أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

نبوءة كيسنجر 'الأخيرة' حول مصير إسرائيل... هل تتحقّق؟


محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo

نبوءة كيسنجر 'الأخيرة' حول مصير إسرائيل... هل تتحقّق؟

محمد خروب
محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo
مدار الساعة (الرأي) ـ
تحت العنوان أعلاه كتبَ "كامران غاسانوف" الأكاديمي والباحث السياسي الروسي, خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية. كتب على موقع وكالة Regnum للأنباء يقول: إن انعدام الثقة والكراهية تجاه إسرائيل يتزايدان في العالم الإسلامي. الشارع يُطالب الحكومات بحسم موقفها مع إسرائيل ورعاتها. كان لدى مؤسس الجغرافيا السياسية الأميركية/ هنري كيسنجر، الذي توفي مؤخراً، مخاوف جديّة بشأن مستقبل إسرائيل.
ما مدى معقولية هذه المخاوف وهل تتحقق خطته حول فلسطين؟ تساءل غاسانوف, ثم يقوم بدوره بالإجابة على تساؤله, عبر إحالة القارئ إلى أجواء وملابسات حرب أكتوبر/1973, قائلاً: على الرغم من الاحتلال البطيء لغزة، فإن الوضع الاستراتيجي بالنسبة لإسرائيل أصبح محفوفاً بالمخاطر للغاية. وَمَنْ غَيْرِ كيسنجر، الذي حقق سلاماً مُهماً لتل أبيب عام 1973، كان ينبغي أن يعلم بهذا الأمر. حينها - يُضيف غسانوف - أثناء عمله كوزير للخارجية ومستشاراً للأمن القومي لريتشارد نيكسون، كان يُشرف في الواقع على ملف سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
أين من هناك؟.
كانت الغيوم تتجمع فوق إسرائيل. - يُواصل الكاتب الإضاءة على ما فعله كيسنجر (هذه المرة كـ"يهوديّ" ــ إذ لجأت رئيسة الوزراء الإسرائيلية/غولدا مائير إلى شريكها "في الدين" طلباً للمساعدة. ولم يتأخر كيسنجر. فقدّمت الولايات المتحدة مساعدات مالية وعسكرية لإسرائيل.
وفي الوقت نفسه، نجح وزير الخارجية السابق في إيقاف تل أبيب في الوقت المناسب. وعندما هدَّدت الدبابات الإسرائيلية بـ"تدمير" الجيش المصري، أقنع كيسنجر مائير بوقف القتال.
ثم ماذا؟.
يأخذنا غسانوف إلى مشهد آخر من توظيفه في خدمة تحليله والخلاصة التي سينتهي إليها, عندما يقول: كان لكيسنجر أسبابه الخاصة لذلك. كان من الممكن أن يؤدي المزيد من التصعيد إلى إستدراج الاتحاد السوفياتي في الصراع. كان المظليون السوفيات -يستطرِد- يستعدون بالفعل للطيران إلى مصر، وكان البحارة يستعدون لمهاجمة مجموعات حاملات الطائرات الأميركية.
وكتب كيسنجر في مجلة Diplomacy: "خلال الحرب في الشرق الأوسط، استخدمت (إدارة نيكسون) قناة الاتصال مع الكرملين بشكل شبه يومي, لتجنب اتخاذ قرارات مُتسرعة بناءً على معلومات غير كافية".
وأخيراً، -يُتابِع- فإن دفع العرب إلى الحائط وتشجيع النزعة الانتقامية من جانبهم سيكون فكرة غبية. ولم تكن الولايات المتحدة لتفلت من مجرد الحظر النفطي، الذي فرضه العرب بفعالية كبيرة في حرب أكتوبر، ولكنهم تراجعوا بنفس السرعة عندما عاد الوضع إلى المسار السلمي.
هل أسهمت دبلوماسية كيسسنجر "المكّوكية" في "تظهير" مَشهد جديد في المنطقة؟.
يُجيب غسانوف تالياً: نعم... في نهاية المطاف، بفضل "الدبلوماسية المكوكية" التي اتبعها كيسنجر، كان من الممكن إطلاق عملية تطبيع مع الدول العربية كانت مفيدة لإسرائيل. في عهد كارتر كذلك في عهد كلينتون ثم لاحقاً في عهد ترمب. وهو في الواقع استمرار لهذه الاستراتيجية.
وكانت الولايات المتحدة نفسها هي الفائزة، وأصبحت واشنطن لاعباً رئيسياً في الشرق الأوسط.
بعد مرور نصف قرن، يكرر الوضع نفسه -يلفِت الكاتب- إذ يعتبر وزير الخارجية الأميركي الحالي/بلينكن، أحداث 7 أكتوبر 2023، أسوأ ما يمكن أن يحدث لإسرائيل منذ حرب "يوم الغفران". ومثل كيسنجر، بلينكن يسافر إلى دول المنطقة وإسرائيل للضغط من أجل وقف التصعيد. تماماً كما كان الحال قبل 50 عاماً، لأن الولايات المتحدة وحليفتها لديهم ما يخسرونه. إن العالم العربي والإسلامي –يُضيف-، وخاصة جماهير المواطنين العاديين (الذين أصبحوا أكثر قوة بفضل شبكة الإنترنت الأميركية)، يعربون عن غضبهم إزاء تصرفات إسرائيل. بعضهم أكثر، وبعضهم أقل.
لكن، بطريقة أو بأخرى، تتمتع فلسطين بحلفاء في المنطقة. وبطبيعة الحال (يُضيف الكاتب وفق ترجمة الصديق الدكتور/زياد الزبيدي)، فإن هذه البلدان لديها نهج مختلف. تركيا وإيران صديقتان لحماس، ولا يعترف السعوديون والإماراتيون إلا برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. ومع ذلك، فإنهم مُتحدون في غضبهم من وحشية الجيش الإسرائيلي. ومع التصعيد المتزايد والتهديد المُحتمل باحتلال غزة، وربما بقية فلسطين، قد تفقد الولايات المتحدة مصداقيتها تماماً في المنطقة، وقد تجد إسرائيل نفسها معزولة تماماً.
ما هي نبوءة كيسنجر؟... هل تتحقّق؟.
... للحديث صلة.
مدار الساعة (الرأي) ـ