.. بعدما دخلت الحرب العدوانية الصهيونية على قطاع غزة شهرها الثالث، بدأت علامات الحمل تظهر«...»، حمل جينى، ربما يحتار فيه المجتمع الدولى، بما فى ذلك المجتمع العربى والإسلامى، وسبب الحيرة، البحث عن إجابة:
هل سيتاح للجنين أن يعيش أو قد يباد؟
يأتى السؤال، لفتح الحوار حول: من الحامل؟.
.. وهذا التشتت تكون مع ما اختاره، خبراء كبار فى الانتماء للغرب، والولايات المتحدة وحلف الناتو، وهم الذين قالوا بأن الحرب فى غزة، هى الحمل الذى فرحت به حكومة الحرب الإسرائيلية، لتقود حرب استرداد شرفها المهدور، وذلك بينما يدخل المجتمع الدولى نفق الخيارات الصعبة، فقد فشل أولياء الحامل، وطحنها البلاد والعباد، فى غزة، بحثا عن حل الفضيحة، التى يعتبرها الغرب هزيمة للجيش الصهيونى، بكل دلالات الهزيمة سياسيا وأمنيا..
*محاور الهزيمة
كما أنهت قوات جيش الحرب الإسرائيلية النازية حياة ما يزيد عن 7000 من أطفال غزة، منهم أجنة وأطفال خدج استشهدوا فى حضاناتهم أثناء تدمير جيش الاحتلال عشرات المستشفيات.
.. لهذا؛ خرجت دائرة الاهتمام من طبيعة الحدث [عسكريا وامنيا]، إلى ملاحقة، لها ثلاثة محاور:
*محور عسكرى/أمنى.
*محور سياسى/دبلوماسى.
*محور إنسانى/أممى.
.. بعد أحداث السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، فرضت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أجندة جديدة، بل قلبت أجندات العالم فى الفصل الأخير من عام ميلادى، أحدث، أصلا التقاء أزمات سياسية واقتصادية وبيئية، إلى أن طرقت حماس جدار الخزان، حولت المجتمع الدولى نحو فلسطين، من وسط غزة، أصابت العالم، بالغشاوة، وربما العمى، فقد زلزل الحدث حماس ذاتها «..»، مثلما دمر أسطورة إسرائيل دولة الاحتلال جيشها الذى بات عاريًا.
أما الحقيقة المؤلمة فهى ما وقع من الولايات المتحدة الأمريكية، عندما نبش البنتاجون، والإدارة الأمريكية، عن ملفات القضية الفلسطينية، وملفات حليفتهم إسرائيل، وقرروا أن الواجهة لحماية إسرائيل، الدعم المطلق سياسيًا وعسكريًا من الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية ووزير الدفاع، وإسرائيل- برغم الدعم- تتفكك أمامهم، بينما سكان غزة يستشهدون أمام كاميرات الفضائيات وغيرها من وسائل الإعلام العالمية العربية، قبل الأمريكية الأوروبية تحديدًا.
*هنا غزة.
لإسرائيل دور مركزى فى قيادة تفكيك مكونَين مركزيَين، عدا عن إعلانها إنهاء حركة حماس، وهى تعتبر إيران، وحزب الله، تلك المعركة؛ صحيح أن هاتين الخطوتين من إسرائيل، وجيش الحرب فى حالة حرب طويلة، وأصبحت حالة الأمن القومى الإسرائيلى النازى، على مدار سنوات طويلة، قادمة ومستقبلًا، بحسب السفاح نتنياهو ستُمكّن من استعادة الردع الإسرائيلى، واستعادة القوة الإقليمية لإسرائيل، بصفتها الحليفة الأولى للولايات المتحدة فى الإقليم، وهذا وهم بإعتراف الإعلام الإسرائيلى بكل اطافه.
* المحلل العسكرى لصحيفة «هآرتس» العبرية عاموس هرئيل، قال: بعد أكثر من شهرين ونصف لا تزال حالة الحرب كما هى، وحماس لا تظهر مؤشرات على الاستسلام فى المدى القريب، وأهداف الحرب التى أعلنت بصوت مرتفع لا تزال بعيدة عن التحقيق، ما يجعل فضيحة الحمل تمتد إلى صراع سياسية، فالكل يريد أبعاد النتيجة من حزبه ومكانته فى ظل دولة تتهاوى، يعزز ذلك بحثها من خلاص عبر مبادرات الهدنة، والدعاء الاستمرار بخطط حربية، الهدف منها إبادة جماعية وحرب متوحشة.
