ما زال العجز العالمي وقلة الحيلة الدولية والضعف العربي ساكنا دون حركة امام الابادة الجماعية والمجازر البشعة، التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وقطاع غزة.
فهل العالم ينتظر قتل واستشهاد أكثر من 22 الفا من المدنيين اغلبهم من الاطفال والنساء حتى يصحو من غفوته او يتحرك ضميره الإنساني الذي مات قبل 93 يوما وهو يرى مشاهد القتل والدمار ورائحة الدم التي تملأ المكان بعد ان روت الأرض والتراب.
ام ان اهل غزة ليسوا بشرا ولا يستحقون الحياة كما وصفهم المتطرفون الصهاينة الذين وصفوهم بحيونات بشرية.
ام ان الولايات المتحدة الأمريكية التي ترسل كل حين مبعوثيها خوفا من اتساع رقعة الحرب وسعيا للافراج عن الاسرى الاسرائيليين دون النظر الى السجن الذي يعيش فيه أبناء غزة منذ اكثر من 18 سنة ليست معنية بما يحدث لأبناء غزة.
ان المجازر الإسرائيلية بحق القطاع وابنائه تجاوزت كل القيم والأخلاق الإنسانية لدرجة لا يتصورها العقل ولا يقبل بها منطق بعد ان قتلت البشر ودمرت الحجر واحرقت الأخضر واليابس وتركت الناس يعيشون وسط ركام من النفايات دون طعام او شراب ولا حتى دواء وفوق ذلك كله ظلام دامس وبرد قارس.
واصبح كل شيء مباحا دون قيود او خطوط وكأنها، اي دولة الاحتلال، تحارب قوة عظمى او كائنات فضائية تهدد الكون بأكمله.
انها ليست حربا بقدر ما هي إبادة جماعية تمارسها دولة الاحتلال امام أنظار العالم كله وبامضاء أمريكي الذي يعتبر شريكا اساسيا في هذه المجازر التي لم يشهد التاريخ مثيلا لها بعد ان استهدفت كل ما يجري على الأرض الغزاوية او يقبع فوقها دون ان نسمع او نرى الا كلمات وبيانات لا تستحق ترديدها او حتى سماعها وكأن الفلسطينيين يعيشون في كوكب آخر وأصبحت ارضهم مسرحا للجرائم وناسهم لا يستحقون الحياة الذين يطاردهم الموت في كل مكان.
فاذا كان العالم صامتا، لا يستطيع أن يحرك ساكنا تحت مبررات وذرائع مرفوضة فما هي مبررات العرب امام هذه المجازر وهم يرون أطفال غزة يذبحون ذبحا، ويموتون باليوم لا بل بالساعة الف مرة من الخوف والجوع والمرض بعد ان دمرت مستشفياتهم ومنع عنهم الماء والدواء؟.
فلا بد من موقف وتحرك عربي موحد لوقف هذه المجازر مهما بلغت التكاليف لردع هذه المجزرة الصهيونية والخروج بماء الوجه على الاقل امام أنفسهم وإبلاغ وزير الخارجية الامريكي الذي يزور المنطقة حاليا بعد ان أوقفت بلاده كل مشاريع قرارات مجلس الأمن لوقف إطلاق النار بضرورة وقف العدوان فورا دون شرط او قيد ورفض النقاش او التباحث في اي موضوع اخر سواء كان متعلقا بالتصعيد او موضوع إدارة غزة بعد الحرب التي تبحث حسب اعتقادنا عن الخروج بماء الوجه بعد ان سطر الصمود الغزاوي اسطورة لن ينساها التاريخ ولا الكيان الصهيوني التي لا ترى أمريكا غيره في المنطقة بعد ان اثبتت الأفعال والتصرفات الامريكية ان العرب ومصالحهم في ذيل اولوياتها.