في خضم الأحداث يجمع الملك رئيس الوزراء وعددا من الوزراء ليؤكد أن المضي قدماً في مشروع تحلية ونقل المياه من العقبة إلى عمان أولوية وطنية.
هذا مشروع وطني استراتيجي يدفع نحو الاكتفاء الذاتي من المياه ولطالما قلنا أن الاكتفاء الذاتي من السلع الاساسية، طاقة ومياه ومواد غذائية تساوي الاستقلال الاقتصادي ليكون الأردن في منأى عن المؤثرات أياً كان شكلها بما يسند مواقفه الصريحة والثابتة.
مشروع الناقل الوطني استراتيجي وتنفيذه سيعد من أهم الإنجازات التي يسجلها الأردن ضمن باكورة المشاريع الاستراتيجية.
ما سبق صحيح. لكن هذا المشروع الحيوي بدأ كبيرا بطموحاته وافكاره وكم الاثر التنموي الذي سيحدثه لكن صغر شيئا فشيئا من قناة مائية مفتوحة الى انبوب ليصبح اسمه ناقل البحرين ثم صغر اكثر ليصبح انبوبا ينقل مياه البحر الاحمر بعد تحليتها الى عمان واسمه الناقل الوطني.
ربما سيحتاج الاردن الى تطويره مستقبلا ليحقق الحلم الاول في مشروع ناقل البحرين.
يتعين على الاردن ان لا ينسى المشروع بفكرته الاولى لتتفرع القناة المفتوحة وعبر الانابيب الى ثلاثة افرع واحدة لمياه الشرب بعد التحلية والثانية الى البحر الميت لانقاذ منسوبه الذي يتناقص بسرعة وثالثة الى وادي عربة ليصب في بحيرة صناعية يتم انشائها هناك، حتما سيصبح اسم وادي عربة وادي القمر.
تخيلوا بحيرة صناعية في هذا الوادي المقفر، كم سيتغير وجه المكان وكم هي الاثار التنموية التي سيحدثان وكم هي المشاريع السياحية والتنموية عدا عن الاثر الاجتماعي، سنكون حتما في مواجهة مدن رائعة تولد من العدم فقط لان الماء اصبح فيها ينساب.
صحيح ان حاجات الأردن الملحة للمياه تتربع على قائمة الاولويات لكن الصحيح ان حاجة الاردن الى ابتكار مشاريع تنموية اكبر.
والشيء بالشيء يذكر فان الملك دائما يحث على المشاريع الزراعية الطموحة والصناعية الرائدة التي والمشاريع السياحية الكبيرة والفوائد اجتماعية وسياسية واقتصادية وتوفر فرص عمل.
لا يمكن تجاهل هدف إنقاذ البحر الميت من الجفاف والانحسار المتواصل وهو ما يجب أن يكون هدفاً رئيسياً للمشروع مستقبلا ويتيح إنشاء مشاريع لإنتاج الكهرباء ما يخفض كلفة الوقود وتحلية المياه، التي يحتاجها الأردن بإلحاح.
يحب تسريع العمل بالمشروع ونقترح هنا ان ينصب جهد كل الجهات المعنية لانجازه.