وحضر الحفل رئيس الوزراء الأسبق رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز والوزير وجيه عزايزة وأمين عمان الدكتور يوسف الشواربة وكبار المسؤولين والأكاديميين ورجال السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي في المملكة.
والقى سعادة سفير سلطنة عمان في الأردن الشيخ فهد بن عبد الرحمن بن أحمد العجيلي كلمة أكد فيها عمق العلاقات التي تربط بين مسقط وعمان في ظل قيادة البلدين الشقيقين.
كما أكد على موقف بلاده على دور الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية والوضع التاريخي والقانوني القائم فيها.
وأكد السفير العجيلي على موقف بلاده الثابت في دعم الحق المشروع للشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة وتقرير المصير.
وقال إن ما يتعرض له قطاع غزة من عدوان إسرائيلي غاشم وعشواني، ووقوع آلاف الضحايا الأبرياء، والدمار الواسع للبنى الأساسية والمنشآت الخدمية والإنسانية والمساكن، ونزوح مئات الآلاف من مناطق نشأتهم، وفقدانهم لأحبائهم وأقربائهم، قد تجاوز بشكل سافر وصارخ كل المبررات والذرائع والأخلاق والقيم الإنسانية.
وشدد على أن الجميع مطالب اليوم بوقفة صدق مع ضميره الإنساني، والعمل بكل ما بمقدوره لإيقاف فوري لهذه الحرب العبثية، وفتح الممرات الآمنة لدخول المساعدات الإغاثية لقطاع غزة، وتكثيف العمل السياسي في مناشدة المجتمع الدولي القيام بواجبه الأخلاقي والقانوني.
وتابع: لقد أثبت التاريخ إستحالة وجود حل عسكري للقضية الفلسطينية، فالحل الوحيد يكمن في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع للأراضي في فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، تطبيقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة في هذا الشأن، وإرساء لحل الدولتين وكذلك كما نصت عليه مبادرة السلام العربية.
وقال الشيخ فهد بن عبد الرحمن بن أحمد العجيلي: إننا في سلطنة عمان ئؤكد سعينا الدائم بكل طاقاتنا وإمكانياتنا للإسهام في خدمة قضايا الأمن والسلام على المستويات الإقليمية والدولية كافة، مؤمنين بأئنا جزء من هذا العالم المترابط، نتشارك مع شعوبه في المصالح والمصير، وعليه فإن الوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية العادلة قد أصبح فرض عين على كل ذي ضمير حي في عالمنا المعاصر، كما تؤكد سلطنة عمان دائماً على دور الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية والوضع التاريخي والقانوني القائم فيها.
وقال الشيخ فهد العجيلي في كلمته: لقد دأبت بلادي سلطنة غمان على الاحتفاء بعيدها الوطني عاما بعد عام، إستحضارا للماضي، ومعايشة للحاضر وإستلهاما للمستقبل، وحشدا للهمم
وتخليدا للقيم، وتجديدا للعمل الوطني في مختلف الميادين والمسارات.
وأضاف: تتمتع سلطنة عمان والمملكة الأردنية الهاشمية بعلاقات تاريخية أخوية عميقة، حيث تتميز هذه العلاقة بين البلدين الشقيقين بالتعاون المشترك في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية
والعسكرية والأمنية، وتسعى سفارة سلطنة عمان في العاصمة الأردنية عمّان إلى تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين من خلال العمل على الاستفادة من الفرص المتاحة في جميع المجالات الاقتصادية والتجارية وغيرها من القطاعات، كما تحرص السفارة على تعزيز التعاون بين البلدين في المجال الأكاديمي والتبادل الطلابي، مما جعل الجامعات الأردنية قبلة للعديد من الطلبة العُمانيين والذين تجاوز عددهم 2400 طالب وطالبة ملتحقين بالدراسة النظامية في كافة التخصصات.
وشدد السفير الشيخ فهد بن عبد الرحمن بن أحمد العجيلي على أن البلدين الشقيقين معا يستمران في العمل على تبادل الخبرات في كافة المجالات، وفي تنظيم مختلف الفعاليات الثقافية مثل المعارض والمهرجانات
وغيرها من الأنشطة.
