أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

ابو زيد يكتب: فلسطين قضيتنا الآن والقدس درتها


زيد ابوزيد
أمين سر المكتب السياسي لحزب العدالة والإصلاح

ابو زيد يكتب: فلسطين قضيتنا الآن والقدس درتها

زيد ابوزيد
زيد ابوزيد
أمين سر المكتب السياسي لحزب العدالة والإصلاح
مدار الساعة ـ
لأني كتبت الكثير في ما حدث في غزة منذ السابع من أكتوبر، أعود للتذكير بما سبق طوفان الاقصى من أحداث والذي انطلق مجلجلًا من غزة ، لنذكر القاريء ماذا حدث في المنطقة وفلسطين قبل طوفان الأقصى.
عندما كان الاقتتال وحروب التجزئه ورسم معالم المنطقه على أوجها ابتداءً من اليمن ومروراً بباب المندب والعراق وسوريا وليبيا ولبنان وغيرها ، لبث الفوضى في كل العالم العربي، كانت الولايات المتحدة الامريكية تتخذ قراراً بالسير في دعم عمليات التطبيع بين الكيان الصهيوني العنصري وبعض الدول في العالم العربي في سياق الوهم أن السلام يمكن تحقيقه بمشاريع التطبيع المجانية ، وفي حالة الضعف العربي اتخذ الرئيس الأمريكي السابق ترامب قرارا بنقل سفارة أمريكا من تل أبيب الى القدس في حلقة دعمه المتواصل لإسرائيل، وأعتقد البعض بأن القضية الفلسطينية قد انتهت وبقيت بعض الرتوش البسيطة حتى تندمج إسرائيل في العالم العربي ،فازدادت عمليات الاقتحام والاعتداءات على الأقصى من قطعان المستوطنين ،واقامة الاحتفالات في ساحاته، كما استمرت اقتحامات المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وتوسيع المستوطنات ، والاستيلاء على منازل المقدسيين وزيارات الإسرائيلين الى العالم العربي وإقامة الاحتفالات بما سمي اتفاقية ابراهام ، وعندما أعتقد الجميع أن الأمر استقر للعدو الصهيوني في الضفة الغربية والعالم العربي المستسلم للأمر الواقع وعمليات التطبيع صامتًا عن ما يحدث في الأقصى والضفة من أفعال يقودها نتن ياهو وبن غفير وباقي عصابة القتل، كانت غزة على الموعد لتقول القدس خط أحمر وإياكم من العبث، وارتفع الصوت الأردني أيضًا كعادته وهو صاحب الوصاية الهاشمية على مقدسات فلسطين رسميًا بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني محذرًا إسرائيل من الاعتداءات وان هذه الأفعال ستفجر المنطقة وسيهب الشعب الفلسطيني المقاوم للدفاع عن مقدساته، ولكن الكيان الصهيوني لم يستمع، فكانت المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني على الموعد في السابع من أكتوبر ويحدث الزلزال في عمق الكيان الصهيوني من غزة العزة في عمليات نوعية ستبقى الاكاديميات العسكرية تحللها لسنوات فالتنفيذ من المقاومة الفلسطينية كان معجزة في التخطيط والتنفيذ مع عدو يصنف نفسه بأنه اقوى دول المنطقة تسليحًا وتكنولوجيًا و انّ جيش الإحتلال الصهيوني جيش لا يقهر فكانت مشاهد العملية المسماة طوفان الأقصى عنوانًا لمستقبل هذا الكيان إذا استمر في قتله وتشريده وتهجيره لأبناء الشعب الفلسطيني وقتل الأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال وكان الحدث العظيم يحطم الاسطورة ويعيد صياغة المشهد من جديد.
من جديد أعود للماضي لأني كتبت عن أحداث الساعة كثيرا ولا أريد تكرار ذات المواقف والجمل، فمنذ صدور قرارات الشرعية الدولية بقراراتها الظالمة بمنح إسرائيل دولة إلى جانب دولة فلسطين، وبعد أعوام من الصراع، وافقت معظم الدول العربية على مشروع سلام يمنح الشعب الفلسطيني دولة مستقلة وعاصمتها القدس، والانسحاب الإسرائيلي من أراضي محتلة سورية ولبنانية واردنية وأن تكون حدود دولة فلسطين حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧، إضافة إلى حق العودة للفلسطينيين والتعويض معًا، وعقدت مؤتمرات واتفاقيات وكانت الترجمة لكل ذلك منح الفلسطينين سلطة محدودة بدلا من الدولة، واستمرت عمليات التهويد والتشريد والاستيطان، بل وحصار غزة وانتهاك يومي للضفة الغربية والمقدسات والعالم صامت ولا ينفذ قرارات شرعيته الدولية، وعربيا أعلنت إسرائيل ضم الجولان المحتل من طرف واحد ولم تمنح لبنان حقوقه المشروعة، وكان واضحًا أن الصراع لم يغلق، ورغم ذلك وفي ظل تشرذم الحالة العربية والصراع العربي_ العربي ظهرت مشاريع التطبيع العربي الصهيوني المجانية وكانت الأعين تتوجس من المستقبل لأن المقدمات تشير الى انفجار قادم كانت جولاته السابقة من ٢٠٠٦،و٢٠١٤، وبعض الجولات الأخرى دليلًا أن الأمور لن تستقر للكيان الصهيوني العنصري الذي كان يزداد تطرفًا وأصبحت بوادر الانفجار على وشك أن تبدأ رغم الحالة العربية والإسلامية الممزقة.
