مدار الساعة - أكد عضو غرفة صناعة عمان الكاتب الاقتصادي المهندس موسى الساكت، أن عدوان الاحتلال على قطاع غزة هو عدوان سياسي اقتصادي ديموغرافي، وليس ردا على ما حصل في 7 أكتوبر.
وقال الساكت خلال استضافته على شاشة التلفزيون الأردني، مساء الثلاثاء، أن "الحرب على قطاع غزة لن تتوقف إلا في حال وصول الكيان لأهدافه المعلنة، وفي ذات الوقت أن استمرار العدوان له خسائر اقتصادية وسياسية على الاحتلال"، فكلما طال أمد الحرب ارتفعت قيمة الخسائر، وأزاحت اليمين المتطرف عن المشهد السياسي.
وأضاف الساكت "أعتقد أن لا حرب دون أهداف اقتصادية، حيث أن مطامع الاحتلال الاقتصادية ظاهرة على بقية المطامع، منها أن تصبح إسرائيل دولة قوية اقتصاديا يعتمد الغرب عليها بالغاز والطاقة"، بحسب الساكت.
وكشف الساكت "أننا سمعنا عن شرق أوسط جديد خلال السنوات الماضية، واليوم نرى بوادر ظهوره، فالعدوان على غزة له خمسة مخاطر اقتصادية كبيرة، منها ارتفاع أسعار النفط مما سينعكس سلبا على الغذاء وإمدادات الطاقة، بالإضافة لمشكلة التضخم والتي ستثقل كاهل الاقتصادات الناشئة، وارتفاع أزمة الديون العالمية، وخسائر أسواق الأوراق المالية العالمية والمحلية والإقليمية، وتراجع التجارة العالمية وكذلك الممرات المائية، وهذه المخاطر بطبيعة الحال ليست لصالح الولايات المتحدة وأوروبا".
وألمح الساكت إلى حاجة العالم العربي لتغيير نهجه الاقتصادي والسياسي بعد انتهاء العدوان على القطاع، فبحسب المؤشرات فإننا نتجه نحو عالم جديد تقوده القوى الغربية وبنكهة اقتصادية استعمارية جديدة، مشددا على ضرورة أن يخلق العالم العربي مشروعا اقتصاديا خاصا به، لا سيما أن هذه الفرصة المناسبة لذلك، فالمستقبل العربي الاقتصادي على المحك.
وحول القوة التدميرية لدى الاحتلال، أوضح الساكت أنها لا تعني شيئا من دون وجود قوة اقتصادية، فالكيان يتعرض لشلل اقتصادي شبه كامل كونه يعتمد على المساعدات الأمريكية التي تخضع لمحددات، مع وجود خسائر ألحقت بقطاع السياحة، وارتفاع تكلفة الحرب إلى حد بعيد، بالإضافة لهروب كبير لرؤوس الأموال وهروب العمالة من مختلف القطاعات، واليوم فإن شعوباً في البلدان الديمقراطية لها رأي فيما يتعلق بالوجهة السياسية والاقتصادية، لذلك لا بد أن ينصاع الحاكم بالنهاية لرغبة الشعب، وبتنا نشهد مظاهرات مليونية في دول الغرب مؤيدة للقضية الفلسطينية، وفقا للساكت.
ولفت الساكت إلى أمرين لم يشهدهما العالم من قبل، هما تغيير في رأي الشباب وتحديدا في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث أصبحوا يسيرون ضد حكوماتهم ونهجها وتنديدهم بأفعال الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، والأمر الثاني أن أوروبا تشهد ركودا وتراجعا واضحا لصادراتها إلى الشرق الأوسط، وهذا يؤثر فيها اقتصاديا.
وأشار الساكت لوجود تخبط واضح في الإدارة الأمريكية، وفي الحكومة الإسرائيلية، وبعد 60 يوما لم يتوقعوا هذه النتائج من صمود واضح للمقاومة، وهناك رياح تغيير إذا لم نستثمرها فسنخسر كل شيء، وإذا لم يكن لدينا موقف عربي واضح وموحد سيكون الدور القادم على الدول العربية.
واختتم المهندس موسى الساكت بالتأكيد على أن الأردن في طليعة الداعمين للأهل في غزة، وكل فلسطين بقيادة جلالة الملك وانسجام الشعب مع قيادته وتقديم ما بوسعهم نصرة لقطاع غزة، ولا بد من التفكير حاليا بما بعد العدوان، فأمامنا تحديات مقبلة، مع ضرورة مراجعة بوصلة الأردن الاقتصادية، ومراجعة سياسية صندوق النقد الدولي، لا سيما أن الأردن قادر على تجاوز أي معيقات في ظل وجود خطط واضحة.