للأوطان دروع واقية تحميها وتذود عنها وتضحي من أجل أمنها ووجودها وسلامة أرضها ومائها وسمائما.
الأردن له والحمد لله جيش وقوى أمنية بواسل ينهضون معا وبشرف، بهذا الواجب المقدس منذ تأسيس الدولة، وهو جيش حارب في فلسطين الشقيقة وقدم مواكب الشهداء والجرحى على ثراها الطهور في القدس الشريف وكل ركن فيها. وحارب إلى جانب سورية الشقيقة ببسالة يقدرها ويعرفها ضباط سوريون متقاعدون، ومرغ أنوف الغزاة في الكرامة ورد كيدهم إلى نحورهم.
هذا الجيش المصطفوي القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي الباسل وهذه القوى الأمنية الأمينة، هم درع الوطن الأصلب، يخوضون اليوم حربا ضد عصابات التهريب المسلحة على حدودنا الشمالية الشرقية ذودا عن الأردن وأهله جميعا، وعن دول شقيقة يمكن أن يطالها خطر هذا السم الزعاف، الذي يستهدف جيلا بأكمله، وتسعى العصابات من خلاله إلى نقل الفوضى إلى ديارنا.
هذه الحرب التي تتصاعد اليوم على نحو مسلح، ليست بالجديدة، وهي مستمرة منذ قرابة عشر سنوات، وبالتالي، فلا علاقة لها بالحرب على غزة، وهذا رد على من يحاولون الإساءة للأردن وجيشه بإدعاء أن تلك العصابات المجرمة، تحاول تهريب سلاح إلى فلسطين، ومؤسف لا بل ومؤلم أن هناك من يدعي تصديق هكذا افتراء.
الأردن في طليعة الداعمين لغزة وسائر فلسطين، وهذا شرف، أما تلك العصابات التي لها داعموها ولها أهدافها الشريرة ضد الأردن وجواره، فإن جيشنا الباسل لها بالمرصاد، وهو يعرف غاياتها ومراميها التي تستدعي وقوفنا صفا واحدا معها صونا لأمننا الوطني وحماية لبلدنا من خطرها الذي قد يطال كل بيت، لا بل وكل الأردن لا قدر الله.
لبس مستغربا أبدا، والمنطقة كلها على فوهة بركان، أن تتواصل محاولات تلك العصابات الإجرامية مواجهة حرس حدودنا بالقوة المسلحة، في تمرين يريد مرسلوها جس وإختبار قدرات جيشنا وبلدنا على التصدي، ثم إشغال دولتنا وجيشنا بمواجهة هذا الخطر على مدار الساعة!.
نحيي جيشنا وقوات أمننا الساهرين على أمننا فيما نحن ننام بأمان الله، مطمئنين على سلامة أسرنا وأنفسنا وأمن بلدنا الذي يريد به الأشرار شرا لا سمح الله.
نعم نحيي هؤلاء البواسل الشجعان قائدا أعلى وقادة وضباطا وجنودا في الجيش والأمن العام والمخابرات العامة، ونشد على أيديهم، ونعترف بأننا مدينون لهم ولسهرهم وعنائهم وحرصهم بارك الله فيهم وزادهم قوة فوق قوة.
نعم، نحيي هؤلاء الرجال البواسل وأخوات الرجال في صفوفهم، ونؤكد لهم (ويجب أن نفعل)، أننا معهم مزهوون ببطولاتهم، ومن لا يفعل منا هكذا إن وجد، فهو مخطئ مغرر به، وإلا فهو خارج عن الصف الوطني الواحد الذي يؤمن بأن أمن الأردن وإستقراره غاية مقدسة يجب صونها مهما كان الثمن.
حيا الله جيشنا وقوى أمننا وبارك جهدهم وجهادهم، ولا نامت أعين الجبناء، ومعهم كل الأشرار الذين لا يريدون بالأردن الحبيب خيرا. الله من أمام قصدي.