ظهرت والدة القائد الشيخ الشهيد صالح العاروري،كمدرسة يجب أن تتعلم منها كل النساء في بلادنا، فهذه السيدة الطاعنة في السن لم تتلقى مفاهيمها من ندوات ومؤتمرات وحلقات النقاش التي تعقد في الفنادق الفاخرة، والممولة بالمال الغربي لخدمة الأجندات الغربية، وخاصة الأمريكية منها، والتي تهدف إلى تمزيق الأسر في بلادنا،وجعل العلاقة بين أفراد هذه الأسر علاقة صراع تحكم بينهم شرطة حماية الأسرة، ولا يعود للأم والأب الحق في ردع أبنائهم وبناتهم لتربيتهم، فيسهل ان يكون هؤلاء ضحايا للمخدرات وتجارها، ويصبح من البديهي ان يتغيب الأبناء والبنات عن بيوتهم ومدارسهم،فالامهات مشغولات عنهم، تأثرا بتحريض الأجندات الممولة التي تحرض النساء في بلادنا على الثورة لتحقيق المساواة مع الرجل،وبحجة تمكين المرأة، وعندما تتمزق الاسرة يتمزق المجتمع فتسهل هزيمته . لان نسائه انشغلنا عن تربية ابنائهن وبناتهن، على قيم الأمة، دون أن يشعرن بانهن ينفذن مخطط إبادة العرب كما وضعه الصهاينة ووثقه كتاب (نهاية العرب) المحفوظ في الكونغرس الأمريكي، حيث جاء في البند الثالث من مخطط إبادة العرب في الكتاب المذكور مايلي(يجب أن ندمر النساء في دولهم ونشجع النسوية على الانحلال لكي يسهل التحكم بعقولهم) اما البند العاشر من مخطط إبادة العرب فجاء فيه (تحفيز الناس على سفر المرأة لوحدها والتأقلم على ان اخلاق الغرب وسلوكه طبيعي وصحيح )، وعندما تؤمن المرأة في بلادنا بأخلاق الغرب ومفاهيمه، فانهن سينصرفن عن تربية ابنائهن وبناتهن على قيم الأمة وخاصة قيم التدين، ومنهاالصبر والتضحية، خاصة في سبيل الوطن والتمسك بارضه ، ورفض ان تكون مظلوما ومضطهدا في وطنك. وهي القيم والمفاهيم التى نشأ عليها الشهيد القائد الشيخ صالح العاروري، الذي كانت معلمته الأولى امرأة تربت على قيم أمتها وشعبها، ولم تلوثها اجندات التمويل الأجنبي، الذي يريد تمزيق مجتمعنا حتى ننشغل عن عدونا فلا ننتصر عليه.فتعلمن منها.
الدعوة للتعلم من والدة القائد الشهيد الشيخ صالح العاروري،ضرورة لأن في سلوكها بيان لأساس من أسس البناء الحضاري لمجتمع النصر، فلا يكاد يمر يوما دون أن تكشف لنا معركة طوفان الأقصى اساسا من الاسس الحضارية، ودرسا من الدروس التي يجب أن نتعلمها حتى نبني مجتمع النصر، وصولا إلى تحقيق الانتصار بكل ابعاده وخاصة السياسية والعسكرية منها.
والتعلم لايكون بالضرورة من الجامعة، ولا من حاصل أو حاصلة على درجة الدكتورة، ممن يحفظون بعض المعلومات ويلكونها بالسنتهم، فلو كانت التحولات الكبرى التي تبني المجتمعات المنتصرة،تحققها أمثال الجامعات التي في بلادنا لكان حالنا غير هذا الحال، فتأسيس الجامعات عندنا صار تجارة رابحة، تعمل على معظمها على قاعدة (الزبون دائما على حق) لذلك صارحملةالشهادات العليا في مجتمعنا،( أكثر من الهم على القلب) كما تقول عجائز بلادنا، ومع ذلك فإن حال مجتمعاتنا لا يخفى على احد.لان التعليم في بلادنا صار بلا روح، وهدفه لقب اوبضعة دنانير زيادة على الراتب. لذلك لم يعد يؤثر ايجابيا في بلادنا، بل على العكس من ذلك صار سببا من أسباب المشاكل، ومنها البطالة بشقيها المعلن و المقنع.
وعلى ذكر عجائز بلادنا، نستطيع القول انه يمكن أن نتعلم من الكثيرات منهن أسس بناء مجتمع النصر، وصناعة النصر، واخر نموذج شهدناه من عجائز بلادنا، اللواتي يجب ان نتعلم منهن، هي والدة القائد الشيخ الشهيد صالح العاروري، فهذه الأم الطاعنة بالسن، والتي بدت وهي تتلقى نبأء استشهاد ابنها اصلب من الجبال الشامخة وأكثر رسوخا منها ،فمنعت من جاء لتعزيتها عن البكاء، بل ووزعت عليهم الحلويات فرحا بتحقيق ابنها لإمنيته بنيل الشهادة في سبيل الله، ولم تحزن لأنها لم تراه قبل استشهاد، حيث لم تكتحل عيناها برؤيته منذ أكثر من عقدين من الزمن، فهي مطمئنة القلب لما زرعت فيه، وواثقة من ان ربه سيمنحه ما سعى اليه، فمنحه وسام الشهادة في سبيله. فاستشهد، وأمه راضية عنه، وشقيقته فخورة به.
وهذه الأم المؤمنة الصابرة، وبالرغم من المكانة التي وصل إليها ابنها بين صفوف الناس، فانهالم ترى فيه ميزة، باعتباره واحدا من أبرز القادة، بل اعتبرته واحدا من الناس في فلسطين، وأن دمه ليس أغلى من دماء اهل قطاع غزة. مثلما انها لم تولول لأنها لم ترى ولدها منذ عقدين من السنين، لأنها تبارك الطريق الذي اختاره، وهو طريق الجهاد، الذي قطعه اما مقاتلا أو سجينا اومطاردا أو مبعدا عن وطنه وأسرته، حتى قضى غدرا وارتقى شهيدا كما تمنى.فسلام عليه في الخالدين وسلام على امة التي علمتنا درسا يجب أن لاننساه خاصة نساء أمتنا.