انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة

عندما تراكم نجاحات الوساطات.. الدبلوماسية القطرية إذ تحفر في أكثر المناطق العالمية حساسية

مدار الساعة,أخبار عربية ودولية,وزارة الخارجية,قطاع غزة,الشيخ تميم بن حمد
مدار الساعة ـ نشر في 2023/12/26 الساعة 17:56
التميمي: دبلوماسية قطر لا تهدأ في وضع بصمتها في العالم
حجم الخط
مدار الساعة - نجحت دولة قطر في امتلاك قوة ناعمة استطاعت عبر مراكمة النجاحات سنين طويلة إلى تحولها إلى قوة بالستية ذات شأن عابرة في تأثيرها للقارات.
بجناحيها الدبلوماسي والاعلامي اكتمل التأثير القطري ليس في العالم العربي وحسب، بل في ارجاء العالم.
النجاحات التي حققتها الماكينة الدبلوماسية القطرية من أوكرانيا إلى غزة ومن كاراكاس حتى واشنطن مرورا بطهران، باتت ملجأ استطاعت فيه الدوحة التعامل مع الكثير من الملفات العالمية الشائكة.
"إن دبلوماسية قطر لا تهدأ في وضع بصمتها في العالم"، يقول عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية مأمون التميمي لمدار الساعة.
تموضع داخلي
لم يبدأ الامر عندما اخذت الدبلوماسية القطرية اداريا تتموضع بعد ان استحدثت دولة قطر منصب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإقليمية، وهو المنصب يهدف إلى تعزيز الدور الدبلوماسي للدوحة بالمنطقة بعد نجاحها في عدد من الملفات المهمة وفي مقدمتها الملف الأفغاني. لكن هذه التأسيس كان رسالة داخلية وخارجية بان الدبوماسية القطرية باتت بحاجة إلى أجنحة بيوقراطية عملت الدولة القطرية على تأسيسها لبنة لبنة.
نجاحات
على حد تعبير التميمي فإن الوساطات القطرية حفرت بتأثيرها على جميع قارات العالم، سواء على مستوى الصراعات بين دول متنازعة، أو جماعات ومجموعات سياسية أو جماعات مسلحة أو قوى معارضة.
في عام 2008، احتضنت الدوحة توقيع الاتفاق السياسي اللبناني الذي أسفر عن انتخاب رئيس للبلاد.
وبين عامَي 2007 و2008، تدخلت دبلوماسية القطرية بين الحوثيين اليمنيين وحكومة الرئيس الراحل علي عبد الله صالح
في عام 2012، استضافت المصالحة الفلسطينية بين حركتي حماس وفتح.
في 2015 رعت اتفاق سلام بين قبائل التبو والطوارق في ليبيا
عام 2017 توسطت لإنهاء الصراع بين الخرطوم وحركة "جيش تحرير السودان" المسلحة.
عام 2020 أدت الدوحة أيضاً دوراً في التوصل إلى اتفاق "جوبا" للسلام، الذي وقعته السلطة الحاكمة في السودان مع عدد من الحركات المحلية المسلحة، والذي أنهى عقوداً من الحرب.
وفي 2020، أبرمت أمريكا و"طالبان" الأفغانية اتفاق الدوحة للسلام، الذي وضع حداً نهائياً للحرب في أفغانستان، وتُوّج لاحقاً بانسحاب أمريكي كامل.
وفي 2021، نجحت الدوحة في إنهاء الخلاف الذي اندلع بين كينيا والصومال بعد 6 أشهر من القطيعة
وفي عام 2022 نجحت في إيجاد حل للخلاف بين المجلس العسكري التشادي والمعارضة.
وفي هذا العام 2023 نجحت الوساطة القطرية في افراج حكومة فنزويلا عن 10 أمريكيين في صفقة تبادل سجناء مع الولايات المتحدة مقابل إفراج الولايات المتحدة عن حليف مادورو، رجل الأعمال الكولومبي أليكس صعب، الذي حصل على عفو من الرئيس الأمريكي جو بايدن.
كما وافق مادورو على إطلاق سراح ما لا يقل عن 20 شخصاً على صلة بالمعارضة من السجون، حيث أكد وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي، أن هذه الخطوة جزء من وساطة أشمل لمعالجة القضايا العالقة بين البلدين.
