من يعتقد أن استقرارنا الاقتصاد والسياسي والاجتماعي بمنأى عن الابتزاز والاستهداف والتربص واهم ولا يعرف ماذا يحاك ضدنا، فكيف يكون استقرارنا وتحديدا الاقتصادي آمنا ونحن نقاوم كل مخططاتهم؟ لهذا بدأت تجتاحنا موجة من الدعوات المشبوهة الهادفة إلى زعزعة استقرارنا، فماذا على الأردنيين أن يفعلوا؟
بالأمس أطلت علينا مواقع مشبوهة يقودها ذباب إلكتروني من الخارج تدعونا إلى «الإضراب العام»، وقبل ذلك إلى «المقاطعة» و"اقتحام السفارات» و"التوجه إلى الحدود» وإشعال الفتنة بين رجال الأمن العام والمعتصمين رفضاً للعدوان الإسرائيلي على غزة.
وهنا لا بد من التساؤل: ماذا سيفيد الإضراب العام؟ من المؤكد أن لا نفع منه، وأنه سيضر باقتصادنا لنصبح كمن يساعد الأعداء على هزّ استقرارنا وكمن يطلق النار على أقدامه، وبهذا نكون سهّلنا للعدو غايته التي تكمن في استغلال حالة التضامن الرسمي والشعبي والتعاطف مع أهلنا في فلسطين المحتلة.
من يعتقد أن قرار «المقاطعة» مثلا يضر فقط بالدول الداعمة للكيان المحتل فهو واهم، فأول المتضررين سيكون اقتصادنا والعاملون في العلامات التجارية التي طالتها حركة المقاطعة والذين أصبحوا عرضة لشبح البطالة من جديد، فلماذا نقبل أن تقطع أرزاقهم وأن تخرب بيوتهم ومستقبلهم رغم تفاقم ظاهرة البطالة؟
الاف العاملين في تلك العلامات التجارية اليوم يقفون بلا حول ولا قوة، منتظرين انتهاء المحنة التي بدأوا بدفع الثمن خلالها بلا سبب أو مبرر مقنع، لينضمّوا مجدداً إلى صفوف المعطلين عن العمل حيث يكمن الخطر الحقيقي الذي يهدد اقتصادنا واستقرارنا أيضاً، غير أن مشكلة هؤلاء مضاعفة؛ إذا ما قورنوا بمن ينتظرون في صفوف البطالة؛ فقد اقترضوا وتزوجوا وفتحوا بيوتا ولديهم مصاريف أبناء وأقساط شهرية.
الجميع أصبح يعلم أن «الدعوات المشبوهة» بدأت تذهب بنا جميعا لمراحل خطيرة قد نشعر بها الآن وربما بعد فترة من الزمن وبشكل تدريجي، فغدا بعضهم يتعامل مع اقتصادنا وكأنه لعبة يقرر متى يلهو بها أو يرميها غير آبه أو مكترث بما سيحصل لاقتصادنا، متسلحا -كدأبه دائما- بالتشكيك والتخوين لمن يرفض أفكاره الهدامة.
خلاصة القول؛ إن على الأردنيين اليوم الدفاع عن وطنهم من كل من يريد بنا شرا، فالوطن أمانة في أعناقنا، وهنا لا بد من أن تسألوا أنفسكم لتعرفوا الحقيقة: بماذا سيفيد الإضراب العام والمقاطعة والهجوم على الحدود واقتحام السفارات ما دامت مواقفنا معروفة وما دمنا نجاهد من أجل نصرة أهلنا في فلسطين في الضفة وغزة.. فلأجل فلسطين فوّتوا عليهم هذه الفرصة.