يقاوم الفلسطيني وفق قيم وعقيدة ودوافع، تجعل موته حياة.
يغني الفلسطينيون: «هبّت النار والبارود غنّى».
البارود الذي يحمل الموت، هو أغنية بالنسبة للفلسطينيين !!
وتعزي الفلسطينياتُ أمَّ الشهيد، بالأغاني:
«يا أم الشهيد نيالك،
ياريت أمي بدالك».
هذا اليقين المطلق بأن الشهادة حياة وجنة وخلود، الوافر المتوفر لدى المسلم يجعله مِقداماً اقتحامياً يطلب الشهادة، التي هي طريقه إلى الفوز برضى رب العالمين.
هذا اليقين هو الذي يصنع المقاومة البطلة منذ عشرات العقود، وهو الذي دفع الشبابَ، طوفاناً كاسحاً حقق نصراً عظيماً، تم بتخطيط ماكرٍ داهيةٍ عبقري، هشّم هالة إسرائيل الأمنية والعسكرية والسياسية المحشوة خيلاء وغروراً واستعلاءً.
لقد جعل «الطوفانُ» كلفةَ الاحتلال الإسرائيلي باهظة جداً، أسفر عن ارتدادات سلبية على إسرائيل، التي وهي تخطط لتهجير الفلسطينيين، فوجئت بهجرة إسرائيلية مضادة، وتوقف تدفق المهاجرين اليهود إليها.
ونجم عن عملية طوفان الأقصى بروز ظاهرة النازحين واللاجئين الإسرائيليين لأول مرة من بلدات «غلاف غزة» وعدد مستوطنيها 37 ألفا، في مناطق أشكول وأشكلون وساعر هنيغف، علاوة على تهجير مستوطني المستعمرات القريبة من الحدود اللبنانية الفلسطينية.
إن التلويح بإدارة أو احتلال أو استيطان أو استعمار قطاع غزة مجددا، هو إنكار للدروس المريرة التي تلقاها كيان الاحتلال الإسرائيلي في هذه البقعة الضيقة التي لا تتجاوز مساحتها 365 كيلومتراً مربعاً.
فقد أدت ضربات المقاومة الفلسطينية إلى فرار الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005. حيث فكك الإرهابي شارون رئيس وزراء إسرائيل، المستوطنات، وأخلى معسكرات الجيش من قطاع غزة، فانتهى الوجود الاستيطاني الإسرائيلي بإعلان إنهاء الحكم العسكري الإسرائيلي في القطاع.
إن طوفانات أعتى عصفاً وأشد ضراوة وأعمق إيلاماً، ستندلع بعد طوفان الاقصى،
فلن تتوقف المقاومة الفلسطينية رغم فداحة التضحيات وجلالها، إلى ان يتم النصر الكامل والتحرير.
لقد حطّت على الأشقاء الفلسطينيين، الأهوالُ التي تزلزل القلوب وتضعضع الشعوب.
قال تعالى: {مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ ، أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}. ودائما صدق الله العظيم.