مدار الساعة - أوصى المُشاركون في المؤتمر العلمي الأول "الاستجابة الوطنية لفيروس الإيدز بين التحديات والتطلعات"، بضرورة العمل على تعزيز وتوسيع دائرة الفحص الوقائي القبلي لمرضى فيروس نقص المناعة المُكتسب (الإيدز)، داعين في الوقت نفسه وزارة الصحة والمؤسسات الصحية والمعنية ومُنظمات المُجتمع المدني، إلى جعله أولوية بالنسبة لبرامجهم وأجنداتهم.
وكان مركز سواعد التغيير قد نظم مؤخرًا، المؤتمر العلمي الأول، تحت عنوان "الاستجابة الوطنية لفيروس الإيدز بين التحديات والتطلعات"، والذي رعاه مُدير إدارة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة، الدكتور رياض الشياب، وذلك مندوبًا عن وزير الصحة، فراس الهواري.
كما أوصى المُنتدون، الذين يُمثلون خُبراء ومُتخصصين وأساتذة جامعيين، ومُمثليين عن مُنظمات مُجتمع مدني، ضرورة استدامة برنامج توعوي إعلامي، في مُختلف وسائل الإعلام، أكانت مرئية أم مقروءة أم مسموعة، وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي، على اختلاف أنواعها، للوقوف على سلبيات والآثار الناتجة عن هذا "الإيدز"، وطرق الوقاية منه.
وأكدوا أهمية استدامة برامج التثقيف الوجاهي للمُجتمع المحلي، خصوصًا تلك المُجتمعات المعزولة، مثل مخيمات اللجوء ومراكز الإصلاح والتأهيل.
وأشاروا إلى ضرورة العمل على برامج تشبيك للعاملين في قطاع مُكافحة "الإيدز"، مثل وزارة الصحة، والمُنظمات والمؤسسات الدولية، ومُنظمات المُجتمع المدني، بهدف توحيد الجهود واستثمارها، على الوجه الصحيح، بما يعود بالنفع على الجميع، ولتحقيق الأهداف المرجوة.
كما دعا المؤتمرون إلى زيادة رسائل التوجيه الديني في المساجد والكنائس، بحيث تكون هذه الرسائل تحوي الكم المعرفي والعلمي، من أجل مُكافحة هذا الفيروس، وتسليط الضوء على سُبل الحماية منه، وكذلك الوقاية في حال الإصابة.
وطالبوا بضرورة تعزيز الجهد المُشترك لوزارة التخطيط والتعاون الدولي، مع مُنظمات المُجتمع المدني العاملة في هذا القطاع، بُغية توجيه وتسهيل الدعم الدولي الخاص بمُكافحة فيروس "الإيدز".
وفيما دعا المؤتمرون، القطاع الخاص، بكُل مؤسساته وشركاته، لدعم المجهود الوطني لمُكافحة "الإيدز"، ماديًا ومعنويًا، أكدوا ضرورة حشد المُتطوعين في مجال الدعم النفسي للمُتعايشين مع هذا الفيروس وأُسرهم والمُجتمع المحيط بهم، بهدف تقبُلهم كمرضى، وليس كمُجرمين يتوجب مُعاقبتهم، أو حرمانهم من حقوقهم كافة.
كما شددوا على أهمية زيادة عدد المؤتمرات العلمية والورش والندوات، وحملات كسب التأييد الخاصة بمُكافحة فيروس "الإيدز"، وتعميمها على كُل مُحافظات المملكة.
وكان مُدير مركز سواعد التغيير، عبدالله حناتلة، قال إن المؤتمر العلمي الأول "الاستجابة الوطنية لفيروس الإيدز بين التحديات والتطلعات"، يهدف إلى تفعيل دور القيادات المُجتمعية، للحد من وصمة التمييز الواقعة على المُصابين بـ"الإيدز، فضلًا عن رفع مُستوى الخدمات الصحية المُقدمة لهم.
وأوضح حناتلة إلى أن العلاجات الوقائية المُتعلقة بهذا الفيروس، شهدت تقدمًا نوعيًا، حيث يُمكن للمريض أن يُمارس الحياة الطبيعية في حال الالتزام بالعلاج.
كما أشار حناتلة إلى أن مركز سواعد التغيير يُقدم العديد من الخدمات، والتي تتمثل بالفحص السريع الطوعي المجاني، الذي يكشف عن الأمراض المنقولة بالدم، مثل فيروس نقص المناعة المُكتسب (الإيدز)، والكبد الوبائي بنوعيه.
يُذكر أن مركز سواعد التغيير، هي المؤسسة الأردنية الوحيدة، التي تعمل في مجال نقص المناعة البشري، ويستجيب للاجتياجات الطارئة للمُتعايشين مع فيروس "الإيدز".
وكان المُشاركون في المؤتمر العلمي الأول "الاستجابة الوطنية لفيروس الإيدز بين التحديات والتطلعات"، قد ناقشوا العديد من الأوراق العلمية.
وتضمن المؤتمر وجلسات حوارية، تناولت مواضيع تمحورت حول الحواجز الهيكلية والوصمة والتمييز، والتطورات العلمية المُتعلقة بفيروس "الإيدز، وآخر مُستجدات علاجات وتطوير أدوية علاج الفيروس، والتزام المُتعايشين بالعلاج، بالإضافة إلى إدماج خدمات فيروس نقص المناعة البشري ضمن خدمة الصحة الإنجابية والجنسية، وكذلك النهج الشامل لفيروس "الإيدز".