تقوم معتقداتنا الموروثة شعبياً على اختلاف يصل إلى ما لا يمكن قبوله عند مراجعته.
فالمثل القائل: أنا وأخوي على إبن عمي وأنا وإبن عمي على الغريب، لا يتفق مع المنطق الذي ينادي بالعدالة بين القريب والغريب وبين عدم تفضيل إنسان على آخر.
في الحالات الطبية الإعجازية هنالك حالة التوأم السيامي وهي حالة قد تشترك في كل شيء إلا في وجود دماغين، و هذا يعني أن المسير مشترك والمصير مشترك والبدء كما النهاية.
لكن ما يميز التوأم هو اختلاف الشخصية رغم التلاصق وعظم التفاهم، فتجد التوأم يغلب أحدهما الاخر في رأيه ويتفقان كثيراً ويختلفان بعض الأحيان.
في حالات سيامية معينة يمكن فصل التوأم جسدياً وفي حالات لا يمكن ويحاول التوأم قبولها رغم خطورة الخطوة التي تكون نسبة نجاحها كفشلها.
الخصوصية هي من دفع التوأم لقبول الخيار الصعب بالانفصال وليس كره الآخر.
في الواقع يوجد توأمة مسير ومصير بين الضفتين، لكن ما يجعل لكل ضفة خصوصيتها ظرف طارئ - و إن طال الزمان فإن الظرف زائل إن شاء الله- من احتلال جبري اختطف النصف ولكنه يطمع بالنصف الاخر وأكثر من ذلك.
ما يمليه علينا ضميرنا هو الإبقاء على قضيتنا في كل جانب فالمشترك هنا مسير وحياة ومصير، فلا يمكن أن تهدأ عمان والقدس تعاني ولا يمكن أن ينتصر الغزاوي والأردني لا يجد قوت يومه.
في كل حالة يوجد خصوصية ولا يمكن أن نغفل ما يحتاجه كل شق من هذا التوأم.
الظرف الدولي والمعاهدات الدولية تفرض علينا جرّاحاً بارعاً يعرف كيفية إبقاء القضيتين حيتين دون مغامرة بأي من الشقيّن ودون أن يحتمل الأمر تضحيات لا نستطيع تسديدها وتثقل كاهل الأجيال القادمة.
اعتقد بأنه مهما طال السفر لا بد من يافا وبياراتها ولكنني أريد الوصول إلى يافا بشقيّن سليمين يسعيان عقب التحرير إلى الوحدة.
نحن مطالبون بالسعي من أجل جميع القضايا التي تهم الأمة.
اللهم تقبل جهاد المرابطين واجعلنا ممن كان معهم ونصرهم بالقول والفعل.