أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

القس عازر يكتب: الجهوزية والعطاء متطلَّبان للدخول للعام 2024


القس سامر عازر

القس عازر يكتب: الجهوزية والعطاء متطلَّبان للدخول للعام 2024

مدار الساعة ـ
اخترت هذا العنوان ليكون نبراساً لنا للدخول لعام ميلادي جديد 2024 بدأ يُطِّلُ علينا بناصيته، ولا نعرف ماذا تخبئه لنا قادم الأيام من مفاجآت وأحداث.
ساعات ويمضي العام الحالي 2023 بما حمل معه من مآس فظيعة خلّفت الدمار والتشريد ومستقبل مجهول لكثيرين فقدوا عائلاتهم ويتّموا وخسروا كل مدخراتهم واستثماراتهم التي جنَوها في حياتهم وربما فقدوا صحتهم أو أجزاء من أجسادهم أو أصيوا بإعاقات مؤقتة أو دائمة، فكان الله بعونهم وأعانهم على تجاوز هذه المأساة التي يندى لها جبين الإنسانية، الذي لم يقيم وزناً اليوم للإنسانية بل استباح النساء والأطفال والشيوخ والعزّل والمدنيين، وما يحدث في غزة اليوم هو جريمة العصر أو ما قد يسمى ب- "هولوكوست الإنسانية"، فقد ذُبحت الإنسانية من الوريد إلى الوريد. فمن يُنقذ عالمنا من هذا التوحّش البشري الذي لم يَعد يقيم وزناً للمعاير الدولية ولا للقيم الإنسانية التي كفلتها القوانين الدولية والقوانين الدولية الإنسانية.
ولكننا لن رفع الراية البيضاء لأن دعوتنا السماوية أنْ نُديمَ عطاءنا وخدمتنا وسعينا لبناء السلام وإعادة زرع البسمة على الشفاه والأمل والرجاء في قلوب من تكسّرت أمامهم أشرعة الحياة ومبادئ العدالة وحقوق الإنسان. لذلك فالآية المقدسة " لتكن أحقاؤكم ممنطقة وسرجكم موقدة" ستغدوا شعار حياتنا في العام الجديد، فعندما نمنطق أحقاءنا، يعني جهوزيتنا للحركة الدائمة للعمل بلا كلل ولا ملل، أي استعدادنا الدائم للتضحية والعطاء في سبيل الإنسانية وفي سبيل الخير العام والدفع بعودة الحقوق لأصحابها. فالوضع يتطلب الآن من أصحاب الضمائر الحية والنوايا الطيبة التحرك بما يصّب في صالح إنقاذ عالمنا من استمرار صراع التسلح والتصرف وفق منطق القوة لا قوة المنطق، وضرب كلِّ القيم والمبادئ السامية عرض الحائط في سبيل تحقيق المطامح السياسية والإقتصادية على حساب الشعوب الأخرى.
ومع جهوزيتنا للحركة يجب أنْ نُديمَ سراجَ حياتِنَا مشتعلاً منيراً بنور الحقيقة ونور السماء الذي يضيء عتمة عالمنا، ويذكرنا بأن نور الله الذي أشرق في عالمنا هو ضروري لإنارة قلوبنا لنعود من جديد لدرب الإنسانية التي زرعها الله في قلوبنا، ولنعمل على زرع المحبة والتفاهم والإحترام المتبادل ولنديم التعلّم من هذا التنوع الديني والفكري والثقافي والحضاري والإنساني الذي يزِّينَ كوكبنا الأرضي ويُثري إنسانيتنا وروحانيتنا.
بهذه الجهوزية وهذا العطاء علينا أن ندخل العام الجديد 2024، فلتكن إذاً أحقاؤنا ممنطقة وسُرجُنا موقدة، ليستعيد عالمُنا جمالَه وألقَه وبهاءَه من جديد.
مدار الساعة ـ