أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

جودة يكتب عن تدهور باص جامعة العلوم: قوانين الوقاية الاحترازية وتفادي الحوادث المميتة


محمد جودة
كاتب أردني مقيم في إيطاليا

جودة يكتب عن تدهور باص جامعة العلوم: قوانين الوقاية الاحترازية وتفادي الحوادث المميتة

محمد جودة
محمد جودة
كاتب أردني مقيم في إيطاليا
مدار الساعة ـ
لقد كانت صدمة كبيرة بالنسبة لي ولكافة المواطنين عند سماع ما حدث بالامس من تدهور باص جامعة العلوم ووفاة 5 طلاب شباب في بداية احلام مستقبلهم ومعهم ربما مستقبل البلد بأسرها.
‎كنت ابحث عن الاسباب وطالبت في بعض المواقع بفتح تحقيق شفاف وصارم لتحديد المسؤوليات حتى لا يذهب ما حصل الى متاهات لا نخرج منها بشيء.
‎لقد كنت متواجدا في الاردن حين صدور القوانين الجديدة للمرور وسمعت الكثير و كباقي الناس لم افهم شيئا اصبحت اشاهد على سبيل المثال الكثير من رجال شرطة المرور على طريق المطار ربما لتنظيم المرور المزدحم دائما وتجد كل واحد منهم يلوح بيده داعيا السائقين بالاستعجال مما يؤدي الى التجاوز عن اليمين وعن الشمال و من كل مكان و لخمة من يخاف من الزحمة. ودور الشرطي في هذه الحالات هو استنشاق كل سموم المركبات المارة وتسهيل حركة المرور عند بعض التقاطعات المكتظة في اوقات الازمات, ولاحظت تركيب الكثير من الكاميرات على طول الشوارع ولكن هل هذه الكاميرات هي فقط لمفاجأة السائق حين يذهب لترخيص سيارته بكمية مخالفات ربما لا يستطيع دفعها فيترك سيارته بما فيها ؟ في اي دولة اوروبية واسمحولي ان اتكلم عن ايطاليا حيث اقمت 50 عاما, عندما تقوم الكاميرا بتصوير مخالفة لسائق فخلال اسبوع تكون قد ارسلت بالبريد الى عنوان المخالف مع الصورة ووصل المخالفة و التوجيه بدفعها خلال ايام من تاريخ الاستلام حتى لا تتضاعف قيمتها وهذا يعطي للكاميرا وظيفتها وهي الامان و الردع للوصول الى الامان. لا ينفع الانتظار ربما سنة كاملة قبل ان يتوجه السائق لترخيص المركبة و معرفة مخالفاته فلن يكون هناك ردع و انما عقاب و هذا ما لا نريده, فبالتوجيه السليم و المخالفة الفورية عند الخطأ يمكن تصحيح المسار.
الان. ما هي قوانين الو قاية الاحترازية حتى نتفادى مرة والى الابد ما حدث مع باص الجامعه ؟ انها مجموعة من المواصفات العملية الاجبارية للمراكب بكافة فئاتها و للطرقات و لطريقة القيادة من يخالفها يدفع فورا و توقف مركبته حتى يتم اصلاح الخطأ. فلنبدأ:
المركبات و الباصات بكافة فئاتها:
الاطارات : يجب ان يكون لكل مركبة طقمين 2 من الاطارات واحد صيفي يتحمل الحرارة و حرارة الشارع وواحد شتوي يتحمل البرودة لدرجات تحت الصفر مانع للانزلاق ,و يتم تبادلها كل 6 اشهر تقريبا او حسب ما تحدده و تراه مناسبا ادارة المرور . حين اتماتم عملية التبديل فان الفني المختص يقوم بفحص الاطارات و عمقها و ما تبقى منها و صلاحيتها و له حدود في ذلك صادرة من ادارة المرور لا يحق له تجاوزها.
ومن يقول الناس ما معها تاكل كيف بدك اياهم يشتروا طقمين عجال ! اقول هذا كلام خاطئ فالسائق لا يشتري فقط طقمين عجال وانما يشتري حياته و حياة غيره وفي النهاية راح يدفعها مخالفات.
ان عمق الكاوشوك على الاطار يحدد مسافة الاستجابة للكوابح فكلما قلت كلما زادت المساحة المطلوبة لايقاف المركبة وهذا ما يسبب الصدمات حين لا يتم احترام مسافة الامان بين المركبات. و بهذه الطريقة نتفادى حوادث الانزلاقات الشتوية او الخروج عن المسار في الطرق السريعة في الصيف. و ننشط العمالة الفنية في مجال الطارات ويجب ان تكون الدوائر الحكومية صارمة في اتخاذ المخالفات المرتفعة لمن لا يحترم هذه القوانين الاحترازية والتي الهدف منها تعويد المواطن على احترام حياته وحياة الاخرين. الردع بالتعويد والتوعية وليس العقاب .
