لدينا في الأردن نخبة افتراضية جبانة هي اشبه بتجار الحرب وينطبق عليهم المثل القائل "أسد علي وفي الحروب نعامة "
هذه النخبة الافتراضية تختفي دائما في الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وتظهر فجأة حتى تحصل على المكاسب سواء سياسية او اقتصادية ..
كنت اتحدث لسياسي وهو بالمناسبة تقلد العديد من المناصب وخير البلد عليه أكثر من كثير ..سألته لماذا لم ار لك اي موقف مما يحدث في غزة والدور الأردني غير المسبوق لن تصدقوا اجابته لي بالحرف حين قال " سكن تسلم" وابتعد عن أي موقف حاليا حتى لا تدخل إلى المحرقة ..
تخيلوا ان هذا السياسي غدا وعند اول تشكيل حكومي سيمطرنا بمقالات لا يكتبها هو عن الوطن والوطنية وإنما - كالعادة - ستأتيه جاهزة للنشر ثم ما يلبث ان يشعرك انه لبس الفوتيك والقايش والبسطار وانه جاهز للمعركة ..
امثال هذا الشخص كثيرون للاسف لا يدافعون عن الأردن ومواقفه الا وفق مصلحتهم ولا يرون في الأردن الا حسابا بنكيا ومنصبا رسميا يحلمون به والحقيقة انهم كانوا - الى عهد قريب - ينجحون في تعزيز حسابهم البنكي ومنصبهم الرسمي..
يتعرض الأردن يوميا لهجمات خارجية وداخلية منظمة من اجل التقليل من موقفه السياسي والإنساني والوطني والعروبي الذي يقوم به وما زالت محاولات البعض داخليا وخارجيا إجهاض هذا الموقف وتشويهه بكل الطرق الممكنة وحرف البوصلة عن القضية الأساسية "غزة" مستمرة لا لشيء سوى ان الاردن احرج الكثير من الجهات اما النخبة الانتهازية الجبانة اياها ما زالت تمارس دجلها الوطنجي بكل وقاحة من خلال الصمت والاكتفاء بدعوات العشاء والمشاركة في الجاهات والدعوات والاجتماع على طاولات المطاعم والبارات ..
هذه النخبة الانتهازية الجبانة من اشخاص وحتى جهات و التي نراها او سنراها كثيرا حين تنتهي الحرب وتعود الحياة إلى طبيعتها يتوجب التعامل معها بمنطق مختلف وحسابات الذاكرة العميقة للدولة ..
المصيبة ان هذه النخبة مثل" المنشار" كانت تحقق مصالحها في كل الأوقات وتختفي في اوقات ثم ما تلبث ان تظهر في اوقات اخرى ولا يجوز ان يبقوا من المحظيين وفي" كل عرس الهم قرص " فذاكرة الدولة " العميقة " عودتنا انها قد تسامح لكنها بالتأكيد " لا تنسى " وكما هنالك قضية فلسطينية يحملها الاردن وكل شرفاء الامة علينا ان ندرك بأن هنالك ايضا قضية أردنية ومصالح وطنية يتوجب ان ندافع عنها ، حقا انها نخب جبانة