الزيودي من كهوف القنية الى شخصية الزرقاء الثقافية 2018

مدار الساعة - وقع اختيار مديرية ثقافة الزرقاء على الدكتور مخلد نصير الزيودي ليكون شخصية العام الثقافية للعام 2018 بعد سيرة تم نحتها من كهوف قرية القنية شمال محافظة الزرقاء حيث وُلد.

"بترا" التقت الدكتور مخلد لتجد أن سيرة حياته التي أوصلته لهذه الشخصية لم تكن عادية، فمجتمع القرية وأهازيج الحصادين و"رجود" البيادر وسيرة الزير سالم وأبو زيد الهلالي سلامة، وأشعار حسن الزيودي زناد البلقاء، وابن غدير وسيرة بركة المعلا، كانت محطات التأسيس الأول لحالة وعي قادت الزيودي الى مستقبل واعد وكبير.

وقال الزيودي، إنه تنقل بين مدارس القنية وغريسا وأم الصليح والمغيرة بن شعبة وأنهى خلالها أول محطات العبور ليصل الى قسم الفنون المسرحية بجامعة اليرموك الذي وجد فيه ضالته ليلتحق بعد تخرجه بالخدمة العسكرية لمدة اربع سنوات كمصور تلفزيوني في ميادين الجيش التي كانت تجربة فريدة وغنية. وبعد الخدمة العسكرية عاد الزيودي الى اليرموك محاضرا حيث تم ايفاده لنيل درجة الماجستير في الإخراج المسرحي من جامعة بغداد في العراق، ثم الدكتوراة في الدراما من الجامعات البريطانية.

"أم الكروم أهم وثيقة قدمتها للأجيال" يقول الدكتور مخلد عن المسلسل الشهير الذي كتبه في مرحلة حساسة مرت على المجتمع الأردني، مضيفا أنه تنقل بين عمان والكويت والقاهرة ودبي وتونس وفاس وبروكسيل وباريس ليمثل الأردن كمسرحي عربي في المهرجانات والمؤتمرات.

وأكد أمين عام وزارة الثقافة هزاع البراري خلال حفل الشخصية الثقافية للعام 2018 والذي أقامته مديرية ثقافة الزرقاء بمشاركة عدد من الفنانين الأردنيين والنخب الثقافية أن "مخلد" شخصية تستحق أن تكون ليس فقط على مستوى الزرقاء بل شخصية الأردن من شماله لجنوبه لما يتمتع به من وعي بقضايا وطنه، واصفا إياه بأنه مخرج وناقد مسرحي مهم وأكاديمي متميز له مشروعه الإبداعي والمتفرد.

بدوره وصف المخرج خليل نصيرات الزيودي بأنه "علم مسرحي بارز محليا وعربيا"، فيما أشار الفنان شايش النعيمي الى وعي الزيودي من خلال كتابة مسلسل "أم الكروم".

وقال مدير الثقافة في المحافظة الدكتور منصور الزيود إن أسس اختيار الشخصية استندت الى معيارين، الأول يعنى بمدى تأثير المثقف على المجتمع المحيط به، والتي ثبتت للمحكمين من خلال أعمال الزيودي مثل مسلسل أم الكروم والذي امتد تأثيره لأكثر من 20

عاما وتنبأ بكثير من الاحداث التي تجري الآن في المجتمع، والتجربة المسرحية المتفردة خاصة المسرح التفاعلي والابداعي حاليا. وأضاف منصور، ان المعيار الثاني للاختيار كان عن تأثير المثقف خارجيا، وحجم مشاركاته العربية والدولية حيث كان لمخلد مشاركات غزيرة في الدول العربية والعالمية وأصبح عضوا ورئيسا للجان تحكيم مسرحية عديدة.، مبينا أنه تم استعراض عدد من الأسماء الناشطة على الساحة الثقافية وعرض.

وأشار الى أن في الزرقاء مثقفين يحتاج كل منهم للتكريم والتشجيع ونقل ابداعه وتأثيره للأجيال القادمة إنصافا للمسيرة الثقافية. وفي نهاية الحفل قدم أمين عام وزارة الثقافة هزاع البراري درع شخصية العام الثقافية للعام 2018 للدكتور مخلد الزيود.