أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

أبعاد القرار الإسرائيلي بعودة العمال الفلسطينيين للعمل في مستوطنات الضفة الغربية (10)


أ.د.عبدالفتاح العبداللات
باحث ومتخصص في اقتصاديات الشرق الأوسط

أبعاد القرار الإسرائيلي بعودة العمال الفلسطينيين للعمل في مستوطنات الضفة الغربية (10)

أ.د.عبدالفتاح العبداللات
أ.د.عبدالفتاح العبداللات
باحث ومتخصص في اقتصاديات الشرق الأوسط
مدار الساعة ـ
منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر / تشرين الأول الماضي أغلقت إسرائيل المعابر ومنعت دخول 190ألف عامل فلسطيني للعمل لديها ، بالتالي القرار الإسرائيلي الذي اتخذته الكابينت ( مجلس الحكومة ) الإسرائيلي الاقتصادي والاجتماعي ونشرته صحيفة " تايمز أوف إسرائيل " قبل يومين يأتي ضمن عملية الموازنة الإسرائيلية بين الاحتياجات الاقتصادية والاعتبارات الأمنية ، ويأتي بعد السماح لعدة الآف من العمال الفلسطينيين باستئناف العمل في المنشآت الصناعية المملوكة لإفراد إسرائيليين في الضفة الغربية.
هذه العودة مشروطة بإجراءات محددة منها: أن لا يقل عمر العامل عن 40 عاما ، وان يكون متزوجا ولديه أولاد ،وأن تقوم المنشآت بنقلهم بمركبات خاصة وليس عبر المواصلات العامة ، ووضع قيود امنية وحراسة على أماكن العمل ، حيث يتوقع عودة ما بين 8000 إلى 10000عامل فلسطيني من الضفة الغربية إلى اعمالهم في المستوطنات والشركات الإسرائيلية في الضفة الغربية لأول مرة منذ أحداث 7أكتوبر /تشرين الأول ، مع إبقاء حضر دخول عمال الضفة إلى إسرائيل بالمطلق ، ما هي أسباب هذا القرار، وما هي انعكاساته على الاقتصاد الإسرائيلي والفلسطيني ؟
الاقتصاد الإسرائيلي
- يعاني الاقتصاد الإسرائيلي من مشاكل كبيرة منذ بدء الحرب على غزة ، ومن أهم اسباب الموافقة الإسرائيلية على عودة العمال الفلسطينيين جزئيا للعمل :
- حاجة سوق العمل الإسرائيلي للعمالة الفلسطينية ، حيث أشار مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إلى ان هناك حاجة ملحة ل 28ألف عامل ، 9500 منهم لقطاع الزراعة .
- التخفيف من حجم البطالة بالضفة الغربية لأن ارتفاعها سوف يزيد من التدهور الأمني .
- تباطؤ الاقتصاد الإسرائيلي حيث انه وحسب التقارير الرسمية والدولية يتجه نحو الركود والتوقعات بالنسبة للنمو لا تزيد عن 2% للعام الحالي والقادم.
- احتياجات السوق الاسرائيلي إلى 130الف عامل للعمل، وخصوصا في قطاع البناء والزراعة.
- يعكس القرار صراعا داخل المجلس الإسرائيلي بين الأمن والاقتصاد .
- عدم نجاح المحاولات السابقة لجلب عمالة اجنبية ، لأنهم بحاجة للتدريب واكتساب المهارات اللازمة والتي يمتلكها العامل الفلسطيني .
- تم استدعاء 360الف موظف كجنود احتياط ، يشكلون 8% من اجمالي القوى العاملة ، بالتالي اذا تم اضافة ما يتعلق بالعاملين الذين تم اجلائهم من محيط غزة والماكثين في المنازل فان 768 الف يمثلوا خمس القوى العاملة هم حاليا خارج العمل ، ومما زاد من صعوبة الموقف منع ما يزيد عن 140 الف عامل من الضفة الغربية و 18 الف من قطاع غزة للعمل في إسرائيل .
- تضرر قطاع الزراعة بشكل كبير حيث ان مستوطنات غلاف غزة هي سلة الغذاء لإسرائيل حيث تضم 75% من احتياجات إسرائيل من الخضروات ،و 20% من الفواكه ،6.5% من الحليب ، وتضم ايضا عدد كبير من مزارع الدواجن والماشية والاسماك التي تضررت بدرجة كبيرة نتيجة الحرب.
- هروب العمالة الأجنبية وخصوصا التايلاندية من إسرائيل( رحل أكثر من 10ألاف عامل اغلبهم من تايلاند منذ بدء الحرب ) ، وبشكل محدد العاملين في مستوطنات غلاف غزة ، مما الحق الضرر بالقطاع الزراعي.
