لم نعتد بيوم من الايام على جار او شقيق بل نحن الذين دائما ما نكون بطليعة المواقف العروبية والقومية نصرة لقضاياها، فلم نخاصم ولم نقاطع اي دولة عربية على الاطلاق، بل تحملنا ودفعا ثمنا غاليا لمواقفنا دما ومالا وفي كل القضايا العربية ومع ذلك تهب علينا في كل مرة موجة تشكيك غادرة، فلماذا يحقدون على الاردن؟.
قبل وبعد العدوان الوحشي على قطاع غزة والضفة الغربية ونحن في الاردن نتعرض لموجة شائعات تهدف للتشكيك في مواقفنا القومية والعربية تجاه اشقائنا في فلسطين، وهذا كله رغم الجهود الجبارة التي نبذلها لنصرة اهلنا هناك كواجب لا منة، بالاضافة الى مواقفنا السياسية والدبلوماسية الذي جابت العالم شرقا وغربا بهدف الضغط على هذا الكيان ومن يناصره لوقف هذا العدوان البربري فغيرنا في رواية وكذبة الاحتلال من مظلوم الى ظالم متغطرس وقاتل بلا برحمة.
"الاردن» ومنذ اللحظة الاولى للعدوان الاسرائيلي هب وكما العادة شعبيا ورسميا لنصرة الشعب الفلسطيني في كل مكان من الاراضي المحتلة، فاصر على ابقاء المستشفى الميداني بغزة وارسل المساعدات والادوية جوا وبالمظلات كاسرا للحصار في كل مرة ليعود ويرسل مستشفيين ميدانيين جديدين لنابلس وجنوب قطاع غزة.
"الاردن» منذ تأسيسه ورغم قلة امكاناته وهو يدفع ثمن مواقفه تجاه القضايا العربية بدءا من احتلال فلسطين وما تحمله ابانها من تضحية وقتال ومقاومة من قبل الجيش العربي يالاضافة الى تهجير الفلسطينيين اليه بعد الاحتلال الاسرائيلي في عامي 1948 وعام 1967، وصولا للحرب الايرانية العراقية وحرب الخليج الاولى والثانية والربيع العربي والارهاب وما نتج عنه من لاجئين من دول عربية شقيقة.
عدد سكان المملكة 11 مليون نسمة وما يزيد عن ذلك بينهم ما يقارب 7 ملايين لاجئ دفعوا ثمن الظلم الذي حل بهم ومنذ عقود طويلة اما نتيجة الاحتلال الاسرائيلي واما الحروب والفتن في دولهم، فمن دخل الاردن دخلها امنا مطئنا سالما مكرما كريما ففيها نظام هاشمي لم يظلم عنده احد وضمن الامكانيات المتواضعة جدا مقارنة مع دول اخرى غنية.
خلاصة القول، ان هذا الوطن لايستحق من ابناء عروبته وجلدته كل هذا الحقد، فهو من قاتل لاجلهم وعنهم وتحمل كل ما تحمل في سبيل عروبته وقوميته، فتحمل ما تحمل وبقي صامدا مستقرا متطورا يوما وراء يوم حتى انه بات اليوم مضرب مثل بنسيجه الاجتماعي ووحدته ووقوفه خلف قيادته، ويعمل على توفير كل ما يحتاجه شعبه ويضمن كرامتهم في كل بقاع الدنيا، عاش الاردن عظيما عزيزا كائد للحاسدين والحاقدين ممن لا يريدون له الخير.