وفي هذا العام ايضا اخترقت الدبلوماسية القطرية التكلسات التي تراكمت في العلاقة الامريكية الايرانية وافرج عن 5 إيرانيين كانت تحتجزهم الولايات المتحدة كما جرى تحويل 6 مليارات دولار من أموال طهران، مقابل الإفراج عن 5 أمريكيين ومزدوجي الجنسية.
أما آخر الوساطات وأهمها انسانية فتلك التي نجحت فيها دولة قطر، بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عندما جرى التوصل إلى اتفاق على هدنة إنسانية في قطاع غزة استمرت أسبوعاً (أواخر نوفمبر 2023).
لهذا من المفهوم ان يقول عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية مأمون التميمي: حينها التقط الفلسطينيون انفساهم المتعبة جراء عدوان اسرائيلي سجل انه الاكثر في التاريخ دموية.
نجاحات أخيرة
ونجاح الوساطة القطرية محطة جديدة في سياق سلسلة من الأدوار المماثلة التي شملت دولاً عدة، ومنها الحوار الأمريكي مع "طالبان" حول أفغانستان، وإعادة الأطفال الأوكرانيين إلى ذويهم من روسيا، والملف الإيراني ـ الأمريكي.
وكان أبرزها مؤخراً حينما نجحت جهود دولة قطر، بالشراكة مع مصر والولايات المتحدة، في الوساطة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، حيث جرى التوصل إلى اتفاق على هدنة إنسانية في قطاع غزة استمرت أسبوعاً (أواخر نوفمبر 2023)، تم خلالها تبادل أسرى ومحتجزين وإدخال مساعدات ووقف الحرب، قبل أن يعاود الاحتلال عدوانه مجدداً.
ولم تكن جهود وساطة قطر سهلة، فقد تعثرت قبل ذلك في أكثر من مرة، نتيجة التعنت الإسرائيلي قبل أن تتم ثم تعاود الحرب مرة أخرى، لكن مع إصرار الدوحة ومرونة حماس لا تزال الدوحة على أمل أن يكون هناك اتفاق أشمل في قادم الأيام ينهي العدوان الصهيوني على غزة ويتحرر بمقتضاه الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية.
وفي ما يلي أهم الوساطات التي قامت بها قطر خلال السنوات الأخيرة:
* الإفراج عن أسرى جيبوتيين لدى إريتريا 2016
نجحت المساعي القطرية في الإفراج عن أسرى جيبوتيين لدى إريتريا، ضمن وساطة بين الطرفين؛ ليعود الأسرى إلى بلادهم برفقة وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على متن طائرة خاصة في مارس/آذار العام الماضي.
* الإفراج عن جنود لبنانيين مختطفين 2015
عملت قطر على الإفراج عن الجنود اللبنانيين الـ 16 الذين اختطفتهم "جبهة النصرة" في أغسطس/آب 2014 ، ونجحت في هذه المهمة يوم 1 ديسمبر/كانون الأول 2015، مقابل إفراج الحكومة اللبنانية عن 25 سجيناً؛ طالبت "النصرة" بإطلاق سراحهم، بينهم 17 امرأة.
* اتفاق التبو والطوارق في ليبيا2015
تمكنت قطر من لعب دور وساطة ناجحة بين قبائل التبو والطوارق في ليبيا، ففي 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، تم في الدوحة توقيع اتفاق سلام بين القبيلتين، بعد مفاوضات استمرت 4 أيام برعاية قطرية.
وتعود جذور المشكلة بين القبيلتين إلى مشاجرة بين رجال أمن من الطوارق ومواطنين من التبو، ازدادت حدتها لتتحول إلى اشتباكات مسلحة، بعدما قام مسلحون من التبو بالهجوم على مركز الأمن الوطني الذي تسيطر عليه جماعة مسلحة من الطوارق.
* اتفاق دارفور 2013
بوساطة قطرية، توصلت الحكومة السودانية من جهة وحركة "العدل والمساواة" من جهة أخرى، إلى اتفاق وقف إطلاق النار، في محاولة لإعادة إحياء عملية السلام المجمدة بينهما.
وجاء الاتفاق في أعقاب تصاعد القتال في إقليم دارفور، وخرق اتفاق آخر تم توقيعه بوساطة قطرية أيضاً عام 2011.
