عند التخطيط لادارة الحرب لابد من ضرورة انسجام الاهداف السياسية مع الاهداف العسكرية ، حيث الحرب هي اداة من ادوات السياسة، ولابد من تحويل الاهداف السياسية الى اهداف عسكرية قابلة للتنفيذ، والتي يجب ان تكون شرعية لتلقى التأييد من الدول الداعمة والمؤيدة للحرب ، والا ستتحول الدول الداعمة للحرب الى دول معارضة لها، من خلال ضغط الشعوب واتساع مسرح الحرب.
من خلال دراسة اهداف الحرب على غزة لابد من معرفة الحقائق التالية:
- ارادة القتال وشرعيته من قبل المقاومة وكل مقاتل يشكل وحدة قتال مستقلة تخطيطا وتنفيذا وادارة.
- الاعداد المسبق ومعرفة البيئة المحلية من قبل المقاومة.
- الايمان المطلق لدى المقاومة باغتصاب وطنهم فلسطين من قبل العدو الصهيوني ويقاتل من اجل اعادتها ، ولكن العدو الصهيوني يقاتل من اجل المال والرفاهية.
- العدو الصهيوني يستخدم القوة في تحقيق اهدافه غير الشرعية ولايراعي الحقوق الانسانية والمواثيق الدولية في ادارة الحرب.
- دعم الدول العظمى للكيان الصهيوني كونه يمثل اداة ووسيلة تهديد لدول الاقليم .
ــــ تحقيق انتصارات في الحروب السابقة، على دول تمتك جيوش مدربة ومسلحة باحدث الاسلحة زاد من تمادي وغطرسة القادة الصهاينه .
من خلال دراسة بعض الحقائق المتعلقة في عملية طوفان الاقصى قد نصل الى التحليل المختصر التالي:
ـــ ـ عندما ننظر الى استمرار الحرب لاكثر من شهرين، وتحمل الخسائر والتدمير والابادة من قبل المقاومة والشعب في غزه، التي لا تمتلك سوا الارادة ضد جيش من احدث جيوش العالم تدريبا وتسليحا ، هو انتصار ساحق.
ـــ عدم وجود هدف منطقي ومحدد يمكن تطبيقة للعدو الصهيوني ، والتخبط في التخطيط الاستراتيجي للحرب، وضعف ارادة القتال لدى الجندي الصهيوني. هذا ما حصل عندما لم تستجب السرية لقائدها ونائبه في تنفيذ هجومها على شمال قطاع غزة.
ـــ ـ اطالة مدة الحرب ، كشفت عورة العدو الصهيوني وضعف ارادة القتال لديهم.
ـــ ـ كثرة الاصابات وفقدان بعض القادة وكثرة الخسائر في القوى البشرية لدى العدو الصهيوني ، رفع من معنويات المقاومة ، وكشفت عورة العدو بانه دوله غير مؤثرة ولا يعتمد عليها في تحقيق اهداف الدول العظمى الداعمة لها في تهديد المنطقة.
ـــ ـ كشفت الحرب زيف انتصارات الجيش الصهيوني في الحروب السابقة.
من خلال ما ورد اعلاه نستنتج ما يلي من وجهة نظرالكاتب:
ـــ ـ ستنتهي الحرب بانتصار المقاومة الفلسطينية ، لكونها عرفت اين مواقع القوة والضعف لدى العدو الصهيوني والايمان المطلق بشرعية اهدافهم والمتمثلة باعادة وطنهم المغتصب .
ـــ طول مدة الحرب لاكثر من شهرين اثبتت بطلان وزيف مقولة الجيش الذي لايقهر ، واثبتت للمقاومة بان هدفهم سيتحقق وانهم يقاتلوا عدو جبان هدفه التدمير والخراب وقتل الاطفال والنساء.
ــــ اطالة مدة الحرب جعلت من بعض الدول الداعمة لاسرائيل تتراجع عن دعمها ، بسبب ضغط الشارع ومعرفة الحقيقة من قبل شعوب هذه الدول.
- هناك عدم توافق بين القادة السياسين والعسكريين الصهاينه في التخطيط وادارة الحرب وتحويل الاهداف السياسية الى اهداف عسكرية.
ـــ عدم شرعية الاهداف والظلم والغطرسة في التدمير والقتل والتخبط في تنفيذ ذلك سيؤدي الى اتساع مسرح الحرب وسوف تكون مصالح اسرائيل والدول المساندة لها مهددة في معظم انحاء دول العالم.
لذلك عند التخطيط لادارة الحرب مستقبلا في اي دولة يرى الكاتب ضرورة مراعات مايلي:
- القتال بمجموعات صغيرة واستخدام الانفاق، يحقق النصر لذلك يجب ان يكون من ضمن الخطط الاستراتيجية في الاعداد للحرب.
ــــ الارادة والتصميم والثقة والسرية بما تمتلك ، وادارة الامكانيات والموارد المتاحة تحقق الهدف.
ـــ مهما كانت الخسائر في الموارد البشرية والانشاءات لا تضعف من ارادة القتال.
ــــ من اسباب فشل الحرب عدم تحويل الاهداف السياسية الى اهداف عسكرية، علما بان الحرب هي اداة من ادوات السياسة .
ـــ ـ القوة تجبر العدو على الجلوس على طاولة التفاوض.
ـــ التخطيط لادارة وهندسة الموارد البشرية ، تساهم في اعداد الامة للحرب، وهي من اهم عناصر قوة الدولة.