تستطيع آلة القتل العدوانيّ الصهيونيّ، أن تدمّر مئات الآلاف من منازل الفلسطينيّين، وتستطيع أن تقتل مئات الآلاف منهم، وأن تستمرّ في تشريدهم عن أرضهم وبيوتهم.
ولكنّها لن تستطيع، مهما أوتيت، من قوّة وبطش، أن تقتلع جذوة النضال، وفكرة المقاومة للمحتلّ، من صدور الفلسطينيّين، الّذين شرّدوا عن أراضيهم المحتلّة، ومورّس ضدّهم أبشع أنواع القتل والدمار، منذ أكثر من 75 عاماً، من المعاناة.
لم تبدأ المقاومة، بعمليّتها يوم السابع من أكتوبر المجيد هذا الكفاح والصراع مع المحتلّ؛ بل إنّ الصراع بدأ مع أوّل عمليّة احتلال وقتل مارستها دولة الكيان اللقيط.
ولم تكن المقاومة الفلسطينيّة، هي من بدأ الصراع، في ذلك اليوم الأغرّ، بل إنّ كلّ حركات المقاومة الفلسطينيّة، جاءت ردّ فعل على احتلال الأراضي الفلسطينيّة، منذ العام 1948، وتشريد أهلها؛ حيث لم يعش الشعب الفلسطينيّ يوماً واحداً بأمن وأمان.
انتهت، كلّ تجارب الشعوب المناضلة والمقاومة، عبر التاريخ، إلى الانتصار على المحتلّين، وثمّة تجارب مهمّة لا يمكن حصرها، ولكنّني سأذكر منها ثلاث تجارب على سبيل المثال لا الحصر:
1-تجربة الشعب الجزائريّ، وحركته المناضلة "جبهة التحرير الوطنيّ"، الّتي انتصرت على المحتلّ الفرنسيّ، وحرّرت الجزائر بعد 130 عاماً من الاحتلال.
2-حركة المقاومة في جنوب أفريقيا، الّتي استطاعت بنضال الشعب وحركته الوطنيّة "المؤتمر الوطنيّ" أن تنهي نظام التمييز العنصريّ إلى غير رجعة.
3- حركة المقاومة الفيتناميّة الّتي استطاع، من خلالها الشعب الفيتناميّ، هزيمة فرنسا ثمّ أمريكا بقيادة "الفيتكونغ" وقائدها هوشي منه.
دولة الكيان الصهيونيّ، باعتبارها آخر احتلال موجود في العالم، لن تستطيع هزيمة شعب يريد أرضه ووطنه، والعيش بأمن وأمان وتقرير مصيره بنفسه وبناء دولته الوطنيّة المستقلّة.
ولن تستطيع، مهما دعمها الغرب، ماليّاً وعسكريّاً وإعلاميّاً، هزيمة حركته الوطنيّة المقاومة.
فالمقاومة ليست مجرّد سلاح ومقاتلين؛ بل إنّها فكرة تعتمل في صدور الشعب، بكل أجياله وتلاوينه السياسية والفكرية، ولن تتوقّف حتّى تحرير الأرض والإنسان.!