حسنا ها قد عبر يوم "الإضراب " والذي مازال دعاته من الخارج مجهولين لدينا ، غير أنه وللاسف تمت الاستجابة له محليا بحجة انها دعوة عالمية للتضامن مع غزة والضغط باتجاه وقف العدوان عليها ، غير أننا لم نشهد في ذلك اليوم سوى ان الاردن وحيدا بهذا الإضراب ، وهنا لابد من سؤال من خسر ومن استفاد من هذا الاضراب ؟
اليوم واذا ما اردنا ان نكون عقلانيين وواقعيين فلابد من تقييم نتائج الاضراب ومراجعة اثارها ، لنتجنب في المستقبل هذه الخديعة التي يبدو انها انطوت علينا وحدنا ، وروج لها ومولها بعض ممن يريدون بنا شرا ويسعون لزعزعة استقرارنا الاقتصادي واحداث شرخ ما بين الموقفين الرسمي و الشعبي وحالة من التشكيك والتخوين ما بين المؤيدين والمعارضين لمثل هذه التصرفات غير المنطقية .
"الاضراب العام " في كل الدنيا لايتم اللجوء اليه الا حين تريد الشعوب الضغط على حكومتها وانظمتها ونحن في الاردن سنجد ان مواقفنا الرسمية وبقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني سباقة بدحر العدوان الاسرائيلي على غزة ، ومن هنا نتساءل لماذا الاضراب في الاردن اصلا و لمصلحة من ؟ ومن استفاد وماذا قدم لغزة ؟ ام ان هناك مؤامرة بتنا نجهل من يقف خلفها ؟ .
نعم الاضراب ينفع ان يكون في كل الدنيا باستثنائنا ، لاننا اول من كسر حصار غزة برا وجوا ، واول من جمد العلاقات و الاتفاقيات مع الاحتلال وطرد سفيرها واغلق سفارتها ، واول من ارسل المساعدات الطبية والمستشفيات الميدانية لغزة ونابلس ، واول من قاد جهودا عربية و شكل لوبي من عدد من الدول العربية للضغط على الدول الداعمة لهذا العدوان ، واول من جاب العالم بدبلوماسية استطاعت ابطال الرواية المضلله للكيان الصهيوني .
اذا فكرنا بصوت العقل سنجد أننا وحدنا المتضررون من الاضراب ، وبنفس الوقت سنجد انه لم يقدم لغزة شيئا ، فتخيلوا ان مئات الملايين من الدنانير خسرها اقتصادنا الوطني خلال هذا اليوم وتعطلت كل اشكال الانتاج وتقطعت ارزاق الالاف من الاردنيين الذين يعملون بالمياومة وعكسنا صورة سلبية عن اقتصادنا امام المستثمرين الاجانب وتسبب بتراجع الايرادات ومعدلات نمو القطاعات وعطل عملية التعافي الاقتصادي التي نعيشها وغيرها الكثير من السلبيات .
خلاصة القول ،ان لا رابح من هذا"الاضراب المشؤوم "سوى اعدائنا الذين يسعون لزعزعتنا اقتصاديا بعدما نجحنا بالمحافظة عليه رغم كل التحديات في السابق ، للنيل منا ومن مواقفنا ومناصرتنا لاهلنا بغزة وذلك لكسر ارادتنا الرافضة لمخططاتهم الرامية لتصفية القضية الفلسطينية على حسابنا ، بينما الخاسر الوحيد من هذه "التصرفات والدعوات " هو الاردن واقتصاده ونحن جميعا ، للاسف هذا ما تقوله النتائج .