شقت البذرة الفلسطينية المباركة سطحَ الأرض، انفلقت وتعالت على جذرها الوتدي، في تربتها المقدسة، غرسةً واضحةً فواحةً.
لقد أفل البياتُ وحصل الإنبات.
ان نضال الشعب العربي الفلسطيني، المرير التراكمي المديد، ينجلي في آخر تجلياته، عن طوفان عظيم مجيد، كرّس القضية الفلسطينية في أهم المنابر السياسية والحقوقية والإعلامية الأممية.
تثمر التضحيات الهائلة التي قدمها الشعب العربي الفلسطيني وما يزال يقدمها.
صحيح أنها تضحيات لا تضاهى في فداحتها وطول أمدها، غير أنها تثمر هذا الالتفاف الشعبي العالمي، الذي يجعل الحكومات تعدِل عن موقفها المخزي المنحاز للاحتلال وجرائم الإبادة الإسرائيلية.
كشفت التضحيات وفضحت وأدانت على أوسع مدى، الفظائع التي تقترفها إسرائيل بحق أبناء شعبنا العربي الفلسطيني.
وأصبحت فلسطين أيقونة العالم، والعَلَم الفلسطيني الزاهي البهيج، رمزاً خفّاقاً للحرية، والعَلم المعتمد للتعبير عن للحق والعدل.
وأصبحت الكوفية الفلسطينية الجميلة- كوفية عرفات، «ترنداً» مشهوراً في العالم، أكثر من الدولار والميركافا وليزا سوبيرانو.
وأصبحت مدن قطاع غزّة، أكثر شهرة من جبال الألب والريفيرا الفرنسية وشاطئ كوبا كبانا.
الجد الإنسان خالد نبهان «روح الروح»، أبكى الإنسانَ وأصبح رجلَ العالم والعام وغلافَ مجلة تايم.
وأصبح السفاح نتنياهو، أكثر وحشية من دراكولا وآيخمان وملاديتش.
وأصبحت إسرائيل منبوذة ومحتقرة وسمعتها وسمعة حماتها ورعاتها وشركائها ومؤيديها، في الحضيض.
صحيح ان الذي يصيب غزة هول فوق الاحتمال، لكن ما يعزي الفلسطينيين ويضمد جراحهم، انه صَبّ في مجرى نهر الكفاح الفلسطيني العظيم من اجل الحرية.
فحيثما يكون الاحتلال تكون المقاومة. وحيثما تكون المقاومة تكون التضحيات والشهداء والأسرى والدمار والتهجير والمعاناة.
ويعزينا ان الإذلال والبطش والتقتيل، الذي يقترفه جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون، بحق ابنائنا في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، ينبري له فتية فلسطين، يذيقون السّفاح مرارة جرائمه، ويطبقون معه قاعدة، من يعش بالسيف بالسيف يمت.
يقول الملك عبد الله في مقالته بالواشنطن بوست (11.14): «القيادة الإسرائيلية التي لا ترغب في سلوك طريق السلام على أساس حل الدولتين لن تكون قادرة على توفير الأمن الذي يحتاجه شعبها».