وإذا كان الحديث عن المصالحة وإيجابية اللقاءات التي تتم بين الدول العربية تسر المواطن العربي الذي مل الصراع والانفصال والفرقة، فإن القدس والأقصى لن تنتظر، فالتهويد يتم لكل شيء على قدم وساق، والمؤامرة تكبر، والمخطط يتم على الأرض بينما أحلامنا تتكسر حلماً حلماً في الخروج من عنق الزجاجه اقليمياً، وفلسطين التي تستصرخ عروبه الامة واقفة مشدوهة على حال الامة.
وهنا فان ما يجري في القدس له بعد سياسي يتعلق بأي تسوية قادمة لجهة تصفية القضية الفلسطينية، وهوما يتطلب وحدة الموقف الفلسطيني لإنهاء حالة الانقسام والإسراع بتسوية الخلافات للتصدي للاحتلال، وقف التنسيق بين السلطة والكيان الصهيوني المحتل.
فكان طوفان الاقصى وما جرى يوم السابع من أكتوبر رد فعل على أفعال الكيان الصهيوني العنصري المتطرف الإرهابي وليس فعلا منعزلا، رغم كل التضحيات الهائلة التي قدمها الشعب الفلسطيني وأهل غزة بشكل خاص، والذين خاضوا حربًا بالنيابة عن كل الامة دفاعا عن فلسطين والأقصى.
إن الواجب يدعو الجميع الى تحمل مسؤولياته اتجاه القدس وإدارة علاقاته مع الإدارة الأمريكية على أساس مصالح الشعب الفلسطيني في القدس وفلسطين، ولا بد من وقفة للجماهير العربية والإسلامية تنسى فيها تناقضات المرحله وتوجهها الى التضامن مع الشعب الفلسطيني.
اما الولايات المتحدة الأمريكية فعليها ان تعي ان ازمات المنطقه لها ارتباط كبير بموقفها من قضية فلسطين فهي قضية العرب والمسلمين الاولى وعليها ان تتوقف عن بيع الكلام للشعب الفلسطيني واتخاذ القرارات الخرقاء، فالشعب الفلسطيني والأمة العربية لن يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه ما يحصل في القدس وفلسطين.
ان المخطط الشيطاني بدعم نتنياهو في حربه الاجرامية على غزة، ودعم حكومته لتهويد القدس نكبة ستصيب مستقبل الشعب الفلسطيني وطموحه المشروع في بناء الدولة المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس، ولا مجال للسكوت عنه لفرض واقع صهيوني على القدس وأهلها العرب.
وهذا يتطلب من الدول العربية والإسلامية الوفاق والاتفاق على قضايا الشعب الفلسطيني دون تنازل عن الثوابت، ومعالجة الاختلالات في بنية النظام السياسي الفلسطيني حتى لا يبقى أسيرا لحالة الاستقطاب السياسي ، وبقدر توسيع دائرة المساهمة والمشاركة تمهيداً لبناء نظام سياسي بعيداً عن الاستقطاب والمحاصصة السياسية التي أعادت الشعب الفلسطيني إلى الوراء في ضوء سياسة صهيونية لا ترحم، ولا تلتفت إلى أي ممانعة أو احتجاج، فالدولة الصهيونية مصرِة على سلب الأرض وتهويدها ، وصهر القدس وصهينتها كعاصمة أبدية للكيان الوافد المصطنع ،القائم على امتهان الإنسان الفلسطيني وسحق كرامته ، ومصادرة أرضه.
واخيراً، فاننا نطالب المؤسسات البرلمانية العربية والإسلامية والإقليمية والدولية وكل المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني إلى تحمل مسؤوليتها التاريخية والإنسانية بوقف الحرب فورا على غزة وإدخال المساعدات بشكل مستدام، وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه وإقامة دولته الفلسطينية على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف، غير ناسين للولاية الهاشمية على الاقصى واوقاف القدس مما يتطلب دوراً اردنياً نوعياً مبادراً.
وإلى الشعب الفلسطيني نقول:
أيها الصابر لا تنكسر
أيها الثائر المكابر لن تنكسر
عليك تتوقف المعاني
فالحرية أنت
والكبرياء أنت
ولا أحد غيرك يحسن شرح المعاني
يا من تمسك الأرض من أطرافها الأخيرة
يا من توسع معنى الوطن وبأكثر من صورة
كم اقتلعوك وكم دمروك وشردوك وسجنوك وصلبوك
وكم فصلوك عن بعضك وكم أحرقوك وحرموك من زيارة ذاتك الممزقة
وكم قيدوك وكم أبعدوك وكم وكم
ولكن في النهاية لا بد لهم من الجنون فوحدك الباقي على الأرض
ووحدك الصامد في الحياة.
مدار الساعة ـ