مدار الساعة - من غير الدقيق أن تقول اليوم: هذه المرة فعلتها قطر. أعني نجاح الدبلوماسيّة القطريّة في تحقيق اختراق وإن كان على شكل هدنة مؤقتة للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.
من غير الدقيق قول هذا، ذلك أن من يفعلها في كل مرة هي قطر. مَنْ غير قطر.
منذ صباح الجمعة كان بإمكان الغزيين أن يحصوا قتلاهم تحت الحطام.
منذ صباح يوم الجمعة أخرج الغزيون جثث أبنائهم وابائهم وامهاتهم التي مضى عليها أيام وأكثر، من دون ان يستطيع أحد اخراجها لانشغال الجميع باستخراج الاحياء من الحطام الذي احدثته طائرات العدوان.
قطر نجحت في وقف هذا الاجرام ولو لساعات في أيام قليلة. هذا جيد بالنسبة لاهالي غزة. الذين يرون كيف انهم يقتلون على الهواء مباشرة من دون ان تحرك ماكينة حقوق الانسان الغربية المنافقة رقبتها لتقول شيئا.
على العكس. قال رئيس وزراء السويد حرفيا: نحن والاتحاد الاوروبي مع ممارسة اسرائيل جرائم حربها على غزة". قالها حرفياً ثم استدرك: اعني دفاعها عن نفسها. أليس القاتل يدرك ما يفعل؟
هذا كله ارادت ان توقفه قطر ولو لساعات. أو ايام قليلة.
لم يسجل جيش في العالم أن اقتصر حربه على المدنيين فقتلهم ثم تفاخر بذلك. الجيش الاسرائيلي فعل ذلك.
الجيوش في العادة تخجل ان تعترف انها تقصف مدنيين. ما من فخر لعسكري يقتل مدنياً. فكيف إن كان المدني جثة هامدة.
هل سمعت يوما عن جيش في العالم تفاخر أنه نجح في عملياته العسكرية على المستشفيات.
كأن الجيش الاسرائيلي يضع في حساباته ضمانة انه سينتصر بالتأكيد على الجثة. فينتصر عليها، بل ويأخذها أسرى، هي والمرضى والكوادر الطبية. هذا هو العدو الذي يراد السلام معه.
بإمكان العالم اليوم ان يطلق على هذا الجيش اسم "الجيش الذي يجيد قتال الجثث والجرحى والكوادر الطبيبة".
نجحت قطر، في ان تلملم غزة جراحاتها ساعات أو أياماً.
هذا انتصار لاثنين: غزة المقاومة وقطر.