أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات أسرار ومجالس مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

إلى الميليشيات والمرتزقة.. مع التحية


عبدالهادي راجي المجالي
abdelhadi18@yahoo.com

إلى الميليشيات والمرتزقة.. مع التحية

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
ما يحدث على حدودنا, ليس محاولات تهريب للمخدرات والسلاح... فقط, ما يحدث أكبر من ذلك.. هي مجسات محاولات فهم طبيعة وقوة العسكري الأردني, ومحاولات أخرى لفهم قدرة الجيش وجاهزيته.
لنتجاوز قصة المخدرات والإشتباكات قليلا.. ولنتحدث عن الجيش, ليكن الكلام واضحا وموجها لهذه الميليشيات ومن يدعمها, وأنا سأريحهم من محاولات جس النبض وفهم الشخصية العسكرية وأنواع الأسلحة..
الجيش الأردني سبق تأسيس الدولة فقوة شرق الأردن أسست قبل الدولة وقامت على (البدو)... لهذا شكل الجيش الأردني الشخصية الوطنية الأردنية, تدخل في الموروث.. تدخل في عوامل تأسيس الهوية وتثبيتها, دخل المجتمع من باب التنمية والثقافة والتعليم.. بمعنى أخر هو ليس جيش فرد أو مجموعة أو فئة أو عقيدة, هو جيش وطن وشعب وملك..
هذه الميليشيات تعمل في خدمة من يدعمها في الإقليم والذي يتطلع بدوره الى ممارسة التوسع عبرها كعنصر قوة والقدرة على تكوين خلايا من المرتزقة، استنادا الى اعتماد مبدأ الوكيل لا المواجهة المباشرة وتوظيف فكرة الميليشيات العقائدية رغم ثبوت سقوطها في العالم كله، مثلما سقطت القوات التي بنيت على عقيدة الحزب ومبادئ الثورة.
كما قلت لكم هي ليست محاولات تهريب مخدرات فقط، هي محاولات لقراءة قدرة وقوة الجيش الأردني.... ودعوني أضيف أمرا اخر إلى الإستخبارات الداعمة لهذه الميليشيات ومرتزقتها المهتمة بقراءة ردود فعل جيشنا، يمتاز الجيش الأردني عن بقية جيوش المنطقة كلها، أنه لم يتورط بالدم أبدا.. هو قوة وظيفتها صون السيادة والحدود،والأهم من كل ذلك أنه لم يدخل السياسة ولم ينخرط بها...والأكثر أهمية أنه لايخضع لتجاذبات المناطق أو المال أو النفوذ...بالمقابل ميليشياتكم ومن يدعمها يعتمد على مكون واحد، وعلى مذهب واحد.... سلاحه الخارجي يقوم على المال، استخدام ثروات الدولة في سبيل المذهب والطائفة....ويقوم على الولاء الطائفي الاعمى.. لا يوجد لديه عقيدة قتالية أو قواعد اشتباك، وإنما يوجد لديه أدوات توسع وشراء ذمم... وإنتاج وكلاء....
هذه الميليشيات ومن يدعمها كل قوته الجوية لاتتعدى (150) طائرة، وأفضل طائرة مقاتلة فيه لا تستطيع الطيران لأكثر من ساعتين وبمدى محدود، بالمقابل القوة الجوية الأردنية تستطيع الوصول إلى أي نقطة في المحيط، وليس هناك أدل من احترافها في حرب داعش وقدرتها على تحديد الهدف والضرب وتحقيق الإصابة والعودة..ناهيك عن أن الطيارين لدينا هم الأكثر احترافا في المنطقة...
أنا لا أريد لمن يدعم هذه الميليشيات أن يتعب كثيرا في جس النبض ومحاولات اختبار قدرة وقوات جيشنا..نحن نعرف كل شيء عنهم، وهم لا أظنهم يعرفون الكثير عنا....سنريحهم ونعطيهم كل التفاصيل.. حتى على الأقل يوفروا على أنفسهم وليس علينا إرسال المزيد من العصابات.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