بالتأكيد لم اكن منذ البداية مع المقاطعة ولم أكن مع الإضراب ولن أكون، لأسباب كثيرة ابرزها ان كليهما يضر باقتصادنا الوطني ويتسبب بتسريح عشرات الالاف من الاردنيين، ولهذا سابقى رافضا للمقاطعة واقفا ضد اي دعوة للأضراب داعيا لمراجعتها واستبدالها بوسائل أكثر نجاعة وفائدة لاهل غزة ، فما هي الوسائل البديلة الداعمة ؟.
دعوات "المقاطعة والاضراب" التي اعلن عنها منذ بدء العدوان الاسرائيلي جاءت من باب النصرة لاهلنا في غزة ، تحول مسارها ضدنا وكاننا كمن يطلق النار على اقدامه ، فبدلا من ان تكون وسيلة للضغط على الاحتلال والدول الداعمة له، بل انها أصبحت وسيلة ضغط باتجاه الوطن واقتصاده وتهدد عشرات الالاف من العمالة الاردنية، وهنا لابد من مراجعتها قبل فوات الاوان فالاقتصاد الوطني له قدرة على التحمل فهل نتركه وحيدا يناضل ويواجه تحديات خارجية وداخلية تضر به.
منذ ان بدأ هذا العدوان وبعض من دعوا الى هذه الممارسات يرفضون لغة العقل والمنطق وينزلقون باتجاه العاطفة ،مخونين ومشككين في كل من يتحدث ويرفض هذه التصرفات الهدامة التي لم تؤثر خلال الشهور الماضية سواء باقتصادنا الوطني والعاملين فيه ، فعندما نتحدث عن عشرات الالاف من الاردنيين مهددين بالتسريح والعودة الى حوض البطالة فهذا ليس من المنطق بشيء ، وان نشل الاقتصاد الوطني وان نتعطل عن العمل فهذا ليس من الحكمة بشيء
اين الاجدى ان نضرب عن العمل ام ان نتبرع بجزء من الارباح والدخول لاهلنا في غزة ، واين الجدوى من "المقاطعة" اذا ما كان من يدفع الثمن هم ابناء الوطن من العاملين في علامات تجارية فمن سينفق عليهم ومن
سيسدد التزاماتهم الشهرية واليومية ،وهنا ندعو الجميع الى وضع انفسهم مكان هؤلاء العاملين الذين ارتبطوا
بهذه الوظائف وخاصة ان الجميع يعلم ان الحصول على فرصة عمل اصبح شبه مستحيل في ضوء ارتفاع البطالة وتراجع الاستثمار والسياحة جراء العدوان.
اذا ما كنا جديين بدعم غزة ومساعدتهم على تحمل جزء ممن يعانوه من ماكنة الحرب، فلنخصص يوما للتبرع لها من الجميع عاملين وتجار وحكومة وقطاع خاص وشركات ومواطنين، فقوتنا قوتهم وكما ان غزة ترفض ان نتضامن ونناصرها بتصرفات على حساب الاردن واستقراره، فهذا الوطن اخر حصون دعم المقاومة شاء من شاء وشكك من شكك فمواقنا تخرسهم.
خلاصة القول، ان فكرة "المقاطعة ودعوات "الاضراب" اثبتت فشلها في ايقاف العدوان على غزة ، بينما اثرت وبشكل مباشر على اقتصادنا فنحن في كل يوم نقاطع او نضرب فيه عن العمل نساهم بارباك الاقتصاد الوطني واستقراره وقطع ارزاق ابنائنا وهذا ما يريده العدو ، ولهذا قررت كما غيري كثيرين ان لا نقاطع و رفض الاضراب وان لا نصدق كل ما اسمع لاجل وطننا واقتصاده، واثقين بقيادتنا ودبلوماسيتنا في ايقاف هذا العدوان على غزة وايصال المساعدات لاهلنا هناك .