وتحت عنوان تحايا الوفاء ألقى الشاعر العُماني حمود بن علي بن سيف العيسري قصيدة، حملت معاني ودلالات عميقة، وقال فيها:
في حضرة المعنى وقفت طويـــ ـلا
متحيّرًا متأمـــ ـلاً مذهـــ ـولا
****
ماذا أسطِّرُ والشوارد كوثـــ ـــ ـــر
يجري ويستسقي البيانَ هَطولا
****
والواردات من المعاني مـــ ـــوردٌ
ينثال من سكب الشغاف سيولا
****
لِمْ لا ووجه عُمان يشرق في المدى
شمسًا ويُشرق في الحشا قنديلا
فإذا ذكرتُ عُمان ترقص أحرفـــي
طربًا ونبضي يستحيل هديـــلا
****
وإذا مدحت عُمان أشعـــ ــر مُوقِناً
يعْتَمُّ زَهْوًا مِفرقي إكليـــ ــــلا
****
يا موطني شـــ ـــرف عظيم باذخٌ
أن أمتطي خيل القصيد قليـــلا
****
وأصوغ من روحــــي قلائد مِدْحةٍ
لعمانَ كالعقد النظيم جميـــ ـلا
****
وطني وحبُّك في منابت أضلعـــي
روض نما في الخافقَين خميـلا
وطني وهذي مقلتي أنزل بـــ ــها
حَلّق بها عرض السماء وطولا
****
وطني وأنت النبض يخفق في دمي
وأنا المتيم في الهوى متبــــولا
****
ستظل هَمِّي في السماء وهِمّتــــي
في الأرض ما لك يا عُمان مثيلا
****
يا موطني وأنا لسانك شاعـــ ـر
والشعر أحياناً يكون رســـ ـــ ولا
****
دعني أبوح هنا ببعض مشاعري
(بعض الهوى لا يقبل التأجيـــ لا)
الأردن السامي ولست مبالغـــ ـاً
بلدي وظلاً في العيون ظليـــ ـــلا
****
منها نهلت العلم آلافٌ معـــ ـــي
نهلوا ولا زال الندى موصـــ ـولا
****
وأقول شكرًا والحناجر كلهـــ ــا
بالحمد تجأرُ للعطـــ ــــا مبـذولا
****
قابوس والملك الحسين تكاتفـــ ا
جعلا جسور العُدْوَتين سبيـــ ــلا
****
شكرًا هنا للهاشميين الأولـــ ـــى
بذلوا وكانوا للفخار دليـــ ـــ ــلا
السابقين إلى المحامـــ د والذّرى
حكمًا رشيدًا عادلاً مســـ ــــؤولا
****
الهاشميون الأولى أنسابهـــ ــــم
تنمـــ ى إلى آل النبــــي قبيــــلا
****
من كابر عن كابر ورثوا العــلا
سيفاً إذا جار الزمان صقيـــ ــلا
****
إنَّ (الوصايهْ) موثق ووديعـــ ةٌ
والهاشميون الحماة الأولـــ ـــى
****
صانوا الأمانة مخلصين وقدّموا
من أجلها المرجو والمأمـــ ولا
فلهم من الله العظيم مفـــ ــــازةً
تُجْزَى وتُتلى بكرةً وأصيـــ ـلا
****
وأقول قبل الختم يا بلد الوفـــ ا
الأردن كف الأمّتين الطولــــى
****
القدس لن تنسى مواقفك التي
سطّرتها ووفاءك المبـــ ــذولا
****
واصل مسيرك في الفداء ممجدًا
سترى أمام الركب جبرائيـــلا
****
عما قريب سوف نسمع هاتفــاً
للنصر يستبق المدى تهليـــ لا
أرْدُنَّنَا إنّا نعدُّكَ بزغـــ ـــ ـــة
النصر المبين وصارماً مسلولا
****
هذي التحايا من عُمان تواتـرت
صحفاً وسطّرها الفؤاد فصولا
****
تهدي (لعبدالله) عاهلها المُنــى
والشكرَ فيَّاضَ الثناء جزيـــلا
****
من هيثم السلطان تلك يمينــــه
تلقي التحايا والسلام جليـــ لا
شعر/ حمود بن علي بن سيف العيسري
نوفمبر ٢٠٢٣م / مسقط - سلطنة عُمان