مدار الساعة - وجهت جماعة عمان لحورات المستقبل نداء باللغات المعتمدة في الأمم المتحدة إلى مندوبي وسائل الإعلام الأجنبية العاملة في الأردن والإقليمي طالبتها فيه استغلال الهدنة الإنسانية لنقل حجم الكارثة الانسانية التي حلت بقطاع غزة، من أجل الضغط لوقف حمام الدم، من خلال الوصول إلى هدنة طويلة، تمنع امتداد الحرب إلى الإقليم.
وقالت الجماعة في ندائها:إن الهدنة الإنسانية التي تم التوصل إليها يجب أن تمثل قارب نجاة من بحر الدم الذي يغرق قطاع غزة حتى لا يمتد طوفانه إلى مناطق أخرى، مما يستدعي من الجميع بيان فظاعة ما جرى لقطاع غزة من خلال نقل صور حية للدمار والقتل والتشريد للمدنيين الفلسطينيين. وهذا يتطلب سباق مع الزمن، لاستغلال الهدنة الإنسانية المؤقتة في قطاع غزة. لذلك، فإن ما حدث من أهوال ومجازر في قطاع غزة خلال الأيام الماضية جعلنا جميعا نتنفس الصعداء تجاه أخبار التوصل إلى هدنة إنسانية بين حماس واسرائيل، لكننا نعلم أن مدة أربعة أيام غير كافية على الإطلاق للتعامل مع آثار الحرب الوحشية المدمرة التي قتلت من الأطفال والنساء والشيوخ العدد الأكبر دون تمييز أو حتى رحمة أو رأفة. نعم، إن هذه الهدنة غير كافية بالمطلق إلا أننا نعتبرها نافذة أمل أو قارب نجاة للتخفيف من آثار هذه الفاجعة والكارثة الإنسانية، فما هو المطلوب؟
إن عامل الوقت هو الفيصل في التعامل مع التحديات الكبيرة في ظل الدمار الشامل لكافة البنى التحتية، ومن هنا فإن اندفاع الجميع للعمل وبسرعة فائقة سنحسبه بالدقائق وليس الأيام، فكل دقيقة ستمر ستفقدنا إمكانية الاستجابة الناجعة والسريعة لهذه الكارثة وقد تفقد أحدهم حياته.
إننا على ثقة تامة إن نجاح الاستجابة خلال هذه الأربعة أيام يتمثل في جدية وفعالية التنسيق بين كافة المؤسسات والمنظمات والهيئات الدولية من خلال خطة عمل موحدة تضمن سرعة الإنجاز في ظل ضيق الوقت، يتم فيها توزع المهام والمسؤوليات لتنفيذ متطلبات المرحلة.
إننا من خلال هذه الهدنة القصيرة نتطلع إلى إيصال رسالة إلى العالم أجمع لبيان حقيقة ما حدث في غزة من القتل والتدمير دون النظر إلى القوانيين والأعراف الدولية، والأهم ضربها عرض الحائط بالأعراف الإنسانية. إننا هنا نوجه نداءنا إلى جميع الهيئات الإعلامية ومندوبيها العاملين في الأردن والإقليم ودول الجوار لغزة الى دخول غزة ونقل الصورة الحقيقية وبيان ما آلت اليه الاوضاع الإنسانية في غزة والدمار الذي لحق بالبنى التحتية والمستشفيات، وأعداد الأطفال الذين تشردوا والعائلات التي باتت دون مأوى والأعداد الكبيرة للقتلى والجرحى. فقد تزيح رسالتهم الإعلامية الحقيقية هذه الغمام عن عيون قادة العالم الداعمين لهذا العدوان دون حتى سماع أصوات الحق. إن نقل الصورة الحقيقية يجب أن يدفع بإلزامية العالم الأخلاقية لوقف العدوان وتأمين وبشكل مستمر كافة ما يوفر الحياة الإنسانية وعودة الخدمات الصحية والتعليم والغذاء والماء وهي أبسط الحقوق الإنسانية التي لطالما تغنت بها المنظمات الدولية. إننا لا نستطيع بالفعل اعتبار هذه الهدنه إنجازا على المدى البعيد، فما نتطلع اليه هو إنهاء العدوان بالكامل وايقاف آلة القتل والدمار، حتى لا يصبح الوضع بعد الهدنة أسوء مما كان عليه الوضع قبلها. وهو ما يمليه على كل صحفي وإعلامي واجبه الأخلاقي والتزامه المهني.