ومن هذه الشواهد التي نراها اليوم نجد ان هذه المقولة تنسحب على حياتنا بشكل مطلق فلو استعرضنا تجارب المعاناة التي مرت فيها كثير من شعوب العالم التي عانت سطوة الظلم والدموية والوحشية دفاعا عن حقها المشروع في الحياة، نجد ان النصر في النهاية للارادة الباحثة عن الحق مهما اشتد الظلام ومهما طال الظلم، وشاهدنا في هذا الحديث ما يجري اليوم في غزة حيث ان الكثير من المتابعين لما يحدث في غزة من ظلم وجور وتهجير ، الا انني على ثقة ويقين مطلق ان في خباياها سيولد فجرا جديدا واية من ايات الصمود التي ستبني الغد لاجيال عانت وتحملت كثيرا وغرست ارادة تتجذر في أرض الاجداد.

ان ما يحدث في غزة دليل على محاولة الاحتلال الصهيوني الغاشم تهجير أهلها وفرض العقاب الجماعي على الابرياء العزل في محاولة همجية للسيطرة على الرأي العام والارادة الدولية وتوجيه الفكر الجمعي للدول المؤثرة للسكوت عن جرائم الاحتلال وربما الدفاع عنها او المشاركة فيها.

ومع كل ما يعتصر القلب من الم الا ان الحرب لا تزال حرب وجود لا حرب حدود بين سارق للارض وصاحبها ، بين الظالم و صاحب للحق.

ان الصمود الذي ابدته غزة امام انظار العالم والمعاملة الانسانية التي عاملت بها الاسرى باخلاق الابطال ادت بلا شك الى تغيير الرأي العالمي المتحيز وجعلت شعوب هذه الدول تضغط على حكوماتها لاعادة النظر في مواقفها وصمتها عن ما يحدث في غزة رغم ان مواقف هذه الدول منذ بداية قيام الدولة الصهيونية كانت داعمة للكيان وتعطيه الضوء الاخضر وتحميه من اي مسؤولية جنائية.

لكن جاء اليوم كنتاج لهذا الالم والقتل الذي ينصف فيه ابناء غزة الابطال من قبل هذه الشعوب الصامتة لترفع صوتها عاليا بالضغط على دولها لتغيير مواقفها ومحاسبة الاحتلال الهمجي وهذا بحد ذاته احد اهم اوجه الانتصار.

وختاما، سيبني اطفال غزة الابطال في يوم النصر نصبا تذكاريا للالام التي كانت مفاتيح الفرج وبوابات الانتصار.