مدار الساعة - حاكم الخضير - قال وزير السياحة والآثار مكرم القيسي، إن القطاع السياحي من أكثر القطاعات حساسية بالأزمات، إلا أنه رغم حساسيته العالية فهو قطاع مرن ومنيع وسريع الاستجابة للتعافي.
جاء ذلك خلال لقاء إعلامي استضافه منتدى التواصل الحكومي، اليوم الثلاثاء، بتنظيم وزارة الاتصال الحكومي، وحضور وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور مهند المبيضين، ومدير عام دائرة الآثار العامة الدكتور فادي بلعاوي، ورئيس جمعية وكلاء مكاتب السياحة والسفر سهيل هلسه، ورئيس جمعية المطاعم السياحية عصام فخر الدين.
وبين القيسي، خلال اللقاء الذي عقد بمقر وزارة الإتصال الحكومي، إن الأزمة التي يمر بها الأردن والتداعيات السلبية على الاقتصاد الكلي وعلى قطاعات كثيرة منها قطاع السياحة، جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم على أهلنا في غزة وفلسطين المحتلة، ليست الأولى التي يتعرض لها الأردن خلال العقود الماضية، مؤكداً أن المملكة دائماً منيعة وقوية واعتادت على الخروج من الأزمات أقوى من السابق.
وأشار إلى أن عدد زوار المملكة خلال الـ11 شهرا الماضية بلغ نحو 5.937 مليون زائر، بارتفاع 29.2 بالمئة، مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2022، وبنسبة 19.6 بالمئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2019. وأضاف أن الدخل السياحي لنفس الفترة بلغ حوالي 4.894 مليار دينار، محققا ارتفاعاً بنسبة 30.5 بالمئة، مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2022، بنسبة 28.8 بالمئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2019، مشيراً الى أنه لو لم تحدث هذه الأزمة لوصلت الأرقام إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخ القطاع السياحي.
وبخصوص نسب الاسترداد في أعداد الزوار لهذا العام، أوضح القيسي أن نسبة استرداد أعداد السياح خلال الـ 9 أشهر الماضية من هذا العام، زادت نحو 20 بالمئة، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام 2019 الذي يعد سنة القياس للسياحة في العالم، بحسب منظمة السياحة العالمية.
كما بين أن نسبة مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي ومساهمته في الاقتصاد الكلي خلال العام الحالي بلغت 14.6 بالمئة.
وتحدث القيسي عن منهجية الوزارة للتعامل مع أزمة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتداعياتها على القطاع السياحي، لافتا إلى أن الوزارة عقدت العديد من الاجتماعات مع الشركاء بالقطاع السياحي والجمعيات السياحية كافة، منذ بداية الأزمة لبحث تداعياتها وايجاد حلول للخروج منها.
وأشار إلى تشكيل فريقين، الأول برئاسة أمين عام الوزارة وعضوية ممثلين عن القطاعين العام والخاص والجهات الأمنية وجميع الجمعيات المعنية، حيث كان هذا الفريق يتعامل مع كل المستجدات المتعلقة بالأرقام وتدفق الزوار للمواقع الرئيسية، والتحديات والمعيقات التي تحدث بشكل يومي، أما الفريق الثاني فشُكل أيضا برئاسة أمين عام الوزارة وعضوية ممثلين عن البنك المركزي، ومؤسسة الضمان الاجتماعي، وصندوق التنمية والتشغيل، لبحث التداعيات الاقتصادية على القطاع وايجاد السبل الكفيلة لتجاوز التحديات التي تواجهه.
ولفت القيسي، الى أن هناك قرارا من الضمان الاجتماعي بتأجيل القروض على المنشآت السياحة لـ6 أشهر، وسيتم ايضاً تأجيل الفوائد، إلى جانب الاتفاق مع البنك المركزي على أن يجري التعامل مع المنشآت والمشاريع السياحية المتعثرة بحسب حالة كل مشروع أو منشأة، فيتقدم كل مشروع متعثرة بطلب للبنك الذي يتعامل معه وسيدعم البنك المركزي هذا الطلب.
وفيما يتعلق بإجراءات الوزارة للتعامل مع العدوان على غزة وتداعياته على القطاع السياحي، بين القيسي، أن هيئة تنشيط السياحة نشرت رسائل طمأنة للإعلام الخارجي والمكاتب السياحية في الخارج، بأن الأردن ما يزال وجهة آمنة للسياح، وخاطبت وزارة الخارجية للتعميم على سفاراتها بهذا الخصوص، والعمل على تحفيز السياح لنشر رسائل تجاربهم السياحية الآمنة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من المواقع السياحية المختلفة، واستثمار عقد مؤتمر (ATTA) بمشاركة 41 مكتب سياحة من 14 دولة و11 جهة إعلامية عالمية للتأكيد على أن الأردن بلد آمن، بالاضافة الى تنظيم جولة لمدة أسبوع لممثلي هذه المكاتب بعد بدء الأزمة.
