تلعب لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية "آيباك" دور محاكم التفتيش التي تصدر فرمانات الحرمان وصكوكَ الغفران.
فقد اعلنت "آيباك" أنها سوف تنفق 100 مليون دولار العام المقبل، لإطاحة المشرعين الأميركيين الذين يدعون إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة !!
النواب والشيوخ في المجلسين القادمين، والرئيس الأميركي ونائبه، سيكونون أكثر يهودية وصهيونية مما هم عليه الآن !!
المشرعون الأميركان الذين يدعمون "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس"، وطالبوا فقط بوقف إطلاق النار، "ستعاقبهم إسرائيل عبر واجهتها "آيباك"، وستدعم منافسيهم في الانتخابات !!
المفارقة أن 40% من أنصار نتنياهو يؤيدون وقف إطلاق النار، ويعارضه 30% من أنصاره !! في حين أن 54% يؤيدون وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإفراج حماس عن الرهائن، مقابل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، حسب استطلاع نشرته صحيفة "معاريف" الجمعة.
لقد تم نشر أسماء أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين، الذين يتلقون أموالاً طائلة لدعمهم في الانتخابات، من اللوبي اليهودي الأميركي، المتحكم في السياسات الأمريكية وخصوصا السياسة الخارجية.
ورغم تلك الضغوط اليهودية، فإن 28 عضواً ديمقراطياً في مجلس الشيوخ أصدروا بياناً يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، وضرورة تفادي التصعيد.
ومن بين الأسماء الموقعة على البيان: رئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ ديك ديربن، ورئيس لجنة الاستخبارات مارك وارنر، والسيناتور العريق بيرني ساندرز.
كما أصدر 8 أعضاء من مجلس النواب بياناً دعوا فيه إلى وقف فوري لإطلاق النار.
ومعلوم أن كونداليزا رايس وزيرة خارجية أميركا السابقة كانت ترسل أوراق طالبي التعيين في مكتبها إلى السفارة الإسرائيلية في واشنطن تطلب منها التشييك عليها قبل الموافقة على تعيينهم !! كما ورد في كتاب "مستشار الملك" لجاك اوكونيل مدير محطة C.I.A الأسبق في عَمّان.
ان هذه الهيمنة اليهودية على السياسات الأمريكية، التي تحمي وتموّل إسرائيل، تحتاج إلى ان تقابلها قوى ضغط الجاليات العربية والاسلامية، المٌمَكّنة مالياً وإعلامياً، كي يخف تأثير السيطرة اليهودية على مركز القرار العالمي، فالمال اليهودي أحد أسباب الدعم الأميركي المطلق لإسرائيل.