أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

جيشنا.. وكارتل المخدرات


فايز الفايز

جيشنا.. وكارتل المخدرات

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
هل تساءل أحد عما يجري على حدودنا الشمالية، وكيف ينتصب الجندّ كالمتاريس لا تنام أعينهم قابضين على سلاحهم لحماية أمننا الوطني؟ القضية لم تعد مجرد تهريب مخدرات وحسب، بل إن القضية أكبر من أن يفهمها البعض، فمجرد تسلل لإرهابي خبيث يُعدّ قنبلة موقوته لا ندري أين ستنفجر، تماماً كما حدث في العام 2005 من تفجيرات لفنادق في عمان التي خلّفت عشرات الضحايا دون ذنب فعلوه، ولكنها عقلية الإجرام التي تربت عليها دول وجماعات إذ تغسل أدمغة العوّام لتصنع منهم روبوتات مبرمجة للقتل.
ولكن كما أشرت في المقالة يوم أمس، فإن هناك فئة ضالة من الداخل الأردني ومن ضعاف الأنفس أصبحوا يشكلون خطراً فوق المخاطر المتتالية، حيث أصبح هناك حواضن لاستقبال وإدارة الطرق غير المشروعة لتمرير «حمالّة الخطر» ومن الذئاب المنفردة والمجتمعة، وأولئك الفاسدون المجرمون ليس لهم أي ضمير حيّ، فهم يلجأون لأي طريقة كي تستمر تجارتهم القذرة وحملهم الأسلحة ضد قواتنا الأمنية وهم يرسمون خارطة الطريق للدخول عبر طرق ملتوية، حتى وصل الأمر بهم لاستخدام الأسلحة ضد قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية التي حمت هذا البلد في ظل حرب طاحن?، أم نسيتم ذلك؟
الأردن اليوم بجهود قواتنا المسلحة يدير حرباً مزدوجة مع كارتيل المخدرات وأخرى من مافيات الأسلحة الثقيلة من كافة أنواع الصواريخ والأسلحة الثقيلة القادمة من الأراضي السورية غرباً وقريباً من الحدود المحاذية العراقية، وجيشنا المقدام صبر كثيراً على الخروقات والتجاوزات وتعامل مع الإرهابيين باستخدام الردع الأولي كي لا يوقع ضحايا، علّ تلك الطغمة تعتبر ولكن أولئك المجرمين اليوم قد وصلوا إلى مرحلة متقدمة من الخضوع لمرجعياتهم التي عاثت خراباً.
وما يثير الريبة هنا هو صمت دول إقليمية على ما يجري فوق أراضيها، فإلى متى سيبقى هؤلاء المرتزقة يستولون على دول بأكملها، ويفتحون طرقاً جديدة لعبور الأسلحة والمخدرات من الشرق والغرب، وبعيداً عنهم، فقد رأينا الرد الرادع من قبل جيشنا الوطني ضد أولئك المأفونين، حيث أركسوا الإرهابيين في عقرّ دارهم، وهذا حق واضح لأخذ الضوء الأخضر لأي عملية نوعية تستأصل شأفة تلك المجموعات أينما كانوا.
اليوم وكل يوم نبدأ به بالدعاء لله أن يحفظ بلدنا وشعبنا وأشقائنا من السوريين وغيرهم من اللاجئين، فإننا ندعو لقواتنا المسلحة أن تكون هي اليدّ العليا كي تحمي حدودنا ومنع الأخطار التي تتربص بنا، وحمايةً لمستقبل أجيالنا، وأي مرتزق يرفع السلاح بوجه جيشنا سيكون مصيره عسيراً بكل القوة الرادعة والفورية، وليأخذوا درساً من خلال محاولاتهم لإدخال الصواريخ والمتفجرات والسلاح إلى بلدنا وإطلاق النيران على قوات حرس الحدود الأردنية وكيف تصدت لهم و أحاطت بهم بين قتيل وأسير.
ونعود لنكرر أن هذا البلد مصيره ارتبط بلعنة الجغرافيا، فما حولنا قد أصبحوا لا يقيمون وزناً للأخلاق ولا للدين، وهذا ديدن كثير من الأنظمة الرجعية وغيرها ممن يعضون اليدّ التي تمتد لهم بالحنان والعطف.
ولو رجعنا إلى السنوات الأولى في الصراع الذي ابتلع ملايين البشر في سوريا، لأعدنا النظر حين كان أشقاءنا في سوريا يهربون نحو حدودنا ليتلقفهم جنودنا البواسل ويدخلوهم عبر الأشياك حماية لهم والعصابات الجبانة تلاحقهم بالرصاص وتستهدف النساء والأطفال.
من هنا فعلينا أن ننتزع أي متعاون أو جاسوس يقدم خدماته طلباً للمال الأسود، ولهذا يجب على قواتنا كافة أن تهدم أي ركن يقوم بالتنسيق مع تلك الفئات الضالة والمدعومة من زعماء الكارتل الذين أغرقوا كثيراً من المدن الأردنية بالسمّ الأبيض، كي لا يُرفع لهم رأس، كما يجب أن تُغلظ العقوبات على كافة المتاجرين بهذا السُم، والله غالب على أمره.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