وقال "من الإجراءات ايضاً، تكثيف الحملات التسويقية للمملكة في البلدان العربية وللأردنيين المقيمين بالخارج والتي يشكل زوارها 80 بالمئة من زوار المبيت، وفتح السوق الروسي وتسيير رحلات الملكية الأردنية الى موسكو ومدن أخرى، ودعم السياحة الداخلية".
وأضاف أن الوزارة عملت بالتعاون مع دائرة الآثار العامة وهيئة تنشيط السياحة، على تكثيف العمل على استدامة المواقع الأثرية والحفاظ عليها، والتوجه الى أسواق جديدة مثل أفريقيا وروسيا والصين، ووضع برامج سياحية مشتركة مع السعودية والإمارات وبعض الدول المتقدمة سياحياً كاليونان وقبرص، الى جانب العمل على تجويد المنتجات والتدريب وتأهيل العمالة في القطاع السياحي، والتركيز على السياحة الدينية والعلاجية والاستشفائية.
واستعرض القيسي، بعض المشاريع الكبيرة التي تعمل عليها الوزارة ودائرة الآثار العامة، مثل مركز حفظ القطع والمقتنيات الأثرية في نويجيس، وتأهيل وترميم وصيانة بيت فلاح الحمد، وتأهيل وتطوير المسار السياحي للسفح الجنوبي في موقع جبل القلعة، والمشروع الإقليمي للصيانة والترميم في جرش.
وأشار الى برامج سياحية متنوعة تنفذها الوزارة بالتعاون مع منطقه العقبة الاقتصادية الخاصة، وإقليم البترا التنموي السياحي، مؤكداً أن هناك علاقة تكاملة وتشاركية كبيرة بين هذه الجهات.
ولفت القيسي، في إجابته عن اسئلة الصحفيين، أنه خلال الربع الثالث من العام الحالي، أُغلق 12 مكتبا سياحيا وفتح مقابلها 73 مكتبا، و3 متاجر أغلقت وفتح مقابلها 5، بينما أغلق 21 مطعما سياحيا وفتح مقابلها 96 مطعما، وأغلق فندقان وجرى ترخيص 25 فندقا جديدا.
وأوضح أنه حين النظر إلى أرقام المنشآت المغلقة والجديدة، يظهر النمو الحقيقي للقطاع السياحي، وهذا دليل على أن القطاع مرن ومنيع.
وفي حديثه عن السياحة الداخلية، بين أن هناك تخفيضا في أسعار الفنادق المشتركة في برنامج "أردننا جنة"، إذ يبلغ سعر الليلة بالفنادق 5 نجوم شامل وجبة الإفطار 35 دينارا، وأربع نجوم 25 دينارا، وثلاث نجوم 20 دينارا، والنجمتين 15 دينارا.
وبخصوص المقاطعة، قال القيسي، إن المقاطعة هي حرية شخصية وتعبير مكفول للجميع، لكن بلغة الأرقام فإن لها تأثيراً سلبياً على أبنائنا وبناتنا العاملين في بعض المؤسسات التجارية التي جرى مقاطعتها، والذين يقدر عددهم بين 12و15 ألف أردني وأردنية، فضلاً عن سلاسل الإنتاج والتوريد التي تستخدمها هذه المؤسسات من السوق المحلي.
من جهته، قال الوزير المبيضين، إن منتدى التواصل الحكومي الذي أطلقته الوزارة يترجم حرص الحكومة على تعزيز سياسة الإفصاح عن المعلومات لوسائل الإعلام والمواطنين، والتواصل معهم، وتقديم حوارات مع المسؤولين والمجتمع حول المواضيع والقضايا العامة.
وبين أن اللقاء الثاني من المنتدى يناقش تداعيات الأزمات على القطاع السياحي، خصوصا أثر العدوان على غزة على هذا القطاع الذي يُعد من القطاعات الحيوية التي تساهم في رفد الاقتصاد الوطني.
وأكد المبيضين، أن الوزارة تحرص على إدامة التواصل مع وسائل الإعلام التي تُعد شريكا أساسيا لها في نقل رسائل الدولة وتوعية المواطنين وتثقيفهم حول مختلف القضايا، إضافة إلى تنظيم الفعاليات الإعلامية الحكومية بالتنسيق مع الجهات المعنية.