من المعروف بأن سحر وجمال الألماس لا يوصف و لا مثيل لهُ، هذا الحجر المكون من كربون يُعتبر أصلب و أقسى أنواع الأحجار الكريمة على درجة الصلابة ١٠/١٠ في سلم درجات (موس) العالمي للأحجار، و هذا ما يسهّل عملية قص الألماس و يزيد جمال انعكاسات الضوء من خلاله و بريق حجره.
وبالحديث عن سعره الباهظ مقارنةً بباقي الأحجار الكريمة والمجوهرات يعود ذلك لنهاية القرن التاسع عشر حيث نجحت شركة "دي بيرز" - و هي لاعب رئيسي بصناعة الألماس تاريخياً - في السيطرة على إمدادات الألماس العالمية و الحفاظ على سعره المرتفع واستطاعت أن تتملك مناجم الألماس في أفريقيا، حيث قامت الشركة بالاحتفاظ بالألماس المُستخرَج لجعله نادراً والتحكم بسعره، بعد ذلك قاموا بحملات دعائية تُعدّ الأنجح عبر التاريخ وربطوا بهذه الحملات بأن الألماس هو عنوان الحُب والالتزام و الزواج.
أمّا عن أكبر مناجم الألماس فهي الآن في روسيا وبعدها في دولة بوتسوانا في أفريقيا ثم في كندا، وليس كل ما يُستخرج من الألماس يمكن استخدامه بالمجوهرات، حيث يُستخرج منه نسبة صغيرة فقط ذات جودة عالية لاستخدامها بالمجوهرات، أما الباقي فيُستعمل في الصناعة لصلابته و توصيله للحرارة.
واستمراراً في الحديث عن الألماس، فإنه يمكن أيضاً أن يكون استثمار جذاب للأشخاص الذين يرغبون في تنويع محفظتهم الاستثمارية بموارد طبيعية نادرة، و لكنه ليس بالاستثمار الأمن حيث يجب على المسثمر الحذر و البحث جيداً قبل الاستثمار في الألماس حيث أن هذا السوق يمكن أن يكون مُعقّداً ولا يخلو من النصب والاحتيال، وقبل شراء الألماس يجب التأكد من حصوله على شهادة معتمدة من GIA أو HRD
ختاماً، فإن التجارة في الألماس يمكن أن تكون تجارة صعبة في بعض الأحيان خاصةً إذا كان السوق غير نشط، كما أن هنالك صعوبات بالغة في تقدير القيمة الحقيقة للألماس و العثور على مشتري مهتم كون أن السوق محدود ولايكثر العرض والطلب فيه، وستبقى هذه التجارة محدودة على فئة تعشق المغامرة والاستثمار الجريء وأن تنوّع محفظتها الاستثمارية بأُصول ومعادن ثمينة وأحجار كريمة باهظة الثمن كالألماس.