورة الفلسطينية التي كان للعشائر الأردنية الدور الأكبر فيها دعما وإسنادا بالمُهَج والأرواح والسلاح.
وعرج الرحيمي على حرب الـ48، وإسهامات الجيش العربي الأردني فيها بدعم المجاهدين، وصولا إلى أن رَدَّ الحسين الكرامة للعرب جميعًا في معركة الكرامة بعد نكسة الـ67، الى أن ذهب للسلام عزيزا قويا بعدما ذهب العرب جميعا من قبله.
ولفت الرحيمي إلى أن الملك عبد الله الثاني استطاع خلال أربعة أيام فقط من بدء أحداث السابع من أكتوبر أن يغير صورة المقاومة في غزة، بعدما اتهمها العالم أجمع بالإرهاب، ليثبت بالحجة والبرهان أنها مقاومة للتحرير وليست إرهابا، قالِبًا بذلك الرأي العام العالمي.
وأشار الرحيمي في حديثه إلى أن جلالة الملك حذر مرارا وتكرارا من تفجر الأوضاع في المنطقة، نتيجة التعنت الإسرائيلي، وتمسكهم بحل الدولة الواحدة، ورفض العيش بسلم إلى جانب الفلسطينيين.من جانبه، قال وزير الاتصال الحكومي الدكتور مهند مبيضين إن الجامعة الأردنية طالما كانت حلم الوعي، فكان أساتذتها وطلبتها في صف المشروع العربي العروبي، وكانت مساحة للإنجاز والثبات، تقدم خيرة الخيرة من قادة الأوطان.
وأضاف بأن الأردن، بادئ ذي بدء، كان المنافح عن القضية الفلسطينية منذ رفضِ الشريف الحسين التوقيع عن وثيقة التنازل عن فلسطين، وإلى يومنا هذا توالت النضالات الهاشمية مع الملك المؤسس الذي استشهد على أبواب القدس، ثم مع الملك الباني، وها هو الملك المعزز جلالة الملك عبد الله الثاني، ينافح عن فلسطين في كل المحافل الدولية.
ولفت مبيضين إلى أن المتتبع للخطاب الملكي يجد أن فلسطين حاضرة في الخطاب الهاشمي بوصفها أحد أبرز ثوابته ولوازمه.
وأكد مبيضين أنه يجب أن ندرك جميعا أنّ ما قدمته الدولة الأردنية بمفاصلها كافة، لم يقدمه أحدٌ عربيًّا أو دوليًّا، وأنّنا بمقدار ما نكون وطنيين تكون منعة فلسطين.
وأشار مبيضين إلى أن الأردن اليوم يخوض حربًا على حدوده الشمالية الشرقية، يريد مفتعلوها أن يشغلونا عن قضيتنا الأساس، في ظل ما تعانيه غزة من إمعان في القتل والتدمير، وما تعانيه الضفة الغربية من أبشع أشكال الإخلال بالسلم المجتمعي.
وأكّد مبيضين أنّه لا حاجة لأن نقول ماذا قدم الأردن لفلسطين؛ فقائمة الشهداء من القوات المسلحة الأردنية ممّن سالت دماؤهم على ثراها تطول وتنبئ عما تحمله في طياتها من تضحية وإباء، وأنّ الأردن سيبقى شوكة في حلق الأعداء، فلا يمكن ذكر النضال الفلسطيني دون ذكر الأردن على مر التاريخ.
إلى ذلك، قال رئيس جمعية فرسان التغيير عصام المساعيد إن الجمعية دعت كغيرها من المؤسسات الوطنية إلى مساندة المواقف الملكية والتماهي مع الجهود الدبلوماسية والإغاثية الملكية في دعم صمود الأشقاء في غزة، إذ كان وما زال لجلالة الملك موقف تغضى له العيون من جلاله، وإنّ جهوده الدبلوماسية جاءت استثنائية في الذود عن فلسطين وحق شعبها في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال إن الأردن دفع كلفًا باهظة نتيجة مواقفه تجاه القضية، ليس آخرها ما يتعرض له الأردن اليوم من إثارة للفتن والقلاقل وشق الصف الشعبي والمجتمعي واستهداف منعته الداخلية نتيجة مواقفه المساندة للقضية الفلسطينية؛ إذ لم تقف الجهود الملكية عند هذا الحد، بل شهدنا جميعا المقابلات الصحفية النابضة بالحق التي أجرتها جلالة الملكة، حتى جاب تعبيرها عن كيل المجتمع الدولي بمكيالين الخطابات والأخبار والصحف العالمية.
وأشار المساعيد أيضًا إلى مشاركة سمو ولي العهد وسمو الأميرة سلمى في الجسور الجوية والإنزالات التي نفذتها القوات المسلحة الأردنية أزيد من أربع عشرة مرة.
وقال إننا في فرسان التغيير نثمن مواقف الدولة الأردنية المُشرّفة، وجهودها في دعم القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الفلسطينيين، ونثمن عاليًا جهود ودور القوات المسلحة الأردنية في إيصال الإمدادات الطبية والإنسانية والإغاثية إلى أهلنا في الضفة الغربية وقطاع غزة.