*الأنباء تلفت، فى هذه المرحلة عن تسلم حماس بنود المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار بغزة والمكونة من ثلاث مراحل، بحسب مصادر عديدة وهى تقف عند أفكار منها:
*المرحلة الأولى:
تدعم هدنة لأسبوعين أو 3 مقابل 40 أسيرًا لدى حماس
*المرحلة الثانية:
ترعى بدء محادثات بين الفلسطينيين تقود لحكومة «تكنوقراط»
المرحلة الثالثة:
تتضمن وقفًا تامًا للحرب وصفقة تبادل أسرى شاملة وانسحاب إسرائيل من غزة.
* موقف حماس
فى آخر التطورات أن «حماس» لم تقدم ردًا على مقترحات الهدنة، وعزت الأسباب للأوضاع الأمنية، وتباينت ردود الفعل على ذلك استنادًا إلى مسارات سياسية منها:
*1:
وصف مصدر من حركة «حماس» واقع الحرب والاتصالات السياسية الجارية للوصول إلى هدنة جديدة تتضمن تبادلًا للأسرى بأنها مشابهة لمجريات الميدان أيضًا، «فكلاهما دخلا مرحلة عضّ الأصابع والضغط والحرب النفسية».
*2:
أنّ المفاوضات ما زالت فى مرحلة تقديم أوراق ومقترحات، من قبل «حماس» وإسرائيل، وهو ما يقوم به الوسطاء أيضًا، مثل ورقة المقترحات التى قدمتها مصر، وتتكون من ثلاث مراحل تقود إلى هدن متتالية، وصولًا إلى وقف كامل لإطلاق النار، وصياغة ما بعد الحرب.
*3:
أنّ الحركة لم ترد على المقترح المصرى ولا مقترحات أخرى، سواء بالموافقة أو الرفض، لأن الرد يجب أن يكون أيضًا من قائد «حماس» فى غزة يحيى السنوار، وهذه مسألة معقّدة الآن لصعوبة التواصل مع قيادة «حماس» و«القسام» فى القطاع؛ لأسباب أمنية مرتبطة بالتوغل البرى الهادف إلى تحقيق إنجازات متمثلة بالوصول إلى قيادات «حماس» النوعية، وتحديد مواقع أسراه، قبل الانتقال إلى مرحلة الحرب التالية».
*4: بررت المصادر، عدم إعطاء المقاومة وتحالفاتها سياسيا مع حماس، جوابًا على أى مقترح لأنه لا شىء نهائيًا، وإنما محاولة من الوسطاء لتقديم مقترحات «وسط» بهدف تقليل الفجوة الكبيرة بين مقترحات وشروط إسرائيل و«حماس».
5:
تباينت ردود الفعل، لتكتشف عن ورقة تحمى «الفضيحة»، تؤكد أن عواصم المنطقة والغرب، تشهد محاولات، قد تقر بعد موسم أعياد الميلاد، تتحدث عن انطلاق مفاوضات «سريّة» بجهود أمريكية وإسرائيلية وأوروبية بشأن مستقبل غزة لإبعاد «حماس» عن مشهد الحكم والسيطرة؛ ذلك أن «مستقبل غزة»، بالنسبة لحركة المقاومة، بمثابة شق حاضر فى مقترحات «التهدئة» المقدمة، ما يعنى أنه يُناقش إلى جانب مراحل الهدنة وتبادل الأسرى وأن المفاوضات بشأن تفاصيل المقترحات السياسة، ليس لها من مكانة منطقية فى ظل استمرار الحرب على غزة.
*.. وأيضا:
صراع الأوضاع فى غزة، كاشف عن تخلخل بنية جيش الحرب الإسرائيلى وكل مؤسسات دولة الاحتلال، هذا الأمر، يجعل المرحلة القادمة من الحرب أشد قسوة، برغم تحكم المقاومة ميدانيا، ولكن آفاق متباينة نظرًا لاستمرار توغل جيش الحرب اقتحامات إسرائيل العنصرية مدن مخيمات الضفة الغربية والأوقاف المسيحية والإسلامية فى القدس وجوار بيت المقدس والمسجد الأقصى، عدا عن تهديدها اليومى وانشغالها مع ضربات حزب الله.
.. الحرب فى غزة باتت فضيحة للمجتمع الدولى، وهى تلك الفضيحة الكاشف لهشاشة الرؤية السياسية والأمنية التى فشلت، فى وضع قرارات أممية من مجلس الأمن تعيد التوافق الدولى لمنع حرب الإبادة الجماعية على غزة والشعب الفلسطينى.
.. معضلة الحرب على غزة، أنها أخذت فى التصعيد الذى قد يجر المنطقة إلى هوس نوعية من الحروب الانتقامية، قد تمتد إلى كل المنطقة والإقليم.