تنساب الكلمات من فيض روح تهيم بتراب أرضها عشقاً من قلب مولعٍ بانتماءاته ونفس تسمو بولاءٍ صادق لراية خالدة اعتنقناها فخراً دون أي رياء أو زيف لنتغنى بها بعلياء في كل مجمع ومحفل بكلمات نَقشت حروفها فوق شغاف الفؤاد كوشم أبدي لا يُمحى ولا يندثر..
((عاش المليك سامياً مقامه خافقاتٍ في المعالي أعلامهُ.. نحن أحرزنا المُنى يوم أحييت لنا نهضة تحفزنا تتسامى فوق هامِ الشُهُبِ.. يا مليك العَربِ لك من خير نبي شرفٌ في النسبِ حدثت عنه بُطون الكتبِ ...))
الأردن بلد الأشراف الأحرار منذ النشأة الأولى إلى يومنا هذا تحت رايتنا الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه حيث شهد لنا التاريخ في طيات صفحاته بالمواقف الرجولية والبطولية التي سطرتها دماء شهدائنا الأبرار في الذود عن قضايا الأمة الإسلامية العربية وبالتصدي للمؤامرات والتآمرات العالمية الإقليمية والمحلية التي سعت دوماً للنيل من وجودنا زعزعة أمننا والعبث باستقرارنا تحت مختلف المسميات. لندفع الثمن باهظاً في أغلب الأحيان لكل موقف سياسي حر أبي شامخ اتخذه الأردن إعلاءً وانتصاراً للحق بطريقة أو بأخرى مع تبعات وضغوطات مختلفة على مر السنين سعت لضرب عصبيّ الحياة الاقتصادية والاجتماعية بشكل أساسي تضييقاً للخناق علينا بهدف فرض الإملاءات الخارجية وأجنداتها الخفية والمعلنة لتحقيق مختلف الأطماع المرجوة في منطقتنا الجغرافية بتغيير واقع الأرض والانسان تهيئة لولادة مسخ مشوه المعالم فاقد للهوية الذاتية بلا أي انتماءات حقيقية متجذرة تحت مسمى الشرق الأوسط الجديد.
كما أننا شهدنا في السنوات الأخيرة الماضية تحديات عدة من كوارث جوائح فتن داخلية وخارجية وحروب منها ما كان تحت مسمى ربيع التغيير الذي لم يأت إلا بخريف وصقيع قاتل في مجمله أفسد و دمر الكثير ولم ينتج عنه إلا شعارات واهية تاهت في مساراتها بلا مصير. لكن برغم كل هذه الصعاب بقي الأردن صامداً عصياً أمام كل المحن بفضل الله أولاً ثم بتآزر قيادتنا الهاشمية الحكيمة وإرادة الشعب الأردني العظيم الواعي المتمسك بولائه والملتف حول قيادته حباً وطواعية عضداً وسنداً في وجه كل المخاطر مع الايمان المطلق بقوة و عزيمة قائد الوطن الأب الحاني جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين الذي سعى دوماً لتحقيق مصالح الوطن العليا و إرساء قواعد بنائه و رفعته تحت شعار (الأردن أولاً).
فمنذ أن اعتلى جلالته العرش الهاشمي عمل جاهداً على احراز التقدم والانجاز في المحاور السياسية الاقتصادية و الاجتماعية فكان الداعم الأول لشباب الوطن بتشجيعهم نحو التعددية الفكرية والانخراط في الأحزاب السياسية و العمل الحزبي. بالإضافة للعمل على تعزيز المنظومة الاقتصادية وتقويتها في سبيل جعل الأردن قوة اقتصادية مستقلة قادرة على تلبية متطلبات جذب الاستثمارات وتفعيلها مع تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة. بالإضافة لدعم جلالته المتواصل للجانب الاجتماعي وتطويره بدعم مشاريع التمكين المجتمعي التدريب والتطوير للأفراد والمؤسسات التابعة للدولة بكافة مجالاتها و على كافة الأصعدة.
كما أن جلالته عمل جاهداً على تعزيز الدور الأردني الدبلوماسي عالمياً و اقليمياً وعربياً لتوحيد الصفوف وترسيخ العلاقات السياسية لخدمة القضايا العربية والإسلامية كافة وبالأخص الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية في القدس الشريف و الدفاع عن القضية الفلسطينية وحقوقها المسلوبة حتى يومنا هذا.
وقد برهنت حرب غزة الحالية بوجه قاطع لا مجال فيه للشك على مدى صلابة الموقف الأردني -المتجانس شعباً وقيادةً- خلف القائد الأعلى جلالة الملك عبدالله الثاني وما بذله من جهود جبارة ضربت بعرض الحائط كل الضغوطات والمراهنات العالمية المنحازة ضد القضية الفلسطينية العادلة.
فمنذ اليوم الأول للحرب الوحشية على غزة وجلالته ماضياً قدماً في تحشيد توفير وتنفيذ الدعم الحقيقي للشعب الفلسطيني على أرض الواقع من دبلوماسية عالمية عربية وقرارات داعمة دولية و مساعدات إغاثية وتأمين المستشفيات الميدانية في عدة مواقع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بإلإضافة للاستجابة للمطالبات الشعبية الأردنية بما يتعلق بالاتفاقيات والمعاهدات مع الكيان الصهيونى مما شكل تناغماً ديموقراطياً شعبياً قيادياً ضُرب فيه المثل المشرف مقارنة مع عدة مشاهد مغايرة في بعض الدول التي تمتلك العديد من المزايا والأوراق الضاغطة التي لو استخدمت بحزم لأحدثت فرقاً واضحاً وايقافاً عاجلاً لحرب الإبادة الجماعية المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني لكن بقي الدور الأردني هو الأكبر الأقوى والأوفى لأشقاء الدم والروح كما هو العهد دوماً بيننا منذ القدم.
عاش المليك.. هو شعار وشعور صادق محب يمثل الوحدة الوطنية الأردنية أرضاً شعباً وقيادة خلال مسيرة مائة عام في ظل الهاشميين الشرفاء من الملك عبدالله الأول بن الحسين (المؤسس) إلى الملك عبدالله الثاني بن الحسين (المعزز) القائد ذي الحنكة الدبلوماسية الفذة والرؤى الثاقبة ملك بني هاشم الذي لم يتوان عن السعي لتحقيق كل ما يمكن من مصالح تخدم الوطن -في ظل المنظومة العالمية بكل ما فيها من تناقضات اختلالات وتباينات لمختلف أنواع القوى- تقدماً نحو رؤية أردن مزدهر ينعم بالأمن والسلام. لذا سنبقى دائماً خلف قيادتنا الهاشمية صفاً واحداً متراصاً متماسكًا ننبذ كل خلافاتنا واختلافاتنا -إن طرأت- لنرفع راية أبدًا لا نحيد عنها ما حيينا بل نوصي بها الأجيال من بعدنا أن تبقى دوماً هي رايتنا الله الوطن المليك تحت الراية الهاشمية. والله دوماً من وراء القصد