إنتهى اليوم الثالث من الهدنة المؤقتة بين الأطراف المتصارعة في قطاع غزة بعد إنجازات المقاومة المذهلة في قطاع غزة ، وندخل في يومها الأخير حيث سنكون أمام خيارين إثنين، إما مواصلة الحرب وإرتقاء المزيد من الشهداء والضحايا والتدمير لأن الأهداف المعلنة لحكومة نتنياهو الصهيونية لا زالت تدمير بنية حماس ، وتهجير سكان قطاع غزة، وهذا يدل على حالة تعيشها هذه الحكومة الصهيونية المجرمة التي أظهرتها شاشات العالم بعد دخولها القطاع، ومتابعة الفضائيات خلال خمسين يومًا من الحرب الهمجية الصهيونية على فلسطين وقطاع غزة بشكل خاص، وتعطي تصورًا أن الهدنة قد لا تمدد، وهنا من المؤكد ان المقاومة الفلسطينية سترسل مئات التوابيت الى عائلات صهيونية دفع بها نتنياهو ومجلس حربه الى الجحيم.
ولكن من جانب آخر فإن الصور في مواقع الهجمات الصهيونية تعطيك فكرة عن فضائع هذا الكيان المحتل، فجثث الشهداء في الشوارع ومدن مهدمة، وبنية تحتية دمرت بالكامل، وجوع وحرمان في كل مكان ، وفي المستشفيات حدث ولا حرج عن افتقارها من كل مستلزماتها لإدامة الحياة، والشهداء والجرحى بآلاف، ولا زالت حكومة نتنياهو المتطرفة تهدد وتتوعد بما ستفعل في قادم الأيام، وهذا يدل على حالة من التخبط والهزيمة النفسية رغم وحشية عقلية هذا النظام العنصري، ناتجةً عن تصرفات تتسم بالرعونة من قيادتها والمسؤولين فيها؛ وهي تصرفات وقرارات ستزيد عزلتها على الصعيدين الإقليمي والدولي والمحلي وتكفي مواقف الأردن الرسمي والشعبي بقيادة جلالة الملك انموذجًا لذلك ، وستستمر حكومة نتنياهو في محاولات استفزازية مكشوفة للخروج من العزلة والنبذ التي تعيشها ، والهدف منها استجداء الدعم الداخلي من جماعات المتشددين اليهود الصهاينة وبعض فئات الجمهوري المنتخب بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي العام انحدارًا حادًا في شعبية النتن ياهو وحكومته كما أظهرت انخفاض شعبية بايدن الرئيس الأمريكي.
أن كل ذلك حدث لأن معظم شعوب العالم أظهرت الكيان الصهيوني في موقف المخطئ في القتل والتدمير،كما اظهرتهم في موقع المتسبب بالحرب في سياسات الاستيطان وهجمتهم الانتقامية المنظمة في الضفة الغربية بقيادة بن غفير وستموترتش، فمن البديهي أنّ تنجر الى حكومة نتنياهو الى خطاب الحرب حتى وهي تنفذ عملية تبادل أسرى عبر هدنة مؤقتة.
أقول لكم التغيير في المواقف قادم ولكنه يحتاج إلى مقدمات، والمقدمات حققتها المقاومة بصمودها، وانزالها لضربات موجعة إلى هذا الكيان العنصري الصهيوني المتغطرس، ولا بد من أنّ البعض توصل إلى قناعة بحاجته إلى تغيير مواقفه استنادًا الى فعل المقاومة، والعودة إلى القاعدة التي انطلق منها برنامجه النضالي المقاوم، وإنّ اصطفافه الطبيعي مع المقاومة، ولكن طموحنا يتجاوز ذلك إلى حالة تغيير كامل للمواقف العربية المتخاذلة في مواجهة المشروع الإنجلو- سكسوني الصهيوني في المنطقة بما يؤدي إلى إعادة صياغة العلاقات العربية - الدولية بمجموعها، فقد كانت السنوات الماضية سنوات عجافًا ألقت بقسوتها على منطقتنا العربية، وعلى ثقة الإنسان العربي بنفسه، وعلى قدرته على التأثير في مجريات الأمور.
إنّ غياب مشروع عربي يؤسس لإطلاق دور عربي شامل وفعّال هو الذي جعل العرب فريسة للآخرين؛ من خلال انقسامهم الى محاور سياسية وطائفية ودينية، ولا يمكن الاستعاضة عن قيام المشروع العربي بالاحتماء بهذه القوة الإقليمية أو الدولية أو غيرها، وعاجلًا أم آجلًا يمكن أن تتفق، وحينها تضيع المصالح العربية، ويصبح العرب مجرد كرة تتقاذفها أقدام اللاعبين الإقليميين والدوليين، إلا إن توحدت مواقف العرب وليس هناك قضية يمكن ان توحدهم أكثر من قضية فلسطين العادلة .
إنّ الحقّ بيِّن، ولا يختلف عليه اثنان، ولكنّ القويّ المتغطرس لا يريد أن يعرف، ولا يريد أن يعترف؛ لأنّ الحقائق لديه مقلوبة، وظلمه في نظره عدل ما دام لا يمسّ مصالحه ومصالح الكيان الصهيوني المدلل الذي أنشأه ليكون قاعدة متقدمة تملك عناصر القوة والهيمنة والهمجية كلها؛ لإبادة شعب كامل، والحلول محله باسم قرارات أرادتها هذه القوى، ومنع أي قرار يدين هذا الكيان الصهيوني.
إنّ الخطر ليس في الحكومة المتطرفة فحسب، وإنما أيضًا في المخطط الصهيوني الذي يسعى إلى طمس الهُوية العربية والإسلامية للأرض والمقدسات الفلسطينية؛ حيث تكشف هذه الخطوات للعالم كله الوجه البشع والعنصري للكيان وحكامه ومعظم شعبه.
إنّ العنصرية الصهيونية التي قامت على الغدر والاغتصاب وتهجير الفلسطينيين بقوة السلاح، بعد أنْ أمعنت فيهم تقتيلًا ومصادرة لأراضيهم وامتهانًا لكرامتهم، تعلم أنّها عابِرة زائرة، وهي تريد بتهويد الأسماء وقتل الأبرياء عبرنة الأرض والإنسان، وتجاهل المواثيق والأعراف الدولية كلها، ومعطيات التاريخ، وفرض واقع جديد يقضي باعتراف العرب والفلسطينيين بيهودية الدولة هذا ما قيادة وزير الامن القومي المتطرف ببن غفير ووزير المالية الصهيوني المتطرف بتسلإيل سمو تريش، ان الدولة الصهيونية التي تنفذ تعاليم توراتية وتقوم على الأساطير الكاذبة التي تدعمها القوة المتغطرسة واللوبيات الصهيونية في الغرب الظالم ، ولكنها لن تنجح بصمود الشعب وانتصار المقاومة الفسطينيية البطلة ومواقف القادة العرب والاجانب المشرفة كجلالة الملك عبدالله والكويت وفنزويلا وكوبا وغيرها من الدول، وبإذن الله النصر قادم.