*مفاوضات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان كان آخرها 2016
في إطار جهود إحلال السلام في أفغانستان، استضافت الدوحة مرات عديدة جلسات مفاوضات بين حركة "طالبان" والحكومة الأفغانية.
ورعت قطر في مايو/أيار 2015 جولة مفاوضات بين ممثلين عن الحركة ومسؤولين أفغان، بهدف إنهاء الحرب الدائرة.
وفي سبتمبر/أيلول 2016 جرت مفاوضات أخرى بين الطرفين لم تعلن عنها قطر بشكل رسمي.
*المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" 2012
بحضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة يوم 6 فبراير/شباط 2012، وقعت حركتا "فتح" و"حماس" الفلسطينيتين، اتفاقاً يهدف لتسريع وتيرة المصالحة الوطنية بينهما.
وقع الاتفاق من طرف "فتح" الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومن طرف "حماس" رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل.
* وثيقة سلام دارفور 2011
في 14 يوليو/تموز 2011، استضافت الدوحة مراسم توقيع ممثلي الحكومة السودانية وحركة "التحرير والعدالة"، الوثيقة النهائية للسلام في دارفور.
وجرى التوقيع، بعد وساطة قطرية ناجحة بين الطرفين المتنازعين، اللذين خاضا مفاوضات استمرت عامين ونصف العام.
* ملف المصالحة بين جيبوتي وإريتريا 2011
نجحت الدوحة بعد فترة طويلة من مساعيها التصالحية، في إبرام اتفاقية سلام بين حكومتي جيبوتي وإريتريا؛ لتسوية النزاع الحدودي القائم بينهما، وذلك في مارس/آذار 2011.
* "اتفاق الدوحة" الخاص بلبنان 2008
في 21 مايو/أيار 2008 وقعت الأطراف اللبنانية في الدوحة، اتفاقاً توصلت إليه بوساطة قطرية، بعد 18 شهراً من أزمة سياسية عصفت بلبنان.
وأفضى "اتفاق الدوحة" إلى انتخاب قائد الجيش اللبناني آنذاك ميشال سليمان، رئيساً للجمهورية (انتهت ولايته في مايو/أيار 2014)، وإقرار قانون الانتخابات، الذي قسم العاصمة بيروت إلى 3 مناطق، فضلاً عن تشكيل حكومة وحدة وطنية.
*الممرضات البلغاريات 2008
مرة جديدة نجحت الجهود القطرية في إنهاء أزمة الطبيب الفلسطيني والممرضات البلغاريات في ليبيا بعد صفقة تم بموجبها الإفراج عن هؤلاء، بعد 8 سنوات قضوها في السجن، وذلك عام 2007.
وكانت الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني، الذي تم منحه الجنسية البلغارية لاحقاً، حُوكموا في ليبيا بتهمة نقل فيروس الإيدز عمداً إلى 450 طفلاً ليبياً، ليصدر بحقهم حكماً بالإعدام، ويتم تخفيف الحكم لاحقاً إلى السجن مدى الحياة.
وشمل الاتفاق: إنشاء "الصندوق الليبي من أجل الأطفال المصابين بالإيدز"، الذي ساهمت فيه قطر والتشيك.
وقام الصندوق قام بصرف مليون دولار أمريكي لعائلة كل طفل من المصابين، فضلاً عن تعهد فرنسا بتجهيز مستشفى بنغازي، وتدريب طاقمه لمدة 5 أعوام، بالإضافة إلى تدريب 50 طبيباً آخرين.
*كان لقطر دور بارز في التوصل إلى هدنة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل خلال الحروب التي شنتها الأخيرة على قطاع غزة في أعوام 2009، و2012، 2014.
امريكا وايران
وفي هذا العام ايضا اخترقت الدبلوماسية القطرية التكلسات التي تراكمت في العلاقة الامريكية الايرانية وافرج عن 5 إيرانيين كانت تحتجزهم الولايات المتحدة كما جرى تحويل 6 مليارات دولار من أموال طهران، مقابل الإفراج عن 5 أمريكيين ومزدوجي الجنسية.
أما آخر الوساطات وأهمها انسانية فتلك التي نجحت فيها دولة قطر، بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عندما جرى التوصل إلى اتفاق على هدنة إنسانية في قطاع غزة استمرت أسبوعاً (أواخر نوفمبر 2023).
مدار الساعة ـ نشر في 2023/12/26 الساعة 17:56