الكوابح و اقراص الفرامل : هناك مواصفات للسماكات المختلفة للاقراص يجب عدم تجاوزها وهذا تعرفه و تحدده ادارة المرور ويجب القيام بفحص الصيانة لها عند الميكانيكية المختصين المعتمدين واصدا شهادة بذلك.
مراكز الفحص والتأهيل: يجب اختيار مراكز ميكانيك فنيين مجهزة بكافة المعدات اللازمة لفحص المركبات الدوري من حيث الاطارات والكوابح و صلاحية المركبة واعتمادها من قبل ادارة المرور و اصدار شهادة بذلك. وهذا يختلف عن فحص المركبة السنوي من اجل الترخيص والهدف منه الحفاظ على المركبات ضمن قوانين السلامة.
طريقة القيادة: عدم التجاوز عن اليمين و لا في اي حال من الاحوال لانها تقوم بلخمة السائق الاخر الذي يجب ان ينتبه لكل انحاء المركبة وهذا يقلل من تركيزه اماما مما يؤدي الى حوادث الاصطدام الامامي. يجب ان يعتاد السائقين ان يركزوا في اتجاهات معينة فقط لتفادي الحوادث. و هنا يدخل دور كاميرات المراقبة و اصدار المخالفات لمن يسببها.
الهواتف والشاشات : يمنع منعا باتا استخدامها عند القيادة . يجب ايقاف المركبة في مكان امن لاستعمال الهواتف و المخالفة يجب ان تكون مرتفعة جدا حتى يحترم الجميع ذلك.
المقاعد الامنة الخاصة بالاطفال: ضرورية وحتى سن العاشرة او طول 150 سم . وظاهرة اخراج الطفل من فتحة السيارة العلوية او وضعه في حضن السائق يجب ان تنتهي تماما من المشهد و اصدار مخالفات مرتفعة مع سحب الرخصة لفترات طويلة. الردع و التوعية وليس العقاب.
الانارة المسائية و صلاحية وسلامة الاضواء: من الضرورة التأكد من سلامة و عمل الانارة لكل المركبة من كافة النواحي و تعييرها عند المختصين حتى تكشف الطريق و لا تضايق من يأتي من الجهة المقابلة و تكشف مكان المركبة في الوقت المناسب.
الطرقات و تخطيطها : لا اطالب الدوائر المختصة بتخطيط ورسم مسارات الشوارع والطرقات كما في اوروبا فربما ليست لديها الميزانية الكافية لذلك ولكن على الاقل يجب تخطيط ممرات المشاة لقطع الشارع خاصة في المناطق التجارية فيجب ان يكون هناك ممر مشاة كل 150/200 متر و الزام السائقين بالتوقف للسماح للمارة بقطع الشارع والا مخالفة اكيدة وان حصل حادث على ممر المشاة بسبب عدم احترام السائق للمارة فهذا يحتاج الى عقاب جنائي وهذا السائق يفقد الرخصة مدى الحياة. الردع والتوعية وليس العقاب. وبهذا لن يعود هناك ضرورة للمطبات العرضية التي تضر بالمركبات و لن يعد هناك حاجة لها الا في بعض الشوارع الكثيرة الاطفال وقليلة المرور. اما بالنسبة للطرقات السريعة كطريق المطار فيجب عمل اما جسور او انفاق للمشاة للتجاوز من ناحية الى اخرى بكل امان.
و يجب على الاقل عمل خط اصفر لا يمكن للسائقين تعديه لانه مخصص لمرور سيارات شرطة المرور و الاسعافات فكم من الناس توفى في الاسعاف لعدم مقدرتها لايصاله الى المستشفيات بسبب ازمات المرور و تجاوز الخط يعرض السائق لمخالفات جمة. والجميع معرض لهذه الظاهرة.
انارة الطرقات المظلمة : خاصة في الشوارع الرئيسية و الخارجية والجبلية الخطيرة و تحزيز الشوارع المحتاجة لذلك منعا للانزلاقات وتحديد السرعات بها ووضع الكاميرات واصدار المخالفات الفورية لمن يخالف.
وفي النهاية هذه مبادئ يمكن البناء عليها وتنفيذها على وجه السرعة حتى نتفادى حوادث شبيهة بما حصل لابتائنا الشباب التي قتلت احلامهم في المستقبل بسبب استهتار سائق او عدم صلاحية الكوابح او الاطارات او حتى صيانة الشارع.
مدار الساعة ـ