مدار الساعة - كتب: عبدالهادي راجي المجالي - شكرا لأنكم لم تمنوا على أحد بمالكم، بل كنتم أنتم والمال في خدمة الضمير .. والعروبة، في خدمة كل نفس وكل طلقة وكل كف امتدت لأرض غزة...
شكرا لأنكم فتحتم فضاء الدوحة لكل عربي مطارد، ولكل العقول العبقرية، شكرا لأنكم استوعبتم كل الخارجين من أزمنة القمع... وتحالفتم مع العقل والوعي.. وسمحتم للعرب أن يمدوا صرخة الحرية عبر فضاء الجزيرة، لم تسلموا أحدا .. لم تحاصروا عقلا، ولم تقوموا ببناء السجون.. بل قمتم ببناء العروبة على أسس الوعي والحوار والنهضة، في حين أن عواصم انشغلت بتشييد السجون وتقنين نفقات الجامعات...
شكرا قطر... شكرا لتميم الذي يذكرني برائعة تيسير السبول، بدويا خطت الصحراء لا جدوى خطاه، شكرا لهيبته التي تشبه هيبة نخل الجزيرة ... مهما مالت الأرض إلا أنه يصر أن يصعد مستقيما.. وهذا الفتى العربي ذات ليلة ستحكي الغيمات للشواطيء عنه... وكيف أبحر في سفينة قطر عجرفة على الطغيان .. ونكاية في الوشاة والحساد.. ما كسرته الريح، بل كسر العاتيات منها وأبحر ... والدفة كانت زنده والساعد.
شكرا قطر ... شكرا للأنوف الشم في الدوحة ...التي ما باعت ولا ساومت ولا تاجرت ... بزيتونة من زيتونات الخليل ... شكرا للذين ثبتوا جذور الزيتون ... حين فتحوا إعلامهم وخزائنهم ومدوا أوردة القلب للمقاومة ... وأنشدوا نشيد ... المغيرات في ضحى المنازلة : طاب الموت يا عرب.
شكرا لموج بحركم النقي، فأنا أراه من هنا يقاتل مع غزة... شكرا للفتية الذين خرجوا في (السيلية) يحملون علم فلسطين ، ويكتبون الفصل الجديد في الشخصية العربية ...في الشخصية القطرية الحرة .. والتي أسستموها على الدين والعروبة ... حين بدأ الكل يتنكر للدين والعروبة ... وأسستموها على الصحراء والشرف ونصل السيف والخزامى... استعدتم العروبة حين ضيعها البعض.... وقلتم للدنيا أن الدول ليست بالحجم ولا بالأطراف المترامية ، بل الدول بالمبادىء والهوية ... فنعم المبادئ ونعم الهوية ...
شكرا قطر .. وانا لست بالباحث عن مغنم ولا عطي ، ولكن أجمل هدية قدمتموها للعرب .. هي أنكم أعدتم إشعال ناركم .....وتسامرتم مع النجمات ... واعدتم لنا العروبة ، نبضا وقلما وموقفا ومقاومة وفلسطينا.... شكرا قطر .. شكرا قطر ... شكرا قطر.