- تعاني إسرائيل من السمعة السيئة فيما يتعلق بظروف العمل للعمالة الاجنبية ، حيث أظهرت إحدى تقارير منظمة هيومن رايتس ووتش أن العمالة الأجنبية في إسرائيل وخصوصا في قطاع الزراعة يعملون لساعات طويلة ، ويحصلون على اجور متدنية والقليل من الرعاية الصحية.
الاقتصاد الفلسطيني
إن الاقتصاد الفلسطيني هو اقتصاداً خدماتيا ، حيث ان مساهمته في الناتج المحلي 36.9%،اما النشاط الصناعي ، وهو دعامة اساسية من دعائم التنمية الاقتصادية لأي دولة ، من حيث توفير جزء من السلع التي يتم استخدامها في العمليات الانتاجية ، وتوفير سلع الاستهلاك النهائي ، بالإضافة إلى مساهمته في الصادرات الفلسطينية ،فقد بلغت مساهمته في الناتج المحلي الاجمالي 12%، ويمثل النشاط الزرعي نشاطا مهما للاقتصاد الفلسطيني فهو يساهم في توفير السلع والمواد الاولية التي تستخدم كمدخلات في العديد من الصناعات التحويلية ، بالإضافة إلى كونه مصدر مهما للصادرات الفلسطينية ، ويعتمد النشاط الزراعي بشكل رئيس على الامطار ، واعتماد محدود على الاساليب الزراعية الحديثة ، ويساهم في الناتج المحلي بنسبة 6%، اما قطاع الانشاءات فقد كانت مساهمته في الناتج المحلي الاجمالي 4.5%.
أما معدل البطالة في عام 2022 فقد بلغ بالمتوسط 25.5%(45.3% في قطاع غزة و 14% في الضفة )، والتضخم 3.74%، ومتوسط نصيب ألفرد من الناتج المحلي 3.1ألف دولار ، والناتج المحلي 15.6مليار دولار.
وقد كشف تقرير لمنظمة العمل الدولية في بداية شهر ديسمبر /كانون الاول ان الحرب على غزة كان لها آثار كارثية على سوق العمل إذ فقد 61% من العمال في قطاع غزة ، و24% من العمال في الضفة الغربية وظائفهم ، اضافة إلى تضرر البينة التحتية ، والنزوح الكبير في ظل نقص الماء والطعام ، بالتالي حدوث شلل في النشاط الاقتصادي .
وحسب التقرير فانه لغاية 31 اكتوبر /تشرين الأول الماضي فقد ما لا يقل عن 182ألف شخص في قطاع غزة اعمالهم منهم 20 ألف شخص كانوا يعملوا في إسرائيل ، في حين فقد 208 ألف في الضفة الغربية وظائفهم ،ووفقا للتقديرات فأن 5% فقط من عمال الضفة حافظوا على وظائفهم في إسرائيل ، وفقدان هذه الوظائف يترتب خسارة في دخل العمل اليومي للفلسطينيين تقدر ب16مليون دولار يومي .
وقد أشار التقرير إلى أن 51% من سكان غزة يعملون في قطاع الخدمات (التجارة والمطاعم والفنادق تشكل 23% من سوق العمل) ،ومتوسط الأجر الشهري في غزة هو 193دولار بينما في الضفة 373 دولار، وتقدر الخسائر الشهرية المترتبة على المنع بحدود 340 مليون دولار شهريا .
وقد توقع مدير الإحصاءات الاقتصادية في الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن تصل الخسائر الاقتصادية للقطاع الخاص في القطاع إلى أكثر من مليار دولار خلال الشهر الثاني ، مقابل تقديرات سابقة بحدود 700 مليون دولار في الشهر السابق ، وأشار ايضا ان خسائر البنية التحتية والمنشآت تزيد عن 3 مليارات دولار ، كما أن 50% من الوحدات السكنية والمباني تم تدميرها بالكامل ( بحدود 200 ألف وحدة ) وإلى أن 147 ألف عامل توقفوا عن العمل ،وكذلك توقف 56 ألف منشأة ، بالتالي ارتفاع البطالة إلى 70% حاليا ، مقارنة مع 45% قبل 7 أكتوبر ، ونسبة الفقر إلى 90%، والتضخم بلغ 12%، وأشار إلى ان معدل البطالة في الضفة الغربية بلغ 33%.
ويعتمد تحسن الوضع الاقتصادي في قطاع غزة والضفة الغربية على توقف الحرب بشكل كامل ومدى قدرة المجتمع الدولي على اعادة بناء ما دمرته الحرب .
مدار الساعة ـ