القنّاص السياسي.. من هو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح

تعالوا نحدثكم عن ماكينة حضور كان على الدوام قريباً من السياسة والسياسيين، من دون أن يتولى فعليا أي حقيبة وزارية في حكومات الكويت المتعاقبة، وتلك في بلد يتمتّع بحياة سياسية نشطة إلى حد ما تختلف مع كثير من الدول الخليجية النفطية الأخرى. ولديها برلمان منتخب يتمتع بصلاحيات تشريعية، وحراك اجتماعي واقتصادي نشط وبالغ الأثر.

ولد الشيخ مشعل الأحمد الجابر المبارك الصباح الجابر العبد الله بن الأمير صباح الأوّل بن جابر بن سلمان بن أحمد عام 1940 في الكويت، وهو الابن السابع للشيخ أحمد الجابر الصباح، والدته هي مريم مريط الحويلة، وتلقى تعليمه الأولي في المدرسة المباركية، وهي نفسها التي سبق أن التحق بها أخوه الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

قضى الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح عقودا من حياته للعمل في الجهات الأمنية والعسكرية بالكويت، الأمر الذي جعله أحد أهم رجال الأمن بالكويت، ومنحه خبرات أمنية كبيرة سخرها في الحفاظ على مقدرات بلاده وصيانة أمنها واستقرارها.

في رحاب امن الدولة والحرس الوطني

لمن لا يعرف الكويت وكيف تصنع الرجال، دولة ومجتمعاً، يمكنك ان تطلع على تجارب كويتية عميقة يصنع فيها المسؤول على عين الدولة، رعاية وتدريبا.

درس الشيخ مشعل في كلية هندن للشرطة في بريطانيا ومنها عام 1960 تخرج. ليلتحق بوزارة الداخلية ويتدرج في المناصب حتى أصبح رئيساً للمباحث العامة آنذاك برتبة عقيد منذ عام 1967 وحتى عام 1980، وقد تحولت في عهده إلى إدارة "أمن الدولة"، التي لا تزال تعمل بالكويت تحت هذا الاسم.

عام 1977 عيّنه سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح رئيسًا لديوانية شعراء النبط. وأصدر أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح مرسومًا أميريًا عام 2004 بتعيينه نائبًا لرئيس الحرس الوطني بدرجة وزير.

الشيخ مشعل، أو قل الامير، لا يؤمن بالاصلاح طريقا فقط، فالهدف الاصلاحي، ليس خيارا بل استراتيجية يمضي بها الكويتيون جميعا وفي طليعتهم القيادة.

لا يهوى الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح القنص والرحلات البرية، فقط بل هو قنّاص سياسي أيضا، عرف مبكرا كيف يجول في براري عوالم السياسة المعقدة. ونجح.

نجح داخلياً ونجح خارجياً.