التحديث السياسي والاقتصادي والاداري كان قرارا اردنيا واليوم وبعد احداث غزة وما يحصل اقليميا علينا ان نلتقط الاشارات الدولية والاقليمية التي تقول ان حتى حلفائنا التقليدين لهم حساباتهم و قد تتضارب يوما مع مصالحنا السياسية العليا. لذلك الاصلاح والتغيير وتمتين الجبهه الداخلية هو حبل النجاة.
يعتقد البعض ان القضية كبسة زر، وهذا وهم، فالاردنيون وبآخر عقود ابتعدوا عن العمل الجمعي واختاروا الفردي المصلحي. التغيير سيتطلب وقتا ومخاضا ونضالا واصرارا.
فنعي العملية الاصلاحية او التحديثية عند كل مطب هو استسلام.
لا ينكر احد ان هناك من يريد افشال المسيرة، يتقن اللعب على المشاعر السلبية للوطنيين لابعادهم، الطريق ليست سهلة، وليست مفروشة بالورود، والتحديث اليوم مسألة وجودية لكل من يحب الاردن، لا نملك خيارا اخر افضل. لا بل كل من يحاول افشال هذا المسار يقوم بذلك لاسباب شخصية لا تتعلق بمصلحة الوطن.
للتذكير، انتخابات ال ٢٠٢٠ شارك بها ٢٩٪. اي ان ٧١ ممن يحق لهم المشاركة لم يشاركوا.
حسبة بسيطة، ٣ اطراف شاركت بكثافة، اولا الاسلام السياسي، ثانيا من شارك على اسس عشائرية تقليدية بحتة واخيرا من قبض ثمن صوته اي المال السياسي الاسود.
كل هؤ لاء لم يتجاوزو ال ٣٠٪ بالمئة! اين ال ٧٠٪؟
هؤلاء هم الجيل الجديد الذي سئم استغلال الدين لتحقيق مارب سياسية وكشف المبتغى، هؤلاء من ملوا التصويت لابناء العمومة على اسس الدور والدم، وهؤلاء اشرف من ان يبيعوا صوتهم.
اذا خلق بديل لهم سيتحركون، بديل حقيقي غير مجامل، فمعظم الاحزاب اليوم تنتمي الى الاسلام السياسي او التيار المحافظ التقليدي الذي مهما تلقى دعما للتلميع، تبقى العلاقة بين افراده خليطا من المصالح، العشائرية وحتى قوة المال السياسي.
بالمقابل الاحزاب الوطنية اليسارية التقليدية و بالرغم من نضالاتها وتضحياتها، ستجد صعوبة بترويج خطابها عند الشباب. وحتى وان تم الرهان على حزب معتدل في مساحة وسط اليسار، لن ينجح، فالتناقضات كبيرة فكريا و ايديولوجيا، فالمراهنة على ان حزبا يتبنى الاقتصاد الاجتماعي بحد ذاته لا يكفي، فمن يقرا ادبيات معظم الاحزاب يرى تبني تلك النظرية.
الاردن بحاجة الى حزب بلون واضح صريح جديد لا يجامل، حزب يتكلم بالمواطنة والمساواة بوضوح، يدافع عن الحريات الفردية والعامة بوضوح. فالشباب اليوم لا يعيشون بكوريا الشمالية حيث الوصاية على "قصة شعرهم". يريدون الاحتكام للقانون.
حتى ابناء العشائر ، يريدون الاحتكام للقانون الوضعي عند المطالبة بحقوقهم اسوة بالكثير من ابناء الوطن.
الاردن بحاجة لحزب صادق بالطرح الاقتصادي، فالقطاع العام لم يعد يحتمل، الاردن بحاجة لحزب لا يخجل من المطالبة بتوسيع نطاق السياحة، الاردن بحاجة لحزب يلجم من يعتقد انه وصي على المجتمع وان القانون حبر على ورق.
هكذا حزب ليس اسلاميا ولا محافظا تقليديا ولا اشتراكيا. ومن حقه ان يكون موجودا.
ما حصل بمؤتمر الحزب المدني الديمقراطي حصل ونحن نعلم مخاطر الانتخابات الحرة، حصل ونحن نعلم ان الكثيرين كانوا يتمنون الفشل. كانوا يتمنون اظهار صورة منفرة، لمصلحتهم الشخصية وليس للوطن.
الحزب تجاوز الموتمر، ومعركته لن تكون سهلة، فاما يثبت الحزب امتلاكه خطابا ولونا مختلفين، او يسقط رهن نفس الخطاب لاحزاب اصلا موجودة ما سيفقده سبب وجوده.
ما حصل يوم المؤتمر لم يكن بريئا، بل ايادي للاعبين سياسيين من احزاب اخرى قد تكون حاضرة.
الرسالة: هناك تيار مدني تقدمي واضح موجود في الاردن، لم يمأسس بعد، اركانه شباب محون للوطن وسئموا الوضع القائم. هؤلاء شباب يعشقون الاردن ومليكه وترابه.
مهما فشلوا او نجحوا، الاجيال القادمة حكما من لونهم. محاربتهم تاجيل فقط.أ
اجيال تعشق الاردن ولا تملك غيره وطنا.
هؤلاء الشباب هم من اصروا على استمرار مؤتمر الحزب المدني، ونجحوا . شباب تعمل للاردن ولا تنتظر مقابلا او مناصب. شباب ستستمر حتى لو تغيرت الوجوه التي تقود. لانها تومن بمبادئ لا اشخاص.
الفشل مرة وعشرة لا يعني شيئا، الاصرار والعزيمة هما الاهم.
مستمرون ونصب اعيننا المثلث المقدس: الملك الجيش الشعب