منذ السابع من اكتوبر ونحن في حالة رهان مستمرة ، فجيش الاحتلال يراهن على سرعة استسلام حماس نتيجة ما سوف تؤول اليه نتائج القصف الجوي والتدمير العشوائي لأحياء مختلف مناطق غزة ، وحكومة نتنياهو تراهن ايضا على ما سينجزه جيش الاحتلال على ارض الواقع و بالاخص تحديد مكان الرهائن وتخليصهم من قبضة حماس ، اما حماس فكانت تراهن على كسب الوقت والصبر على الة الابادة العسكرية الاسرائيلية وكان من اكبر مراهنات حماس المراهنة على صبر المواطنين الغزيين وعلى تقبلهم الواقع المرير الذي عاشوه في غزة رجالا ونساء واطفالا ، اما المجدتمع الدولي فكان يراهن على سرعة اسرائيل في حسم الموقف مع حماس بعد ان قامت اسرئيل باقناع العالم بواسطة التها الاعلامية الضخمة بان حماس منظمة ارهابية وانها هي من اعتدت على الجيش والمواطنين الاسرائيلين .
وكما قالت العرب ( وما النصر الا صبر ساعة ) فكل الرهانات اَلت على اصحابها بالفشل وخيبة الامل باستثناء رهان حماس ، فأنها قد راهنت على صبر اهل غزة وهذا الصبر جاء بنتيجة مشرفة بالنصر المؤزر على الة الصلف الصهيوني و البوارج الامريكيه المتأهبه و الزام اسرائيل بالتفاوض مع حماس من خلال الوسطاء الدوليين ، فمقابل كل شخص من المأسورين تحرير اثنين من المسجونين في سجون الاحتلال من الفلسطنيين الابطال، بالاضافة الى ما ناله بعض ابناء غزة والفلسطنيين عموما من شرف الاستشهاد والرقي الى معارج العلى و السؤدد والدرجات العاليه من من الجنة .
بالرغم من ان عدد الشهداء الفلسطينين قد تجاوز ال ( 15000 ) شهيد وجلهم من الاطفال والنساء وهذا طبيعي فأسرائيل تسرح وتمرح بحرية دونما رادع بألتها العسكرية المجهزة بأحدث المعدات من طائرات مجهزة بقنابل الفسفور الحارقة المحرمة دولياً ومدافع ودبابات وقبة حديدية على شعب أعزل لايملك الا ارادته النضالية الحرة مما ادى الى دمار غير مسبوق على الارض في المباني والبنية التحتية وخاصة المستشفيات ، وفي المقابل فأن ما تكبدته اسرائيل من خسائر بالارواح والمقدر بحوالي ( 3500 ) قتيل و ( 4000 ) جريح و ( 2000 ) اصابة اقعدت اصحابها عن الحركة ،بالاضافة الى الاف حالات الهلع والهستيريا بين جنوده ومواطنيه وزيادة اعداد رحلات الجو بإتجاه اوروبا وروسيا بهجرة معاكسة لليهود ، اما خسائرهم في المعدات فانه لا يقل عن حوالي ( 25 ) دبابة والية عسكرية وذلك حسب مصادر ميدانية واستخبارية فلسطينية وبعض من التسريبات نتيجة لبعض الانتقادات التي صرح بها بعض المراسلين الاعلامين في الجيش الاحتلال .
تقوم وزارة الحرب الاسرائيلية بوضع اهداف جديدة للاعتداء على غزه وهي : تجفيف جذور حماس والقضاء على هياكلها وبناها التحتية بشكل كامل ، وهذا كما يقول المثل ( حلم ابليس في الجنة ) وحماس جزء من حركة المقاومة الفلسطينية ووجودها يكتسب شرعيته من حق الشعوب في تقرير مصيرها والدفاع عن الحقوق المشروعة وهذا ما اشارت اليه القوانين الدولية، فان وجود حماس في غزة مرهون بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .
شكرا غزة ، شكرا اطفال غزة ، شكرا نساء غزة ، شكرا يا رجال غزة ، فقد بعثتم فينا روح النضال والجهاد في سبيل الله ومعنى الرباط على ارض العرب والمسلمين فثباتكم هو أمل الامة العربية و الاسلامية ، فبينما كانت دمائكم الزكية تسيل على ارض غزة وفلسطين فكنا عرباً ومسلمين نتزافر ونتنافخ امام شاشات التلفاز وليس بأيدينا الا التعاطف وهذا ما سوف نسأل عنه امام الله لتقصيرنا في حقكم بالنصرة ، فسلام عيكم جميعا اهل غزة فوق الارض وتحت الارض وفي بطون امهاتكم وفي المستشفيات وفي اقبية السجون والمعتلقلات فان النصر قريب (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10 سورة الانفال وقال تعالى ( إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ ) 160 ال عمران .
