انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

عناد... اللّي تخاف الخيل طاريه

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2018/07/24 الساعة 20:05
حجم الخط

مدار الساعة - كتب : محمد عبدالكريم الزيود

الله يا عناد ماذا تركت لنا من فخر يا ابن دمي وابن عمي ، وابن الوجع الأردني الذي إقتسمناه ذات ضحى ، إستندْ وإنظرْ لهذه البلاد التي زرعناها يوما طيبا وشجاعة ، يا عناد " يّللي تخاف الخيل طاريه" ، نذكركَ أنتَ وفتية من بني حسن ، وقطعتم قرى الزرقاء مع عيال "الزواهرة" قاصدين دروب العسكرية، يومها صهلتْ البنات بالزغاريد ، " ولفي شاري الموت ولابس عسكري" ، كنت زاهيا بالبدلة الخاكي ، جنديا برتبة فارس، وعلى صدرك عُلّقت أوسمة كنجمات السماء ، وكوشم "السيّال " على خدّ المزيونة ، وها أنا اليوم أقرأ وجهك يا عناد بعد سبعين عاما ، وجهك ما زال نديّا كوجه أبي وقت الصلاة ، واقفا شامخا كالرمح ، عيناك تشعّان حماسة ، وفيك سمرة كتراب موارس " الكمشة " ، حتى عروق يديكَ تضجّان بالأنفة كعروق الزيتون المزروع على روابي وأكتاف "بيرين "، تقبض بيديك النابضتين بالشجاعة على بندقيتك بكل طمأنينة الدنيا ، والأصبع على الزناد ، مخافة أن تسهى عيُنكَ قدر رفّة رمش .

تعال يا فتى وسأسندُ رأسي على رأسكَ ، تعال أصلح لك عقالكَ وقد مال زهوا للنشميات وهُنّ يعبرن دروب الهوى ، فلا تميل يابن بلادي فكتفك نحتاجه، فلا تميل حتى لو مالت الدنيا ، متى كان لنا وللوطن كتفا غير الجيش العربي ، تعال وإرفع عن جبينك هدب شماغك ، وقد نسجته أمّك كقصائد شعر ، شماغا أحمر كالدّم يحضن "الشعار" بين الحاجب والجبين .

يا عناد نذكرك ذات زمان أردني ، كان الجيش العربي حول القدس ، يحمونها بسيوفهم ، وكنت أنتَ تسند ظهرك على أسوارها ، تحرسها من خيبات الزمن وسوء النوايا ، وقد عرفتك طرقاتها وحاراتها وشبابيكها ومساجدها ، والقدس يا عناد مثل الخيل الأصيلة، تعرف فرسانها وتعرف وقع أقدامهم ،وصوت رصاصهم يوم نادى حابس المجالي يوم اللطرون ، فانتفضتم لها وكانت أرواحكم على كفوفكم وأنتم تحدون :

"جيناك يالقدس الشريف

نفديك بدم رقابنا

صهيوني وإرحل يا لعين

هذي البلاد بلادنا .."

فسلام عليك يا عناد ، سلام عليك حيثما ترقد ، سلام على الرفاق الشهداء الذين لم يخذلوا القدس وفلسطين ، سلام على زمن كنتم وستبقون أجمل ما فيه ، نقاءً وبهاءً وشجاعة وفروسية .

مدار الساعة ـ نشر في 2018/07/24 الساعة 20:05