أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

ما بعد الحرب!


عصام قضماني
qadmaniisam@yahoo.com

ما بعد الحرب!

عصام قضماني
عصام قضماني
qadmaniisam@yahoo.com
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
ما بعد الحرب على غزة تفكر إسرائيل ومعها الولايات المتحدة الأميركية وبعض أقطاب الغرب في صيغة جديدة لإدارة غزة بلا حركة المقاومة الإسلامية حماس، لكن لماذا يفكر العالم العربي أو بماذا يجب أن يفكر؟.
من الواضح أن الصيغة الإسرائيلية الأميركية تتفق ضمنا على أن لا مكان للفلسطينيين في مناطق شمال غزة على الأقل، وهو شكل جديد لتهجير الفلسطينيين من مناطق جعلتها آلة الحرب الإسرائيلية غير صالحة للحياة، وفي حال نجح هذا النموذج فإن ما يجري في الضفة الغربية من تصعيد إسرائيلي ممنهج يهدف إلى تحقيق ذات الأهداف، فما هي الصيغة التي يجب أن يطرحها العرب ومن خلفهم منظمة التعاون الإسلامي اللذين يرفضان التهجير الكامل لفلسطين وهي الطلقة الأخيرة في خيار حل الدولتين الميت سريريا..!.
إذا كانت الدول العربية والاسلامية معنية بفرض لاءاتها ضد التهجير وضد استكمال الاستيلاء على فلسطين، فيتعين عليها أن تفعل ما هو ضد هذه الأهداف وليس أقلها تثبيت الفلسطينيين على أرضهم وهو الجهد الذي انبرى لسان الأردن على مدى سنوات الاحتلال من الدعوة إليه قولا وفعلا، لكن لم تكن الاستجابة كما يجب وقد مر وقت غاب فيه الاهتمام والتركيز على القضية الفلسطينية فيما ما كانت تفعله إسرائيل هو كل شيء لجعل حل الدولتين مستحيلا لا بل ضربا من الخيال.
مشروع مارشال عربي، تقوم به الدول العربية لدعم صمود الشعب الفلسطيني في غزة وفي القدس والمدن والقرى الفلسطينية، بدلاً من إيداع فوائض الأموال في البنوك الأوروبية والأميركية بأسعار فائدة رمزية تقل عن 1%.
كانت أميركا ممثلة بوزير الخارجية جون كيري طرحت مشروع مارشال لإحياء الاقتصاد الفلسطيني الصغير بمبلغ يصل إلى أربعة مليارات من الدولارات، لكن ثمة فرق بين أهداف أميركا وبين ما ستكون عليه اهداف الغرب في هذا المجال، أميركا تريد أن توافق اسرائيل في طرحها للسلام الاقتصادي بديلا عن السلام السياسي الذي يعيد الحقوق ويمهد الى قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس.
إحياء الاقتصاد الفلسطيني مكسب فلسطيني وعربي، وهو يؤشر إلى حجم التقصير العربي تجاه شعب عربي يرزح تحت الاحتلال مع أن نوافذ مساعدته مالياً مفتوحة على مصاريعها.
مشروع مارشال الأميركي الذي اصبح نسيا منسيا يقصد به خدمة استراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، الذي يريد للفلسطينيين سلاماً اقتصادياً بديلاً عن السلام السياسي الشامل.
مشروع مارشال العربي لا يجب أن تستفيد منه إسرائيل إلا بمقدار ما تقدم من تنازلات كبيرة.
الحلول الاقتصادية الجزئية بدلاً من الحل السياسي الشامل أصبح في الماضي الى حين وحتى لا تعيد اسرائيل طرحه كبديل يجب ان يتم اعادة طرح القضية الفلسطينية بقوة وفقا لقرارات الشرعية الدولية لكنها اليوم معززة بصمود اسطوري للشعب الفلسطيني وهو صمود اخلاقي وانساني منح العالم صورة متحضرة للفلسطيني وللعربي الذي سعت اسرائيل طول ٧ عقود الى اغتياله.
هدف مشروع مارشال العربي يجب أن يهدف إلى تثبيت السكان في مدنهم وقراهم عندما تتوفر لهم فرص العمل وتتحسن مستويات المعيشة، فالانسان الفلسطيني لا يقل اهمية عن الانسان الاسرائيلي كما كان الملك عبدالله الثاني يقول مطلقا بذلك وصفا دقيقا للتمييز العنصري الذي تمارسه إسرائيل والذي كرسته نظرة الغرب التي تجاهلت حتى الان عشرات الالاف من الضحايا في مذبحة القرن.
النهوض بالاقتصاد الفلسطيني هو الرد على السلام الاقتصادي الذي تطرحه اسرائيل وقد سقط في اول اختبار اخلاقي.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